الأحد 9 يونيو 2024

الموت بالثانوية العامة!

14-6-2017 | 13:06

بقلم –  محمد حبيب

في يوم واحد انتحر اثنان من طلاب الثانوية العامة بسبب صعوبة الامتحانات، ففي الجيزة انتحر طالب ثانوية عامة شنقا، يوم الأحد الماضى، لصعوبة امتحان اللغة الإنجليزية وخوفه من السقوط للعام الثانى، وكتب محمود مهدى، ١٩ سنة، طالب في الصف الثالث الثانوي، بمدرسة الأورمان الثانوية، رسالة لوالدته طالبها بالدعاء له وعدم الحزن لفراقه.

وفي المنوفية ، أقدمت الطالبة هبة على بمدينة شبين الكوم على الانتحار بإلقاء نفسها في بحر شبين الكوم من أعلى كوبري المشاه، بسبب صعوبة امتحان الفيزياء.

محمود مهدى وهبة على لحقا بزملاء لهما انتحروا في سنوات ماضية بسبب الثانوية العامة، ففى كل عام يتكرر الحادث، من فتاة الدقهلية التي تجرعت أقراصا سامة خوفا من امتحانات الثانوية العامة، إلى الطالب الذي شنق نفسه، داخل غرفة نومه بقرية أنشاص الرمل، في محافظة الشرقية خوفًا من امتحان الكيمياء.

وهناك طالب القناطر الخيرية الذى ألقى بنفسه في النيل، بسبب تدني درجاته بامتحانات الثانوية العامة، بالإضافة إلى طالب الثانوية العامة في محافظة البحر الأحمر الذي لقي مصرعه بعد تناوله مادة سامة، لعجزه عن الإجابة في امتحان اللغة الإنجليزية.

الثانوية العامة .. تهدد الطلاب في مصر، لم تعد شهادة تؤهل للجامعة وإنما تحولت إلى قضية حياة أو موت، المسئولون جعلوها بمثابة آخر المطاف للطلبة، وهي من تحدد حياتهم المستقبلية، وعندما يشعر الطلبة باحتمالية الفشل فيها، يجعلون خيارهم الأول «الانتحار» والتخلص من حياتهم للأبد.

نحو ٦٠٠ ألف طالب سنويا يؤدون امتحانات الثانوية العامة تحت ضغط عصبي ونفسي رهيب خوفا من الثانوية العامة هم وأسرهم ، ناهيك عن مصروفات الدروس الخصوصية التي تقتطع جزءا كبيرا من ميزانية الأسر المصرية وتكبد أولياء الأمور نفقات كبيرة. الثانوية العامة أصبحت موتا وخراب ديار.وفي النهاية لا نصل إلى مستوى تعليمي متميز لطلابنا بسبب الاعتماد على التلقين والحفظ.

في ظني أن استمرار نظام الثانوية العامة بشكله الحالي والاعتماد على امتحان واحد فقط ، سوف يؤدي إلى مزيد من الوفيات والأمراض النفسية لطلابنا ويضغط على ميزانيات الأسر المصرية التي لها طلبة في الثانوية العامة، لذا نطالب بإعادة النظر في امتحانات الثانوية العامة لتخفيف العبء عن الطلاب وأسرهم وفي نفس الوقت للتخلص من الدروس الخصوصية.

كل عام نسمع عن تطوير الثانوية العامة وكل وزير تعليم يأتي يتحدث عن تطوير الثانوية العامة ولكن لا يحدث جديد على أرض الواقع.

الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم أعلن عن نظام جديد للثانوية العامة لا يعتمد فقط على الامتحان الواحد، وكأنه حياة أو موت، نظام جديد للتأهيل للجامعات من خلال الامتحانات والحضور والأنشطة ، وليس اختصار الثانوية العامة في امتحان آخر السنة. الوزير يدرك أهمية إعادة النظر في الامتحانات المتعلقة بشهادة إتمام الثانوية العامة، وعلاقتها بمرحلة التعليم العالى، لكن الوزير قال إن النظام الجديد للثانوية العامة يحتاج تطبيقه إلى عشر سنوات وهو ما يهدد بمزيد من ضحايا الثانوية العامة.

كم أتمنى أن يعقد وزيرا التربية والتعليم والتعليم العالي، مؤتمراً حول تطوير نظام الثانوية العامة، وأن تكون شهادة مؤهلة للجامعة تقيس قدرات الطلاب ، من دون أن تؤدي لانتحار بعضهم أو إصابة البعض بالأمراض ومن دون الضغط على الأسر المصرية وتحميلها بمزيد من الأعباء، الثانوية العامة قضية مهمة تتطلب التكاتف للوصول لإصلاح جذري لمشاكلها.