الأحد 24 نوفمبر 2024

معهد الأورام شاهد على القصة ولاء ومحمد.. الحب يهزم السرطان

  • 14-6-2017 | 13:44

طباعة

محمد وولاء.. قصة حب غير عادية، لم تتم على «كورنيش النيل»، ولم يكتب لها أن تكون بدايتها فى «صالون البيت»، حيث إن طرفيها جمعتهما الإصابة بمرض السرطان، وداخل عيادة العلاج الطبيعى، فى معهد الأورام، كان اللقاء الأول، والنظرة الأول، والبداية لرحلة حياة، وخلال مدة لم تتجاوز الستة أشهر تم الزواج.

أربعة أطفال هم ثمرة هذا الزواج رغم توقعات الأطباء بأنهما لن ينجبا أو أن أولادهما قد يصيبهم المرض ذاته، وكان هذا هو التحذير الأول لزواجهما، اعتراضات الأطباء فى البداية لم تؤثر فى قرارهما وانتقلت الاعتراضات إلى الأهل، لكنهما أصرا على الزواج، كما أصرا من قبل على قهر السرطان والشفاء.

حالة محمد وولاء، حالة واقعية ونموذج مشرق لمرضى السرطان، فكلاهما أصيب بالمرض الخبيث، وكلاهما مر برحلة العلاج إلى أن تم شفاؤهما، وكانت زيارات المتابعة بعد الشفاء سببا فى لقائهما..

«ولاء» تتذكر اللقاء الأول لهما، قائلة: ثلاثة لقاءات فى يوم واحد، كان لدىّ موعد فى الأشعة وآخر فى العيادة للمتابعة وثالث فى العلاج الطبيعي، وفى كل مرة أجده أمامي، كنت أمشى بعكازين وذهبت لقسم الأشعة منتظرة دورى ولم أجد مكانا للجلوس، فوقف لى وهو لا يعرفنى ولأنى كنت عصبية وحالتى النفسية ليست جيدة تعصبت عليه، وقلت له شكرا وعندما أصر قلت له وإنت مالك مش عاوزه أقعد ولم أكن أعرف أنه كان مريضا مثلي، إلى أن دخلت غرفة العلاج الطبيعى ووجدته فى السرير المجاور لى وبيننا ستارة ولمحت وجهه فسألت الطبيب عليه قال هو كمان كان عنده سرطان وله جلسات علاج طبيعى، وقلت للدكتور ما فعلته به وطلب منى أن أعتذر له، خرجنا من الغرفة، وكانت معى أختى الصغرى وحكيت لها ما حدث وأثناء حديثنا وقبل خروجنا من الباب العمومى للمعهد، شخص خلفى اصطدم بيدي، ونظرت فوجدته مرة أخرى واعتذر هو، ووقفنا وتحدثنا وتبادلنا تليفونات المنزل، واستمر التواصل لدرجة أننى كنت أحدد مواعيد زياراتى للمعهد بالتزامن مع مواعيده، ورغم أن كثيرين يكرهون دخول معهد الأورام، لكنى أحببته لأنه سبب فى معرفتى بمحمد زوجى وأبو أولادي،واتفقنا على الزواج، واجهتنا اعتراضات كثيرة من أهلى وأهله، وحتى الأطباء «.

«ولاء» التى أمسكت بخيط الحكاية، أكملت بقولها: دخلت الكوافير ليلة زفافى بعكازين، وكل ما يشغل بالى أن عروسة بالفستان وشكلى بالعكازين سيكون غريبا، وبإصرار غريب وجدتنى أمشى بدونهما، وبعد الزواج كانت حالتنا فى تحسن، ورغم أننا قررنا الزواج وأننا لن ننجب، بعد ثلاثة أشهر كان الخبر المبهج بالحمل ورزقنا الله بوليد الابن الأكبر، ثم ثلاثة أبناء واستمر زواجنا ١٢ عاما، واجهنا مصاعب الحياة بالحب والتحدى، وكان من بينها أن الأطباء فى المنصورة كانوا يخشون حالتى أثناء الولادة وكانت ولاداتى كلها فى القاهرة «.

برسالة لمرضى السرطان أنهت «ولاء» حديثها، حيث قالت: « خلوا أملكم فى ربنا وكل اللى يجيبه خير، واضحكوا للدنيا ولا تكشروا، لأن التكشير والزعل بيخلى الواحد مكتئب ونفسيته وحشة وحالته تتأخر، لكن بالضحك كله بيروح إن شاء الله».

    الاكثر قراءة