حوار: نورا حسين
ياسمين غيث ليست مجرد وجه جديد أطل على جمهور دراما رمضان من خلال حلقات مسلسل «حلاوة الدنيا» .. ياسمين مريضة بسرطان استطاعت أن تهزم المرض اللعين بقوتها وحبها للحياة وتتعافى وتقدم نموذجاً لقوة الإرادة ولفتت الأنظار إليها بابتسامتها وروحها المرحة وجرأتها في التعامل مع السرطان.
دور «هبة» الذى جسدته ياسمين فى المسلسل وقوتها فى مُحاربة المرض، ياسمين لا يختلف كثيراً عن دورها فى الحياة ومُحاربتها للسرطان، حيث تقول: «قدمت أول مشهد فى «حلاوة الدنيا» بعد جلسة علاج كيماوى».. والمخرج قال لى: «أنت أفضل من تقدمين «هبة» لأنك ستقدمينها بصدق نتيجة مرورك بالتجربة».
ظهرت فى مسلسل «حلاوة الدنيا» لأول مرة.. فمن أنت؟
اسمى ياسمين غيث، حفيدة الراحلين حمدى غيث وعبد الله غيث، وعمرى ٢٩ سنة، تخرجت فى كلية الإعلام، وعملت مدرسة فى مدرسة إنترناشيونال، وعملت فى مجال الأزياء، حققت خط موضة باسمى، بعدما علمت بإصابتى بالسرطان تركت عملى فى البداية فى سبتمبر ٢٠١٦، لصعوبة العمل فى بداية المرض، وجدت شيئاً فى جسمي، تأكدت وقتها أنه «سرطان»، لأن الطريقة التى علمت بها هى نفس الطريقة التى يكتشف بها الكثير، بعد ذلك بيومين ذهبت إلى الطبيب وتأكدت من المرض، وذهبت للجراح، وأجريت عملية فى نفس اليوم، وبدأت العلاج الكيماوى ١٥ جلسة، وجلسات إشعاعية ٣٠ جلسة، والآن فى العلاج الهرمونى من ٥ إلى ١٠ سنوات، وعلاج آخر كل ٣ أسابيع فى المركز الطبى الذى أتعالج به.
من الصعب التعايش مع المرض ثم نستكمل حياتنا بشكل طبيعى بعدها.. كيف مررت بهذه المرحلة؟
مررت بمراحل سيئة جداً مثل أى مريض سرطان، المرحلة الأولى صعبة جداً، وأوجاع مُستحيلة لا توصف، وأتعابها مميتة، وتهد أى شخص، كنت محبطة فى البداية، ولكن بعد قليل، الحمد لله ذهبت لطبيب نفسى، لم يكن أمراً مريحاً، لأننى لم أكن أحتاج العلاج بأدوية، بقدر أن هناك أفكاراً سلبية مطلوب تحويلها إلى أمور إيجابية، فذهبت لمتخصص تنمية بشرية، بدأ يُغيرنى كثيراً، ودربنى على التفكير بشكل إيجابى،
من الذى كان يدعمك نفسياً؟
زوجي، وابنى أحصل منه على أمل كبير فى الحياة، وشقيقى ووالدتى ووالدى وأم زوجى وأشقاؤه وأصدقائى.. والحمد لله ربنا وقّف الناس كلها بجانبى.
هل العامل النفسى مهم؟
جداً، أهم من العلاج، فمن الممكن أن تتحسن بنفس العلاج أو تنتكس، ولكن الأهم أن تصدق أنك فى طريقك للعلاج فعلا، أحيانا كثيرة أنسى المرض بسبب العامل النفسى القوى الذى أعيش به وذلك بفضل ربنا، ثم التفاف أهلى حولى وهو ما ركزنا عليه فى «حلاوة الدنيا».
من خلال تجربتك وأنت فى المرحلة الأخيرة للعلاج.. ما الرسالة التى تقدمينها لمرضى السرطان؟
أقول لمرضى السرطان: لا تسمعوا لمن يدفعونكم للتشاؤم، هناك أمل طالما تريدون أن تعيشوا، الأمر مُتعب وصعب، وأحياناً يكون نقطة تحول فى حياتكم، فيجب أن تتقبلوه بقوة وإرادة حتى تستطيعوا مواجهته، فالحياة حلوة تستحق أن ندافع ونهزم المرض من أجلها، لذلك كونوا أقوياء ومُحاربين.