قال الفنان التونسى ظافر العابدين إن مسلسل «حلاوة الدنيا».. طاقة أمل لمريض السرطان، ورسالة تؤكد أن المرض ليس نهاية الكون والمسألة الأهم هى أن مريض السرطان لا يخجل من مرضه ولا ينكره، بل يجب أن يتعايش معه.
فى رأيك.. ما أهمية تقديم مسلسل عن مرض السرطان الآن؟
«حلاوة الدنيا» مسلسل اجتماعى يُقدم قضية شائكة، تقريباً كل فرد فى المجتمع لديه صديق أو قريب أو هو نفسه مر بتجربته مع مرض السرطان، فنحن نناقش وجود المريض وسط العائلة، ونوضح كيف يتم التعامل الصحيح معه، وذلك فى إطار اجتماعى ملئ بالأحداث فيها حب وعاطفة وصداقة.. فالهدف من العمل ليس تعميم حالة من النكد كما يقول البعض.
وهل مسلسل «حلاوة الدنيا» مُفيد بالنسبة لمرضى السرطان؟
المسلسل يُركز على الجوانب الإنسانية للمرض، أكثر من التركيز على المرض نفسه، وفى رأيى هو يقدم عاملا مهما جدا بالنسبة للمريض، وأهم بالنسبة لما حول المريض فيما يخص نظرة الناس وتعاملهم مع المريض.. فنحن نُركز أيضاً على طاقة الأمل، ونُعطى تفاؤلا للمريض وقوة إرادة وذلك من خلال الشخصيات المختلفة للمسلسل، حيث نُقدم النموذج المصاب المتفائل والقوى، ونُقدم أيضاً نموذجا لمن يُحارب المرض بعزيمة وإرادة.. ونُسلط الضوء على أن الإصابة بمرض لن تكون نهاية الكون، والمسألة الأهم هى أن مريض السرطان لا يخجل من مرضه ولا ينكره، بل يجب أن يتعايش معه حتى يحاربه وهذه هى رسالة المسلسل التى يحترم عقول وشعور الجميع خاصة من مر بتجربة السرطان.
هل جلست مع مُصابين بالسرطان حتى تكون ملماً بتفاصيل الشخصية؟
الحقيقة أننى عشت تجربة مؤلمة مع أحد أقاربى الذى أصيب بمرض السرطان، وكانت تجربة صعبة للغاية، وكان هذا من أهم أسباب حماسى لتقديم شخصية «سليم» فى المسلسل.. وهذا دور مختلف تماما عما قدمته من قبل، فهو يعتمد على المشاعر فقط وهذا أصعب ما فيه، لك أن تتخيلى أنك تقدم قصة حب نبعت من وراء الصراع مع مرض السرطان، للعلم قصص الحب هذه تكون صادقة لأن الحب الحقيقى يظهر فى الظروف الصعبة. وكان هناك طبيب نستشيره دائما فيما نقدمه وخاصة فى الأشياء الخاصة بالطب مثل حالة المريض وإحساسه بالألم وملامح الوجه والإحساس باليأس، بالإضافة إلى بحثى المُستمر عبر الإنترنت، حاولت أن أمزج كل هذه التجارب لأقدم فى النهاية دور «سليم».
ماهو أصعب ما قدمته فى دور «سليم»؟
«سليم» مريض سرطان المخ، وهو من أصعب أنواع السرطان، فبالطبع جميع المشاهد التى كُنت أعبر فيها عن المرض مؤلمة وصعبة وتحتاج لمجهود نفسى كبير، لكى أستطيع أن أعبّر عن إحساس المُعاناة.. والحقيقة أن الدور جعلنى أشعر كثيرا بمريض السرطان، فأتمنى من الله أن يشفى كل مريض.
قدمت «سليم» الذى يرفض العلاج ويعيش بمُسكنات.. هل هذه الحالة واقعية؟
المسلسل يُقدم نماذج مختلفة من مرضى السرطان، وبالطبع شخصية «سليم» يوجد منها الكثير الذين يرفضون العلاج، خشية من تأثير العلاج الكيماوى وما يحدثه من تغيير ملامح الوجه وسقوط الشعر وضعف الجسم، ويفضل أن يعيش باقى أيام حياته بدون تعب العلاج، لكننا أيضاً نوضح أن هذا غير صحيح، لأن نسبة الشفاء الآن وصلت إلى درجات عالية جدا فى معظم حالات المرض.. فلماذا نرفض العلاج ونقترب أكثر من الموت؟.