تتجه الأنظار اليوم الأحد، صوب القمة الكروية الأفريقية المنتظرة التي تجمع المنتخب المصري مع منتخب الكاميرون، في نهائي الحلم للقارة السمراء.
ويدخل كلا المنتخبين المباراة بعد مشوار حافل خلال مباريات البطولة حيث تأهل منتخب الفراعنة لأول مرة إلى المباراة النهائية منذ عام 2010، بينما تأهل أسود الكاميرون لأول مرة منذ 2008.
جيل جديد
يتشابه الفريقان في ظروف ما قبل البطولة، فمنتخب مصر الذي لم يشارك في 3 نسخ متتالية لأول مرة في تاريخه بعد التتويج بالثلاثية التاريخية 2006،2008 و2010.
كون المنتخب جيلا جديدا من اللاعبين بعد اعتزال قوام الجيل الذهبي أمثال محمد أبو تريكة وأحمد حسن وعمرو زكي ووائل جمعة، بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر بتوليفة من عناصر الخبرة مع الشباب نجحت في صنع الفارق بأقل الإمكانيات في كان 2017.
وعلى الجانب الآخر وبعد اعتزال جيل صامويل إيتو لم تتأهل الكاميرون لأمم أفريقيا 2012 و2013 وخيبت الآمال في بطولة 2015 بالخروج من الدور الأول بدون تحقيق إي انتصار، نجح المدرب هوغو بروس في تكوين فريق شاب مغمور بل واعتذر 7 لاعبين أساسيين عن المشاركة في البطولة، ظروف تجعل أي فريق يخرج من الدور الأول بجدارة، ولكن بروس تحدى كل ظروف وقاد الأسود لتحقيق الإنجاز.
ورغم أن المنتخبين لم يكونا من المرشحين حتى للوصول إلى دور نصف النهائي بسب الإحلال والتجديد ولكن كوبر وبريس حققا المعادلة الصعبة في أول مشاركة لكلا المدربين في الكان.
مشوار النهائي
رغم البداية الضعيفة للفريقين إلا أن الأمور صارت بطريقة مثالية بعد ذلك، فمنتخب الفراعنة الذي قدم بداية محبطة بالتعادل مع منتخب مالي، ثم الفوز بصعوبة على المنتخب الأوغندي، نجح بعد ذلك في استعادة التوازن وتقديم مباراة قوية أمام المنتخب الغاني والفوز بهدف الفيراري صلاح، ثم الفوز في الوقت القاتل على المغرب بهدف كهرباء قبل التأهل بضربات الجزاء بفضل العملاق عصام الحضري الذي تصدى لضربتي جزاء خطفا بطاقة التأهل للفراعنة.
على الجانب الآخر وبطريقة مشابهة افتتح الكاميرون مبارياته بالتعادل مع بوركينا فاسو 1-1 ثم فوز بشق الأنفس على غينيا بيساو 2-1 ثم التعادل السلبي بدون أهداف مع أصحاب الأرض الجابون بعد ان كان التوفيق عاملا مساعدا مع الحارس أوندوا بعدم الخروج بهزيمة ثقيلة، ثم الفوز على أقوى منتخبات البطولة السنغال بركلات الترجيح وفي دور نصف النهائي إقصاء غانا بالفوز 2-0 في أفضل مباريات أسود الكاميرون في البطولة.
لذلك ورغم ضعف السجل الهجومي للفريقين حيث سجل منتخب الكاميرون 5 أهداف، والمنتخب المصري 4 أهداف، إلا أن قوة دفاع الفريقين كان لها دور بارز في الوصول إلى النهائي الحلم حيث استقبلت الشباك المصرية هدفا واحدا في خمس مباريات بينما استقبلت الشباك الكاميرونية هدفين في خمس مباريات.
الأسطورة الإخطبوط
بالإضافة إلى الدفاع الحديدي للفريقين كان هنالك حصن يحمى الشباك خلف هذا الدفاع، هذا الحصن متمثل في الثنائي الحارس المخضرم عصام الحضري والحارس الواعد فابريس أوندوا.
الحضرى أكبر اللاعبين في تاريخ البطولة، شارك بعد إصابة الحارس الأول أحمد الشناوي في مباراة مالي بعد 25 دقيقة وحطم عددا من الأرقام القياسية وقاد المنتخب المصري للمباراة النهائية بعد التصدى لضربتي جزاء أمام منتخب الخيول في النصف النهائي يسعى لتحقيق رقم قياسي جديد ويصبح أكثر لاعب حصولا على بطولة أمم أفريقيا بالفوز باللقب الخامس بعد أن حقق 4 بطولات أعوام 1998و2006 و2008 و2010 يشاركه في هذا الرقم العميد أحمد حسن، وأيضا تدعيم رقمه القياسي بعدم الهزيمة للمباراة رقم 24 على التوالي في أمم أفريقيا، وكانت آخر هزيمة شارك فيها الحضري أمام المنتخب الكاميروني نفسه في بطولة عام 2002 في مالي ضمن منافسات الدور ربع النهائي 1-0 بهدف باتريك أمبوبا وهو بالمناسبة آخر انتصار لمنتخب الأسود على نظيره المصري خلال مباريات الفريقين.
من ناحية أخرى أوندوا الذي قام بتصدٍ إعجازي هو الأفضل في البطولة أمام الجابون في الدور الأول ساعد الأسود في خطف بطاقة التأهل وكذلك صد ركلة الجزاء الأخيرة فى الدور ربع النهائى من نجم السنغال سادو مانى، فضلا عن إبعاد كرة مبارك واكسو فى منتصف الشوط الثانى من مباراة غانا، فى الدور نصف النهائى من تسديدة خطيرة من ضربة حرة مباشرة، فالإخطبوط أوندوا كان له الدور الأبرز في وصول الكاميرون إلى المباراة النهائية وهو عمره 21 عاما فقط، لذلك ستكون المباراة النهائية هي مواجهة خاصة بين الحضري وأوندوا وقد تحسم هوية البطل وأيضا هوية أفضل حارس مرمى في البطولة إما أن يحصل عليها الحضري للمرة الرابعة أو تكون من نصيب أوندوا للمرة الأولى، ستكون مواجهة بين التاريخ والمستقبل.
الإصابات والنحس
يدخل المنتخب المصري المباراة بأكثر من غياب لأسباب مختلفة فسيغيب عن المباراة النهائية كل من : الحارس أحمد الشناوي والظهير الأيسر محمد عبد الشافي بالإضافة للمهاجم أحمد حسن كوكا بسب الإصابة وتحوم الشكوك حول مشاركة المدافع أحمد حجازي بعد تعرضه لشد قوي في الخلفية وغياب محمود عبد المنعم كهربا بسب الإنذار الثاني، لذلك سيدخل الفراعنة بتشكيلة اضطرارية حيث سيلعب أحمد فتحي في الجهة اليسرى بينما سيلعب عمرو وردة في خط الهجوم وقد يعوض سعد سمير غياب أحمد حجازي في حالة عدم شفاء الأخير من الإصابة.
وسيسعى المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر إلى فك عقدته في النهائيات والفوز بأول نهائي يخوضه على مستوى المنتخبات وحفر اسمه كأول أرجنتيني يفوز بطولة أمم أفريقيا عبر التاريخ.
العبقري المنحوس كما يلقب كوبر خسر 7 نهائيات مختلفة ولم يحصد سوى بطولتين فقط مع لانوس الأرجنتيني، لذلك يأمل الشارع الكروي المصري في أن يفك كوبر لعنة النهائيات في أمم أفريقيا ويحمل كأس البطولة.
وسيعتمد المنتخب المصري على سرعات محمد صلاح ومهارات رمضان صبحي وابتكار عبد الله السعيد لتحقيق اللقب.
على الجانب الآخر يدخل المنتخب الكاميروني كامل العدد في المباراة النهائية بدون غيابات، وسيعول بروس على الأداء الجماعي للفريق لاستعادة اللقب الغائب وتحقيق اللقب الخامس وتقليص الفارق مع المنتخب المصري.
أفضلية مصرية
سيسعى أحفاد الفراعنة لتكريس العقدة لدى اسود الكاميرون خلال مواجهات الفريقين حيث جمعت 25 مواجهة بين الفريقين فازت مصر في 13 مباراة مقابل 5 انتصارات للكاميرون وحضر التعادل 7 مرات سجل المنتخب المصري 32 هدفا مقابل 18 هدفا للكاميرون.
تقابل الفريقان 9 مرات في أمم أفريقيا فاز الفراعنة 5 مرات من بينها مباراة نهائي 1986 التي انتهت بضربات الجزاء) مقابل 3 مرات لأسود الكاميرون وحضر التعادل مرة وحيدة في بطولة أمم أفريقيا 2004.