الخميس 15 اغسطس 2024

لزيادة توزيع المجلات.. مأمون الشناوي يقدم مقترحًا يتسبب في فصله

14-6-2017 | 16:23

لم تكن أزمة توزيع الصحف والمجلات وليدة اليوم، بل أزمة متأصلة بميلاد الصحافة ذاتها، ومن ثم كان اهتمام رؤساء التحرير مُنصبًا دائما على صفحات "الدوبل باج" وهما صفحتا المنتصف وموضع التدبيس، لاسيما وأن القارئ بمجرد إمساكه للمجلة يراها قد انفتحت على هاتين الصفحتين.

كان لهذه الأزمة دور في فصل الشاعر مأمون الشناوي من العمل بجريدة الجمهورية، حيث كان يعمل محررا للباب الشهير "طيب القلوب".

فحسبما ذكر الكاتب الكبير خيري شلبي في كتابه "كتب وناس" الصادر عن سلسلة كتاب الهلال أنه في إحدى المجلات التي كان يصدرها "برتي بدار" في حقبة الخمسينات عُقد اجتماع التحرير ليقدم كل محرر أفكاره للعدد القادم .

وفي الاجتماع، راح رئيس التحرير يستحث المحررين على ابتداع فكرة موضوع لجذب القراء، وراحوا جميعا يدلون بدلوهم، فلما جاء الدور على مأمون الشناوي سأله رئيس التحرير: وأنت يا مأمون.. ماذا تقترح أن نضعه في الدوبل باج لنساهم في توزيع المجلة؟

وهنا خرج الشاعر المتمرد بحسه الفكاهي المعروف عنه ليجيب بالقول الذي تسبب في فصله "نضع في الدوبل باج في كل عدد ساندوتش فول"، في إشارة صريحة إلى الأوضاع الاجتماعية والمعيشية للقارئ .

مأمون الشناوي شاعر غنائي شهير ولد عام 1914 وتوفي عام 1994، ساعد في دخول الواقعية إلى الأغنية المصرية، كما قدم العديد من الأغاني مع أشهر المطربين المصريين مثل أم كلثوم وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب .

ويعد مأمون الشناوي رائد الصحافة الفكاهية الموجزة، فقد صدر له مجلته الشهيرة "كلمة ونص" وكانت في حجم كف اليد، وقد طارد القصر هذه المجلة مطاردة عنيفة لشدة نقدها حتى نجح في إيقافها.