الإثنين 6 مايو 2024

إبراهيم عبد المجيد ينشر قصيدة من روايته قبل صدورها

14-6-2017 | 20:43

نشر الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد قصيدة على لسان بطل روايته الجديدة المزمع إطلاقها الفترة المقبلة.

وقال على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "أنا أسف جدا. لكنه الحزن الكبير. في روايتي الجديدة التي أوشكت على إنهائها والتي لازلت متحيرا في عنوانها بطلها شاعر كتب هذه.. القصيدة:

"في قلب ميدان التحرير.

أنا وعَلَم البلاد.

كل شيء حولي مظلم.

لا كتائب للشرطة.

لا امرأة طردها زوجها.

لا لصوص يمكن أن يظهروا الآن.

السيارات خرجت من المدينة ولم تعد.

والناس خرجت بالنوم من الزمن.

الميدان يتسع وتبتعد البنايات من حوله.

أنا أتضاءل والعَلَم يتقزَّم.

يزداد ابتعاد البنايات فتختفي الشوارع.

في قلب صحراء أقف.

لا أشجار ولا أعمدة للنور.

تضاءل العَلَم حتى صار في يدي.

صارية صار مثل عود ثقاب.

اشتعل في يدي واحترق.

يدي لا تطولها النيران.

يدي لم تعد في ذراعي.

ذراعي لم تعد في كتفي.

صدري ينشق ويخرج منه هدهد.

الهدهد يأكل في أمعائي ويضحك.

أنطويت فصرت ورقة شجر.

وضعني الهدهد علي أطراف مدينة لا أعرفها.

ما إن دخلتها حتي صارت الأشجار تطير أمامي.

لماذا تفعل بي ذلك أيها الهدهد؟

أنا لا أفعل بك أي شيء.

الأشجار ستحمل الحزن معها

لا تحزن حين تترك المدن الأرض ومن عليها.

الإنسان لا يعيش علي خطيئة.

الأشياء تنتقم حين يعجز البشر.

خراب في خراب في خراب بلادكم.

سيمشي حاكمكم مثل أوديب.

وحيدا في الصحاري.

ويفقأ عينيه.

دعه في نومه الكبير.

حتى الأشجار إذ تختفي لن يهتم.

سيستيقظ علي نوافذ مفتوحة.

لا يدخل منها غير العواصف والغبار.

وساعتها سيصرخ.

أنا أوديب لا أستحق هذا كله.

أنا الذي قتلت العملاق الذي كان يأكل البشر.

أنا الذي حللت اللغز الصعب.

لا يدري أنه مقدر له نهاية أسطورية.

كما يتصور أنه فعل!

    Egypt Air