يحمل المنتدى العالمي للتعليم العالي، اليوم، أهمية كبرى في سبيل العمل والتعاون لدعم تطوير التعليم وإعداد وتأهيل الطلاب وشباب الباحثين لوظائف المستقبل، وجاءت كلمة الرئيس السيسي اليوم لتؤكد أهمية دعم تطوير التعليم في مصر، وأن ينتبه العالم الإسلامي لخطورة الفكر المتطرف الذي يستهدف تدمير الشعوب ومستقبلها.

وخلال كلمته في المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي، والمؤتمر العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، أكد الرئيس السيسي أن التعليم الجيد حق من حقوق الإنسان، وأن مصر تحركت في السنوات الماضية لإنشاء عدد من الجامعات بجودة عالية بالشراكة مع الجامعات العالمية والتوأمة مع الجامعات العالمية.

وشدد على أن الفكر المتطرف كان سببا مباشرا في تعطيل خطط تطوير التعليم في الدول الإسلامية، محذرا العالم الإسلامي من خطورة الفكر المتطرف الذي يسعى لتدمير الشعوب ومستقبلها، مشددا على أن الدولة تعمل بإرادة لا تلين لمجابهة تحدياتنا ومنها توفير التعليم الحقيقي كأساس لتقدم الدولة، وأننا مصر جادون لمواجهة تحديات التعليم وندعو جامعات العالم للتعاون معنا".

وأعلن الرئيس عن توفير 100 فرصة تعليم مجانية في الجامعات العالمية، كمساهمة متواضعة من مصر، وأنه يمكن عمل أكثر من ذلك من خلال تضافر الجهود وأن يكون هناك صندوق التعليم فيه مليارات الدولارات لتعليم الموهوبين"، مؤكدا: "سنقاتل من أجل التعليم والمعرفة الحقيقة فى بلادنا".

 

أبرز رسائل الرئيس السيسي

ومن جانبه، أكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن المنتدى العالمي للتعليم العالي، المنعقد في مصر اليوم، بحضور الرئيس السيسي، يكتسب أهمية كبرى، سواء من حيث عدد الدول المشاركة فيه أو القضايا التي طرحت أو أثيرت خلال المناقشات وبرنامجه.

 

وقال بدر الدين في تصريح لبوابة "دار الهلال"، إن التعليم أصبح له أهمية كبيرة في العالم اليوم، خاصة في ظل التطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم، وأصبح مصدر القوة، لأن من يملك المعلومة يملك القوة الآن، مضيفا أن هذا يعكس أهمية ودور التعليم في أي مجتمع من المجتمعات في الوقت الحالي.

وأضاف أن الرئيس السيسي أشار إلى عدة رسائل مهمة خلال كلمته في المنتدى، من بينها تشجيع المواهب وأن الارتقاء بالتعليم من حيث الجودة مهم، فمع التطورات التي يشهدها العالم والثورة الصناعية الرابعة والتطور المتسارع، أصبح هناك ضرورة ملحة أن يكون لدينا تعليم على مستوى مرتفع من حيث الجودة وهو ما أكده الرئيس السيسي اليوم.

 

وأشار إلى أن الرئيس السيسي أكد أن التعليم على مستوى عال من الجودة هو حق من حقوق الإنسان، ونحتاج إلى تدعيم من الدول التي أحرزت تقدما، موضحا أن الرئيس أكد أيضا خطورة الفكر المتطرف وأنه يهدد الشعوب، سواء في حاضرها أو مستقبلها من حيث الإنجازات والتطورات التي قد تحدث والتأثير السلبي على عملية التنمية.

وشدد على أهمية تضافر الجهود في مواجهة هذا الفكر المتطرف، لأنه ليس له علاقة بالإسلام، وهو ما أكده أيضا الرئيس السيسي، مضيفا أن الرئيس أكد أهمية تضافر الجهود بين الدول لتنمية الموارد والقدرات من خلال دعم التعليم والمواهب.

 

مستهدفات تطوير التعليم

فيما قال الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته اليوم في المنتدى العالمي للتعليم العالي أعرب عن آماله في تطوير والنهوض بأوضاع التعليم ودعم المواهب وأهمية هذه الخطوة لمواجهة الفكر المتطرف، وأن ذلك يتطلب إلى قدرات اقتصادية كبيرة، موضحا أن هناك خططا موضوعة في سبيل تحقيق هذا الهدف.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن تطوير التعليم في مصر يبدأ بوضع خطة زمنية محددة للتنفيذ خلال فترة محددة، وهو ما بدأت الدولة في تنفيذه، مضيفا أن أهم خطوة في سبيل تنفيذ ذلك هو وضع مؤشرات للقياس عليها، وخاصة أن قضية التعليم خطيرة فهي تتعلق بمستقبل بلد كامل فلا بد من أن تكون الخطة المحددة بها أهداف وأولويات وآمال للمستقبل مبنية على الخطة القومية للدولة.

وأشار إلى أن مصر تستهدف الوصول إلى العالمية وأن يكون الخريج المصري على ذات المستوى المقبول عالميا وهو أمر يتحقق بعد تطبيق التعليم وفقا لمعايير دولية، مع أهمية وضع معايير محلية أيضا وإجراءات للتنفيذ على أرض الواقع وقياس ما تحقق من هذا التطوير سواء في التعليم الجامعي أو ما قبل الجامعي.

وشدد على أن لا يمكن الفصل بين تعليم الجامعي وما قبل الجامعي، لأن كلا المرحلتين يرتبطان ببعضهما البعض، موضحا أن الدولة يجب أن تضع خططا للاستفادة من قدرات الأشخاص في مراحل التعليم العالي.