صرح رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية أفريقيا الوسطى، سيمبليس ماتيو ساراندجي، بأن البعثة الأممية لحفظ السلام في إفريقيا الوسطى "مينوسكا" تفقد ثقة الشعب لعدم حمايتها المواطنين وقيامها بأعمال تهريب الألماس والذهب.
وقال ساراندجي في مقابلة مع وكالة"سبوتنيك" الروسية للانباء ردا على تقييمه لأعمال البعثة: "نتوقع من "مينوسكا" التي تتمتع بموارد عسكرية كبيرة، أن تكون قادرة على حماية السكان. لكن الناس يتصلون بي للشكوى من هجمات الجماعات المسلحة على بعد خطوات من مقر"مينوسكا" دون أن تتفاعل هذه الأخيرة".
وأضاف متسائلا "هل العمل الذي تقوم به "مينوسكا" فعال؟ لا يبدو لي ذلك. فلا يحصل سوى القتل في البلاد، وذلك مخيب للأمل". وأفاد ساراندجي أنه في عام 2014 عندما جاء عناصر البعثة إلى إفريقيا الوسطى، كان الشعب ينظر إليهم كمخلصين ومدافعين "لكن عاما بعد عام، ما زلنا لا نستطيع رؤية نهاية النفق".
وحول تورط عناصر الكتيبة البرتغالية من البعثة الأممية في تهريب الماس والذهب من إفريقيا الوسطى، قال ساراندجي: "لا يحق لنا التحقيق بما تفعله بعثة الأمم المتحدة. لكني أريد أن أهنئ السلطات البرتغالية. من المهم القول أن السلطات البرتغالية هي التي فضحت الأمر وليس "مينوسكا".
وأكد ساراندجي أنه تلقى عددا من الشكاوى حول تورط عناصر من كتائب مختلفة في تجارة المعادن الثمينة، لكنه لم يملك إثباتا لفضح الأمر. وأشار إلى وجود بعض أوجه التقدم لـ"مينوسكا" التي يجدر الاعتراف بها، وأن مسألة تهريب الماس والذهب ليس لها تأثير فعال على العلاقة بين البعثة الأممية وسلطات أفريقيا الوسطى. وتابع قائلا: "نخشى أنه على مستوى الشعب، الذي لديه أصلا تقدير سيئ للغاية لأعمال البعثة، ستعمق هذه المسألة الفجوة بينهما".
وأطلقت السلطات البرتغالية، في ديسمبر، حملة اعتقالات واسعة لشبكة إجرامية مشتبه في استخدامها جنودا برتغاليين تم نشرهم في أفريقيا الوسطى، تحت رعاية أممية، في عمليات تهريب ألماس وذهب من هذه البلد.
وأوضحت الشرطة القضائية البرتغالية في بيان أنها نفذت حوالي 10 عمليات اعتقال، وما يقرب من مائة واقعة تفتيش في مناطق مختلفة عبر البرتغال، في إطار التحقيق الذي يستهدف شبكة إجرامية لها علاقات دولية وحققت دخلا غير مشروع عبر تهريب الألماس والمخدرات.
وأعلنت وزارة الدفاع الجابونية، في سبتمبرالماضي ، أن الأمم المتحدة قررت سحب الكتيبة الجابونية العاملة ضمن قوات حفظ السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى بسبب مزاعم الاستغلال والانتهاك الجنسيين من قبل الكتيبة.
وفي أبريل 2014، تم الإعلان عن إنشاء البعثة الأممية لإعادة الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، وذلك لنشر قوات حفظ السلام، بهدف إيقاف حالة الاقتتال والحرب الأهلية التي اندلعت في هذه البلاد منذ أواخر 2013. وتشهد جمهورية أفريقيا الوسطى تدهورا أمنيا، منذ أواخر 2013؛ حينما اندلعت اشتباكات في العاصمة، بين مسلحي جماعة "سيليكا" الإسلامية وقوات مسيحية.