حوار: نانسى عبد المنعم
فنانة من عائلة فنية جدًا.. تربت فى بيت فنى من الطراز الأول، ورثت الفن أباً عن جد.. الأم منتجة شهيرة، والأب كاتب ومخرج كبير.. أما الجد فهو وحش الشاشة العربية، لا تعترف بفضل تلك الشجرة العائلية فى عملها المهنى، وتعتمد فقط على موهبتها، فهى طموح، تتحدى نفسها فى كل دور تقوم به، لا تعرف سقفاً لأحلامها، عشقها للفن جعلها جريئة فى اختياراتها، تقبل التحدى والنقد اللاذع الذى يتحول إلى هجوم عنيف أحيانًا لتتخذه مصدراً لقوتها، لذلك فلم يكن غريباً عليها أن تجنى عددًا كبيراً من الجوائز عن أعمالها، وهذا ما تعرضت له فى مسلسلها «هبة رجل الغراب» الذى قامت ببطولة الجزأين الثالث والرابع منه، وحققا نجاحاً كبيراً لدى الجمهور وهو ما تعتبره ردًا كافيًا لما تعرضت له، من حملات الهجوم.
إنها الفنانة ناهد السباعى التى التقتها «الكواكب» وحاورتها عن ردود الفعل عن مسلسلها «هبة رجل الغراب» قبل العرض وبعده.. وكيف أضاف لها المسلسل جمهورًا جديداً وسبب ابتعادها عن الأعمال الدرامية فى رمضان هذا العام، فضلاً عن آخر أعمالها السينمائية وتفاصيل فيلمها الجديد «ستة فى الأرشيف».. .
تم تكريم أسرة مسلسل»هبة رجل الغراب» أخيراً من قبل مهرجان«كايرو سمرفيستفال».. كيف وجدتِ هذا التكريم؟
رغم أن أى تكريم أحصل عليه أكون سعيدة به جداً إلا أننى أجد هذا التكريم على وجه الخصوص مختلفاً، حيث تقوم فكرة المهرجان على الاهتمام بالأزياء داخل العمل الفنى، وهى فكرة مختلفة، لذلك فتلك الجائزة وهذا التكريم أسعدنى أنا وأسرة المسلسل بشكل كبير.
هل كان قبولك مسلسل «هبة رجل الغراب» لمجرد التحدى بسبب هجوم البعض عليكِ.. أم إعجاباً بالشخصية؟
تعرضتُ لهجوم مختلف أثار استغرابى، وسبب الدهشة من هذا الهجوم أنه كان فور إعلان ترشيحى للمسلسل ومن قبل إعلانى القبول أو الرفض أصلاً وهو ما ضايقنى جداً لأن الهجوم لم يكن مبررًا بأى شكل ولم أكن أفهمه، أما بالنسبة للشخصية فأنا معروف عنى أننى من الشخصيات الجريئة فى اختياراتها وليست الجرأة بمعناها الذى يفهمه الكثير، من حيث قبول بعض الأدوار، ولكن الجرأة فى مسلسل «هبة رجل الغراب» المقصود بها أن هذا الكاركتر بعيد تمامًا عما قدمته منذ أن بدأت وحتى الآن، والجمهور لم يرنى فى أى شىء مشابه لهذه الشخصية من قبل، وبالفعل كان تحديًا كبيراً لنفسى وليس لأى أحد؛ لأن الشخصية صعبة جداً.
أما عما يثار حول فكرة تغيير أبطال العمل الأصليين وقبول الأمر واعتبار ذلك مغامرة، فالأمر فى غاية البساطة ومعمول به منذ زمن بعيد فى السينما المصرية والغربية، ولا أعرف لماذا أصبحنا لا نتعامل مع مثل هذه الأمور ببساطة؟!، فعلى سبيل المثال كان الفنان فريد شوقى ضمن أبطال فيلم «أمير الانتقام» ثم بعد سنوات قدَّم نفس الرواية وقام ببطولتها تحت اسم «أمير الدهاء»، وكان العملان من أجمل ما يكون والجمهور وقتها لم يمانع أو يلوم فريد شوقى لإعادته تقديم هذا الفيلم، ولذلك فأنا لم أتوقف كثيراً إزاء ما حدث لى وبالرغم من تأثيره السيئ على معنوياتى إلا أننى قاومت واجتهدت حتى خرج المسلسل للنور بهذا الشكل من خلال الجزأين الثالث والرابع.
هل حدثكِ أحد من أبطال الأجزاء الأولى بعد النجاح الذى حققه الجزء الرابع؟
لا، لم يحدثنى أحد بعد عرض المسلسل، لكن الذى حدثنى قبل أن أبدأ التصوير هو الفنان حازم سمير الذى طلب منى عدم قبول المسلسل خوفاً من الفشل، ولكنى أكدت له أن المسلسل سينجح، وطلبت منه أن يستكمله معى ولكنه كان مرتبطاً بأعمال أخرى حالت دون استكمال العمل معى، وكانت له حسابات خاصة بالنسبة لخطواته الفنية، ومن ناحيتى فقد تفهمت له هذا الموقف وأشكره عليه، أما غير ذلك فلم يحدثنى أحد.
.. وماذا عن رأى باقى زملائك الفنانين فى قرارك قبل العمل وبعده؟
كل من حاول مهاجمتى من داخل الوسط كانوا بعض الزملاء والزميلات الذين كنت أقابلهم قبل هذا التصوير، وكانوا يطلبون منى الانسحاب من العمل، ومنهم كثير من المنتجين الذين قالوا لى باللفظ «أنت تكتبىن شهادة وفاتك الفنية بهذا المسلسل» ، ولكن الحمد لله بعد انتهاء العمل استطعت أن أثبت للجميع أنى ربحت الرهان، وأراهم الآن وهم يهنئوننى على نجاح المسلسل، ويطلبون منى العمل معهم وهذا يكفينى والحمد لله بعدما تعرضت له الفترة الماضية، فأنا أذكر مقالة كتبت فى إحدى المجلات الأجنبية أثناء الهجوم الشديد على وأنا أصوِّر المسلسل، وتساءل كاتبها: لماذا لم تفكروا فى الحالة النفسية التى تعيشها هذه الفنانة وهى محاطة بهذا الكم الرهيب من الإحباطات قبل أن تروا عملها؟! وهو ما أسعدنى بعد أن شعرت بأن هناك بريق أمل يقوينى على ما أقوم به.
نشرت الفنانة إيمى سمير غانم فيديو ضم بعض مشاهد لها من المسلسل.. ما تعليقك؟
أعرف إيمى منذ طفولتنا وتربطنا زمالة فى العمل، وصداقة عائلية قديمة جداً قبل كل شىء، وليس بداخلى سوى كل حب لها، لذلك فلا أعتقد أن إيمى سمير غانم من الممكن أن تعلق بأى شىء يضايقنى أو يضايق أحدًا من زملائنا فى الوسط الفنى، ولست مقتنعة بأنها صرحت بأى مما سمعته خلال الفترة الماضية على لسانها.
لكن البعض فسر تصريحك على «إنستجرام» بأنه رد عليها؟
كل شخص مسئول عما يصدر عن لسانه، وبالنسبة لما نشرته فأنا لم أقل سوى إن «هبة رجل الغراب» رقم واحد فى المشاهدة بسبب ناهد السباعى.. وهذا لا أعتقد أن له علاقة بإيمى.
كيف تقبلتِ مدة الإعلانات الطويلة بالإضافة إلى مط عدد الحلقات من قبل القناة التى عرضت المسلسل دون الرجوع للمخرج؟
كثرة الإعلانات بالنسبة لصناع العمل دليل على نجاح العمل بالتأكيد وارتفاع نسبة المشاهدة وسعى المعلنين للظهور أثناء هذا العمل، لكن الأمر كان يفتقر إلى شىء من الحرفية فى إدارته وعدم مط حلقات المسلسل أكثر من اللازم لكسب أكبر قدر من الكعكة الإعلانية لأن ذلك يأتى دائماً على حساب أى عمل فنى.. أما بالنسبة للمشاهد فالأمر يختلف، فهو يريد أن يتابع المسلسل الذى يشده ويجذبه دون أى عائق أو فواصل إعلانية، خاصة أن القناة لم تكن تجيد اختيار الوقت المناسب للفاصل فكانت تقطع وأنا فى المشهد، فهذا العمل يحتاج إلى خبير فى المونتاج يعرف متى يقطع المشهد ومتى يستمر فى العرض، وليس عندما يريد مخرج القناة أن يخرج بفاصل يقوم بقطع المشهد، وهذا ما ضايقنا أنا وأسرة المسلسل.
هل أضافت لكِ الشخصية جمهورًا جديدًا من الأطفال والسيدات كما كتب بعض النقاد؟
أنا مع أى نقد طالما كان يخص الشخصية ولا يخص ناهد السباعى خارج العمل، لأن ما يخص الناقد هو الشخصية وكيفية تقديمى لها، وبالنسبة لهذا الرأى تحديداً أنا أتفق معه لأنى بالفعل لمست ذلك بشكل كبير، خاصة بعد نجاح الجزء الرابع، فقد وجدت استقبال الأطفال لى عظيماً، وأنا متأكدة أن الأطفال لا يمكن أن يكذبوا فى مشاعرهم أبداً وهذا جعلنى أفكر لماذا لا أعيد التفكير فى نوعية الأعمال التى سأقدمها خلال الفترة المقبلة والتى تجعلنى أفوز بجمهور مختلف من السيدات والأمهات والآباء الذين أصبحوا يثقون فى الأعمال التى أقدمها فى الدراما وهذا وسام على صدرى.
هل يعنى هذا اتجاهك فى الفترة المقبلة للأعمال الاجتماعية الأسرية أو العائلية سواء فى السينما أو التليفزيون؟
كانت معظم أعمالى السابقة، خاصة السينمائية منها، لا تصلح لتقديمها للأطفال؛ لأن القضايا التى تناقشها هذه الأعمال كبيرة عليهم ولا يمكنهم لهم استيعابها، ولذلك وجدت الوقت قد حان لتقديم أعمال لهم وأن أضع ذلك فى اعتبارى أثناء اختياراتى المقبلة.
ماذا عن فيلمك الجديد «ستة فى الأرشيف»؟
هذا الفيلم كما ذكرت من قبل مشروع عائلى، حيث إنه من تأليف والدى الراحل المخرج مدحت السباعى ومن إنتاج والدتى المنتجة ناهد فريد شوقى التى تعود للإنتاج بعد فترة طويلة غياب، والفيلم قد توقف تصويره مؤقتاً لانشغال أبطاله بأعمال رمضان وهو من بطولة أحمد فهمى وداليا البحيرى، ومن المقرر عرضه فى إجازة عيد الأضحى المبارك.
وما سر اختفائك عن أعمال رمضان الدرامية هذا العام؟
لأكثر من سبب، منها أننى انتهيت مؤخرًا من تصوير الجزء الرابع من مسلسل «هبة رجل الغراب» وقت أن كان يتم التحضير لأعمال رمضان، وكنت حينها فى أمس الحاجة لبعض الراحة وإعادة التفكير وترتيب أوراقى من أجل الأعمال المقبلة، والأهم من ذلك أننى سعيدة جداً لأننى لم أشارك فى أى عمل رمضانى لأنى أريد التفرغ هذا العام للعبادة وقضاء أكبر وقت من هذا الشهر الكريم بصحبة أسرتى، كما أننى أنوى الذهاب لأداء مناسك العمرة بإذن الله.
كيف تتعاملين مع السوشيال ميديا خاصة عندما تواجهىن نقداً على بعض الصور الخاصة بك؟
رغم امتلاكى حسابين شخصيين على «الفيس بوك وإنستجرام» فإننى من أقل الفنانات متابعة للسوشيال ميديا، فحسابى على «الفيس بوك» لم أفتحه منذ فترة طويلة أما حسابى على «انستجرام» فلم اهتم به إلا من شهور.. أما عن النقد الذى قد أتعرض له بشكل شخصى، وكيف أتعاطى من مثل تلك الأمور، فأنا لا أتوقف عند أى نقد يخص حياتى الشخصية، وأتجاهل تمامًا من أشعر أنهم يستهدفون الإساءة لشخصى فقط.
ما الأعمال التى تحرصين على متابعتها فى شهر رمضان الكريم؟
«واحة الغروب» لأن كل القائمين على هذا العمل بداية من المخرجة كاملة أبو ذكرى وجميع «الكرو» وراء الكاميرا أصدقائى، بالإضافة إلى عمل منة شلبى صديقتى، القريبة جداً إلى قلبى والتى وقفت بجانبى كثيراً وكانت تدعمنى فى أصعب المواقف.