قال المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الأربعاء، إن حكومته ستجعل أكبر اقتصاد في أوروبا مهيأ لمواجهة المستقبل من خلال دعم الاستثمار في حماية المناخ والرقمنة وتعهد بأن يسع هذا التحول الكبير الجميع.
وركز أول خطاب رئيسي للزعيم المنتمي للحزب الديمقراطي الاشتراكي أمام البرلمان منذ توليه المنصب خلفاً للمستشارة المحافظة آنجيلا ميركل، الأسبوع الماضي، كثيراً على القضايا المحلية، حيث أكد على الحاجة الماسة للتصدي للجائحة على المدى القريب وتحديث كل من الاقتصاد والمجتمع على المدى البعيد.
ومع ذلك، أكد السياسي البالغ من العمر 63 عاماً، والذي زار بالفعل باريس وبروكسل ووارسو منذ توليه منصبه، على أهمية تعزيز الاتحاد الأوروبي والوقوف جنباً إلى جنب مع حلفاء بلاده على جانبي المحيط الأطلسي في مواجهة التهديدات الأمنية مثل الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا.
وقال المستشار الألماني الجديد: "أمامنا نحو 23 عاما يتعين علينا خلالها التخلص من الوقود الأحفوري، وهو ما سنفعله، وهو ما يعني أكبر تحول في صناعتنا واقتصادنا منذ 100 عام على الأقل".
وشغل شولتس سابقاً منصبي نائب المستشارة ووزير المالية في ائتلاف مع ميركل خلال السنوات الأربع الماضية، لكنه تعهد بأن تحالفه الثلاثي غير المسبوق مع حزب الخضر المناصر للبيئة والحزب الديمقراطي الحر سيكون بمثابة "بداية جديدة".
وقال شولتس إن ألمانيا بحاجة إلى مضاعفة إنتاجها من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 وأيضاً توسيع البنية التحتية القائمة مثل محطات شحن السيارات الكهربائية.
وستنشئ حكومته إطار عمل كي تصبح معظم الاستثمارات في تشكيل معالم مستقبل ألمانيا من القطاع الخاص، بما يشمل على سبيل المثال توسيع دور بنك الدولة في دعم الشركات الناشئة.
وقال شولتس إن مثل هذا التحول لن ينجح إلا إذا كان هناك تماسك اجتماعي وكشف النقاب عن خطط لرفع الحد الأدنى للأجور وجعل المجتمع أكثر استيعاباً لجميع الفئات.
وأضاف "نحن بلد جاذب للهجرة، لكن يجب أن نعمل على أن نصبح دولة أفضل للاندماج"، مضيفاً أن حكومته تهدف إلى تسهيل حصول الأجانب على فرص عمل في ألمانيا.
وفيما يتعلق بأزمة أوروبا الأكثر إلحاحاً حالياً، كرر شولتس التحذيرات من أن أي انتهاك لوحدة أراضي أوكرانيا من قبل روسيا سيكون له ثمن باهظ إلا أن برلين لا تزال تريد إجراء حوار مع موسكو.