الثلاثاء 2 يوليو 2024

أم كلثوم تثير «أزمة» حول جائزة الدولة التقديرية

17-6-2017 | 16:49

ترجع أزمة السيدة أم كلثوم وجائزة الدولة التقديرية إلى المادة الرابعة من القانون رقم 27 لعام 1958، والتي تنص على وجوب توفر من يمنح الجائزة التقديرية، أن يكون له مؤلفات أو أعمال أو بحوث سبق نشرها أو عرضها أو تنفيذها، وأن يكون لهذا الإنتاج قيمة علمية أو فنية ممتازة وأن تظهر فيه دقة البحث والابتكار، وأن يضيف إلى العلوم أو الفن شيئًا جديدًا، ينفع الوطن خاصة والإنسانية عامة.

لعل كلمة "الابتكار" هي التي فجرت أزمة الجدل ما بين، هل أم كلثوم مبتكرة ومضيفة أم هي مجرد مؤدية لشكل فني لم تضِف جديدًا عليه؟، ونتج عن هذا الجدل تأخر حصول أم كلثوم على الجائزة لتسع سنوات.

بداية القصة :

بدأت قصة أم كلثوم مع جائزة الدولة التقديرية عندما انعقدت الجمعية التاريخية المصرية برئاسة الدكتور محمد شفيق غربال في أكتوبر عام 1959، وُرشِّحت أم كلثوم لنيل جائزة الدولة التقديرية في الفنون بالإجماع، كذلك اجتمع مجلس إدارة اللجنة الموسيقية العليا في مصر في نوفمبر 1959 وقرروا بالإجماع ترشيح السيدة أم كلثوم لنيل الجائزة .

إلا أن اللجنة الفرعية في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية وهو الجهة المنوط بها منح الجائزة قابلت هذا الترشح بالرفض، باعتبار أم كلثوم مؤدية وليست مبتكرة .

مؤدية أم مبتكرة ؟

أثير جدل كبير في تلك الفترة، حول «هل أم كلثوم مؤدية أم مبتكرة ؟» فكان هناك اتجاهان، منهما من رأى أنه ليس في استطاعتها ولا في مقدرة غيرها أن يبتكر أنغامًا جديدة وكل ما تفعله هو إعادة النغمة ذاتها بشيء من التنميق وكان على رأسهم النقاد أحمد الأوبري.

ولكن هناك تيارًا آخر، يرى أن أم كلثوم مبتكرة، وكان على رأسهم الناقد الفني كمال النجمي والذي أورد في كتابه "الغناء المصري مطربون ومستمعون" قائلًا: "أسهم صوت أم كلثوم إسهامًا جوهريًا في خلق أسلوب التلحين العربي الحديث المتطور وتحديد مساره" .

كما أضاف "النجمي " في كتابه: "لقد فتح صوت أم كلثوم أبوابًا للتلحين الجديد المتطور، كان يتعذر أن تتفتح لملحني عصرنا لولا إمكاناته الرفيعة التي يعتبر وجودها مجتمعة في صوت واحد، سخاءً على عشاق فن الغناء، لا يسمح به الزمان إلا مرة كل بضع مئات من السنين" .

عبد الناصر يحسم الجدل :

نقل الدكتور أحمد شفيق ابو عوض وقد كان من الضباط الأحرار الجدل إلى "عبد الناصر" والذي تدخل بدوره وأمر بمنح أم كلثوم الجائزة فاجتمعت اللجنة برئاسة توفيق الحكيم عام 1968 واقترحت منحها الجائزة، وجاء في حيثيات منحها الجائزة أن أم كلثوم قدمت إلى الدولة في جميع المناسبات القومية صورة من تفاعل الفن وتجاوبه مع الأحداث الكبرى".

أما المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، فقد أصدر قراره بمنح الجائزة للسيدة أم كلثوم وجاء في حيثيات القرار: " أن أم كلثوم استطاعت أن تعمق معنى الكلمة العربية، وتوصلها إلى النفوس، عن طريق أدائها المتميز واستطاعت أن تضيف إلى التاريخ الفني مدرسة تعتد على صفات لها قيمة في استمرار التراث الفني".