الخميس 2 مايو 2024

|  28 يناير

5-2-2017 | 15:56

كتبت : تهاني الصوابي 

في مثل هذا اليوم حمى الله مصر المحروسة، وجعلها سالمة آمنة "ادخلوها بسلام آمنين"، وحمى شعبها الذى فطن المؤامرة, وخرج الرجال والشباب والأطفال إلى الشوارع يحرسون البيوت ويدافعون عن الأرض والعرض، وقفوا بالساعات في ليل شتاء بارد أمام البيوت والعمارات والمحلات يحمونها ويحمون نساءهم وأطفالهم من هجمة التتار الشرسة المتمثلة في جماعات الإخوان الإرهابية، وضعوا المتاريس على مداخل الشوارع وحول البيوت وحملوا العصي والزجاجات الفارغة والأحجار لصد الهجمات الشرسة للبلطجية من الإرهابيين وأعوانهم على الواقفين أمام بيوتهم يحمونها بكل الوسائل والطرق الممكنة.

في مثل هذا اليوم أظهر الشعب المصري معدنه الأصيل وأضاف بطولة إلى بطولاته على مر التاريخ، وأعطى للعالم درسا عظيما في كيفية الحفاظ على الأرض والعرض والممتلكات من قوى الشر والتدمير بعد أن أرادوا لها الهلاك والفناء وهم لا يدرون من هي مصر ومن هم شعب مصر, ومكانتهم لدى الخالق سبحانه وتعالى ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أوصى بأهل مصر خيرا لأن بها أهل ذمة وعهد، ومنها تزوج ستنا ماريا القبطية، وكانت أرضها ملاذا آمنا للسيد المسيح عليه السلام وأمه مريم من بطش ملك الرومان، وهم في رباط إلى يوم الدين, هم وجنودهم البواسل من أبناء الجيش المصري البواسل، الذين لبوا نداء الوطن والواجب ونزلوا إلى الشوارع يبثون رسائل الطمأنينة للشعب بأنهم في حماية أبنائهم من الجنود الأبطال، وهم فداء لهم قبل أن تمتد إليهم يد غادر أو خائن تريد أن تنال منه.

في مثل هذا اليوم حرق الإخوان الإرهابيون أقسام الشرطة واقتحموها وقتلوا الضباط والجنود، وسرقوا السلاح في محاولة بائسة لكسر جهاز الشرطة، واحرقوا المحاكم ومقرات النيابة ومقرات الحزب الوطني الحاكم، ونهبوا وسرقوا المستندات والأوراق وحتى الأثاث لم يتركوه نهبوه وساروا به في الشوارع يتباهون بعملتهم الشنعاء، يومها كانوا يحاولون جعل مصر محرقة كبيرة تشبه حريق القاهرة الكبرى في يناير عام ألف وتسعمائة واثنين وخمسين، وكأنهم على موعد مع شهر يناير يحرقون وينهبون ويسرقون ويحاولون تغيير التاريخ بالقوة وعلى هواهم رغما عن إرادة الشعب، لكن الله سبحانه وتعالى كان لهم بالمرصاد، وحمى مصر والمصريين من شرهم وشر من ساندوهم ودعموهم ومولوهم، وها هم اليوم يذوقون من نفس الكأس عندما خرج الأمريكان إلى الشوارع ليلة تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية يحرقون ويكسرون وينهبون ويسرقون ويكررون نفس المشهد الذي رأيناه على أيدي هذه الجماعات الإرهابية التي كانت مدعومة من المنهزمة  في الانتخابات الأمريكية هيلاري كلينتون لتدمير مصر وتخريبها، ولكن إرادة المصريين كانت فوق كل شيء مدعومة بقواتها المسلحة الوطنية، وبإرادة الله سبحانه وتعالى.

ما أشبه اليوم بالبارحة مع الفارق, فبعد مرور ست سنوات عاد الاستقرار إلى مصر وخرجت قوى الشر منها شتاتا في بلدان العالم من شرقها إلى غربها، ينثرون سمومهم ويحلون اللعنة في كل مكان ينزلون به، وها هي تركيا بعد الاستقرار والازدهار لا تهنأ يوما بالهدوء بسبب التفجيرات وسقوط القتلى من الجيش والشرطة والمواطنين، وهو نفس السيناريو الذي رسموه لنا، ولكن بضاعتهم ردت إليهم بأيدي من دعموهم، وها هي أمريكا تشهد احتجاجات ومظاهرات وأعمال شغب وعنف بعد ست سنوات من نفس السيناريو، ولم يفلحوا في إتمامه بفضل إرادة هذا الشعب الواعي لما يحاك من حوله من مؤامرات، وبفضل جيشه العظيم حامي هذا الوطن، والمدرك للمسئوليات والمهام الملقاة عليه في حماية مقدرات هذا الوطن منذ أن أنشاءه محمد علي الكبير جيشا وطنيا خالصا وبفضل الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.

حمى الله مصر وشعب مصر.

مانشيت

هذه بضاعتهم ردت إليهم، أعمال عنف وشغب وحرق وسرقة ونهب بأمريكا اعتراضا على تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

[email protected]

    Dr.Randa
    Dr.Radwa