يعد الألماني راينر فيرنر فاسبيندر أحد أهم المخرجين الألمان، يجعل من السينما حالة مرهقة للمشاهد، ومربكة في بعض الأحيان، دوماً ما تجد أن تركيزه على التغلغل في ذات شخصياته، وعكس مدى السخرية التي تلوح بأفقهم، ومدى الغباء الشديد الذي يَكمن في عقليتهم، الذي بالأساس يعكس مدى جهالة وسخافة المجتمع ككل.
فاسبيندر يراهن في فيلمه «الخوف يأكل الروح»، الذي تعرضه سينما «دال» في التاسعة مساء الأربعاء المقبل، على جعل المشاهد يضيع في رحاب تلك التجربة الفريدة من نوعها، فلو أخذنا القصة من عدة وجهات لخرجنا بالعديد من التآويل، حول ما أراد أن يطرحه مخرج العمل من خلال فيلمه.
تدور أحداث الفيلم حول امرأة في الخمسينات من عمرها تعيش وحيدة، وهي عاملة تنظيف تربطها علاقة حب وزواج بشاب مغربي، يكاد يكون في نصف عمرها، وهنا تبدأ حالة المقاطعة لتلك السيدة من أبنائها وزميلاتها وحتى جيرانها وجميع أفراد المجتمع الذين يقابلونهم.