أكد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر، أن الربط الكهربائي من أهم المشروعات التكاملية العربية، ويمهد الطريق لإقامة سوق عربية مشتركة تقوم على أساس وجود إطار مؤسسي قوي تصاحبه بنية تحتية مكتملة تأخذ في الاعتبار الجوانب الفنية لتحقيق تكامل السوق، بالإضافة إلى وجود إطار تشريعي يقوم على أساس اعتماد أربع وثائق أساسية لحوكمة سوق الكهرباء.
وقال شاكر في كلمته اليوم الخميس، أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع المكتب التنفيذي السادس والثلاثين للمجلس الوزاري العربي للكهرباء التي تنعقد برئاسته بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، إن تلك الوثائق هي: مذكرة التفاهم لإنشاء سوق عربية مشتركة وتتضمن التزاما سياسيا بتحقيق التكامل للسوق العربية المشتركة للكهرباء والأسس القانونية للسوق.
وأشار إلى قرار أصدره مجلس جامعة الدول العربية بالموافقة على تلك الوثائق في سبتمبر 2016 ووقعت عليها 14 دولة عربية وذلك على هامش المجلس الوزاري العربي في دورته الثانية عشرة في أبريل 2017، ثم وقعت دولتان، ليصل عدد الدول الموقعة عليها حتى الآن 16 دولة عربية.
وأضاف شاكر، أن من بين الوثائق الاتفاقية العامة وتتضمن أهداف السوق، والمبادئ الاسترشادية لتطوير السوق، وتشكيل مؤسسات السوق وأدوارها ومسؤولياتها، كما تشمل الوثائق اتفاقية السوق العربية المشتركة والتي تصف كيفية تنفيذ أطرافها للالتزامات المحددة في مذكرة التفاهم والاتفاقية العامة كما تغطي الجوانب التجارية للسوق وتحدد الوضع القانوني والأدوار والمسؤوليات الخاصة بمؤسسات أو لجان السوق.
وأوضح أن الوثائق تشمل أيضا قواعد تشغيل الشبكات العربية وتتضمن الحد الأدنى من المتطلبات الفنية الواجب توافرها لتشغيل وتخطيط شبكات النقل الوطنية وشبكات الربط الكهربائي بما فيها قواعد تشغيل الشبكة وقياس الطاقة/ العدادات، والفوترة والتسوية، مضيفا أنه بناء على ما أوصت به لجنة خبراء الكهرباء في الدول العربية في اجتماعها الثالث عشر، فقد اعتمدت النسخة النهائية في 3 يونيو 2020 لقواعد تشغيل الشبكات العربية والعمل بها بشكل استرشادي.
وأكد أن موضع السوق العربية المشتركة للكهرباء ودراسة الربط الكهربائي العربي الشامل يحظى باهتمام ملوك ورؤساء الدول العربية وزراء الكهرباء والطاقة وذلك للدور الفعال للطاقة الكهربائية في دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية للشعوب العربية، منوها بالجهود التي امتدت على مدار سنوات طويلة تفوق الـ 15 عاما في إطار تحقيق الربط الكهربائي العربي الشامل.
وفيما يتعلق بموقف الاتفاقية العامة واتفاقية السوق العربية المشتركة في إطار الإسراع الانتهاء من الاتفاقيتين ، أشار الدكتور شاكر إلى أن صدر قرار المجلس الوزاري العربي في دورته الاستثنائية التي عقدت عن بعد في 27 يوليو 2020 بالموافقة على النسخة النهائية المعدلة من الاتفاقيتين (الاتفاقية العامة واتفاقية السوق العربية المشتركة للكهرباء ) والطلب من الدول العربية الأعضاء التنسيق الداخلي بين الجهات الوطنية قبل نهاية عام 2020 تمهيدا لقيام أمانة المجلس للعرض على المجالس الوزارية الأخرى بداية عام 2021 ، وكذلك القرار الصادر عن الجلس الاقتصادي في دورته العادية 107 والتي عقدت عن بعد في 4 فبراير 2021 والذي ينص بنده الأول على إحالة مشروع الاتفاقيتين إلى المجلس الوزاري العربي للكهرباء للنظر في الملاحظات التي قد ترد إليه من الدول العربية.
وتوجه الوزير بالشكر إلى البنك الدولي على مساهمته في تطوير وثائق حوكمة السوق العربية المشتركة للكهرباء والمشروع التجريبي لآلية التسعير الإقليمية وهو أحد العناصر اللازمة لإنشاء السوق، كما توجه بالشكر إلى الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي على مجهوداته المستمرة لتعزيز مشروعات الربط الكهربائي العربي وعلى دعمه المالي ومساهمته في تغطية نفقات الخدمات الاسترشادية لإعداد قواع تشغيل الشبكات العربية وتمويل دراسة جدوى بدائل إنشاء المركز الإقليمي للتنسيق وأمانة السوق.
وقال إنه في إطار سعي المجلس الوزاري العربي للكهرباء إلى تنمية الصناعات الوطنية في مجال معدات وإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء بالدول العربية، تلقت أمانة المجلس رسالة الاتحاد العربي للكهرباء بتنظيم المعرض العاشر لصناعة المعدات والتجهيزات الكهربائية في الوطن العربي بالتزامن مع المؤتمر السابع للاتحاد بالدولة خلال الربع الأول من عام 2022، مشيرا إلى أنه سيتم خلال الاجتماع عرض موضوعات تحول الطاقة في المنطقة العربية وجهود إعداد خارطة طريق حول توليد الطاقة من النفايات في المنطقة العربية ، وكذلك في مجال الهيدروجين الأخضر والذي يحظى بفرصة كبيرة لأن يكون وقود المستقبل ، منوها بأنه تم التعاقد مع أحد بيوت الخبرة العالمية بالتعاون مع الحكومة الألمانية لإعداد وتطوير الاستراتيجية العربية للهيدروجين وخارطة الطريق للدول العربية.
وأوضح سيتم تكليف أمانة المجلس بإعداد دراسة حول السيارات الكهربائية والتي تعد جزءا مهما تحول الطاقة في المنطقة العربية وذلك لتحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بتغير المناخ، على أن تتضمن الدراسة استعراض لإمكانيات الدول العربية والعقبات التي تواجهها للانتقال من السيارات التقليدية إلى السيارات الكهربائية وإمكانية توحيد أساليب ومعايير شحن السيارات الكهربائية، وكذلك تكليف أمانة المجلس بالتنسيق مع المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة لتنظيم فعالية مشتركة حول هذا الموضوع.
وبالنسبة لموضوع تحلية المياه، نبه وزير الكهرباء والطاقة المتجددة إلى أن المنطقة العربية تعتبر من أكثر المناطق شحا في المياه وفقا لمنظمة الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن مشكلة الموارد المائية في المنطقة العربية ظلت تطرح تساؤلات عديدة بشأن المستقبل الذي ستعيشه الأجيال القادمة.
وأشار إلى أنه سيتم تكليف أمانة المجلس بالتعاون مع المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة لإعداد دراسة حول إمكانيات الدول العربية في مجال تحلية المياه وخاصة تلك التي تستخدم الطاقة المتجددة والتقنيات المتطورة لتعزيز كفاءة عمليات التحلية وتقليل أثرها البيئي على أن يتم إنجازها خلال عام 2022.
وأكد أهمية كفاءة الطاقة في الدول العربية لما لها من مردود اقتصادي واجتماعي والتي أثبتت فعاليتها في المساهمة في تحقيق أمن الطاقة بتكاليف أقل من تكاليف إنشاء محطات جديدة ، مشيرا إلى أنه تم تنظيم الاحتفاليتين الثامنة والتاسعة باليوم العربي لكفاءة الطاقة يوم 23 مايو 2021 عبر تقنية الاتصال المرئي وذلك في ظل جائحة كوفيد -19، لافتا إلى أنه سيتم تكليف أمانة المجلس الوزاري العربي للكهرباء بالتنسيق مع المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة بالإعداد والتحضير لعقد الاحتفالية العاشرة الخاصة باليوم العربي لكفاءة الطاقة يوم 22 مايو 2022 .
ونوه إلى أنه سيتم خلال الاجتماع استعراض إنشاء منصة كفاءة الطاقة بالمنطقة العربية بالتعاون مع الحكومة الألمانية وسير العمل بها وتكليف أمانة المجلس بالمشاركة في الفعاليات والأنشطة التي تنظم في إطار المنصة ودعوة الخبراء من الدول العربية.
وفيما يتعلق بالمنتدى العربي الخامس للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والذي تم تأجيله عدة مرات في ظل جائحة كورونا، قال شاكر إنه سيتم تكليف أمانة المجلس التنسيق مع جيبوتي "الدولة المستضيفة" والشركاء لإقامة المنتدى خلال شهر مايو 2022 ودعوة الدول العربية لدعم فعاليات المنتدى والمشاركة فيه.
وأشاد بالجهود المتميزة والتعاون المثمر بين إدارة الطاقة بجامعة الدول العربية والمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، الذي تبنت مصر إنشاءه واستضافته في نموذج تعاون رائد مع عشر دول عربية منذ أكثر عشر سنوات واتسع ليضم حاليا سبعة عشر دولة عربية، معربا عن أمله في أن تزيد عضويته لتضم كافة الدول العربية بما يعزز القيام بدوره كذراع فني لأمانة المجلس الوزاري العربي للكهرباء ممثلة بإدارة الطاقة.
وبالنسبة للتعاون مع التكتلات والمنظمات الإقليمية والدولية ، وفي إطار البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي – الصيني والذي ستعقد دورته السابعة في جمهورية الصين الشعبية خلال عام 2022 ، قال شاكر إنه سيتم النظر في تكليف أمانة المجلس باستكمال التنسيق بين الجانبين العربي والصيني للإعداد والتحضير للدورة السابعة لمؤتمر التعاون العربي – الصيني في مجال الطاقة (الصين 2022) بما في ذلك دعوة اللجنة العليا من الجانبين لعقد اجتماعات تحضيرية للمؤتمر، منوها بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، مطالبا الدول العربية بدعم هذا التعاون والمشاركة في ورش العمل التي تنظمها في إطار مبادرة الطاقة النظيفة في المنطقة العربية.
وأشار إلى التعاون مع الحكومة الألمانية والمتضمن اتفاقية التعاون بين الجانبين التي تم توقيعها في الأول من ديسمبر 2018 والتي انتهت في 31 ديسمبر 2020 لتغطي أنشطة الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وذلك بالتنسيق مع المركز الإقليمي للطاقة المتجددة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي ( جي آي زد) حيث تم التوقيع على الاتفاقية الجديدة لتسري بدءا من الأول من سبتمبر 2021 حتى 31 أكتوبر 2022 ، لافتا إلى أنه سيتم تكليف أمانة المجلس بالمشاركة في تنظيم مؤتمر حوار الطاقة المستقبلية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذي سيعقد في المملكة الأردنية الهاشمية، لافتا إلى أن جدول أعمال الاجتماع يتضمن طلبا مقدما من دولة قطر لاستضافة فعاليات الدورة القادمة للمجلس الوزاري العربي للكهرباء خلال الفترة من 20 إلى 22 مارس 2022.