قال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن مصر تشهد يوم /الثلاثاء/ المقبل، ثلاث ظواهر فلكية مميزة، وهي الانقلاب الشتوي وذروة زخة (شهب الدببيات) واقتران القمر شبه مكتمل مع النجم بولوكس.
وأشار تادرس - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت - إلى أن هذا اليوم يعتبر هو ذروة فصل الشتاء فلكيا (الانقلاب الشتوي) في النصف الشمالي للكرة الأرضية وفي نفس الوقت هو ذروة فصل الصيف فلكيا (الانقلاب الصيفي) في النصف الجنوبي للكرة الأرضية.
وأوضح أنه في هذا اليوم يميل القطب الجنوبي للأرض نحو الشمس، وتكون أشعتها عمودية تماما على مدار الجدي عند خط عرض 23.44 درجة جنوبا.
وأكد أنه عندما نقول ذروة فصل الشتاء فهذا لا يعنى أنه أبرد يوم في السنة؛ لأن برودة الجو وسخونته تتعلق بأمور الطقس داخل الغلاف الجوي وكلها أمور تدخل في نطاق عمل الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أما فلكيا فالأمر يتعلق بحركة الأرض في مدارها حول الشمس.
وأضاف أنه لذلك، فإن ذروة الشتاء يمثل أقصى ميل لمحور دوران الأرض في المدار، علما بأن الأرض تكون أقرب إلى الشمس نسبيا في الشتاء عنها في الصيف، وبناء عليه يكون ذروة الشتاء هو أقصر نهار في السنة كلها، إذ يصل طول النهار حوالي 10 ساعات فقط، في حين يطول الليل فيصل إلى 14 ساعة تقريبا، كما تبلغ الشمس أدنى ارتفاع لها فوق الأفق وقت الظهيرة عند عبورها خط الزوال، ويكون ظل الإنسان على الأرض في هذه اللحظة أطول ما يمكن.
وعن زخة شهب الدببيات، قال إن سماء مصر ستشهد /الثلاثاء/ المقبل وعلى مدى يومين ذروة تساقط زخة شهب الدببيات، وهي من الزخات الخفيفة، حيث يبلغ عدد الشهب فيها حوالي 10 شهب في الساعة تقريبا.
وأضاف أن زخة الدببيات سميت بهذا الاسم؛ لأن الشهب تتساقط كما لو كانت آتية من مجموعة الدب الأصغر، وهو سبب تسميتها، ولكن يمكن أن تظهر الشهب في أي مكان آخر في السماء، موضحا أن التوقيت السنوي لهذه الزخة الشهابية من 17 إلى 25 ديسمبر من كل عام، وتصل ذروتها في ليلة 21 حتى بزوغ فجر يوم 22 ديسمبر، وينتج هذا الشهاب عن طريق الحطام الغباري المتناثر على طول مدار المذنب توتل الذي تم اكتشافه عام 1790.
وأكد أن أفضل مشاهدة لهذه الشهب ستكون بعد منتصف الليل من مكان مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدينة بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وقت الرصد، وسيكون القمر شبه الكامل مشكلة هذا العام ، حيث يحجب معظم الشهب الخافتة باستثناء اللامع منها.
وعن أسباب ظهور الشهب.. أوضح أستاذ الفلك بالمعهد أن زخات الشهب السنوية تنشأ عندما تمر الكرة الأرضية أثناء دورانها حول الشمس خلال تجمعات كثيفة من الغبار والحصى المتناثرة على طول مدارات المذنبات والكويكبات، حيث تصطدم بأعلى الغلاف الجوي للأرض وتحترق على ارتفاع يتراوح بين 70 و 100 كيلومتر وتظهر لنا كشريط من الضوء وهذا يؤدي إلى حدوث زخات شهابية تتكرر على أساس سنوي.
وأشار الدكتور أشرف تادرس إلى أن ظهور تلك الشهب في السماء ليس لها أي أضرار على الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض، فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها.
ولفت إلى حدوث اقتران القمر شبه المكتمل مع النجم بولوكس (بيتا برج التوأم) في هذا اليوم، حيث يمكن رؤيتهما متجاورين في السماء مساء، فيشرقان في السابعة مساء تقريبا ويظلان في السماء طوال الليل حتى شروق الشمس في اليوم التالي، حيث يختفي النجم بولوكس من شدة الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.