السبت 23 نوفمبر 2024

تحقيقات

صلاح مصطفى: مستوى طب وجراحة العيون في مصر «عالمي».. وهذه أبرز الأمراض الشائعة لدينا (حوار)

  • 18-12-2021 | 15:39

الدكتور مصطفى صلاح رئيس معهد بحوث أمراض العيون

طباعة
  • أماني محمد

توفير أحدث الأجهزة في مجال التشخيص والعلاج

يجب عمل فحوصات وقياسات دقيقة قبيل إجراء عمليات تصحيح الإبصار

الرمد الحبيبي والعمى القرني أبرز الأمراض الشائعة في مصر

المعهد يتميز بإمكانيات عالية من حيث التجهيزات الطبية والآلات الجراحية

نجري بحوثا ميدانية وقوافل طبية للبحث عن أسباب أمراض العيون في مصر

لدينا 8 غرف عمليات مجهزة على أحدث تجهيز لعلاج الأمراض

كان معهد بحوث أمراض العيون في مصر اليوم على موعد مع حدث عالمي للمرة الأولى في مصر، وهو إجراء بث جراحي حي من داخل المعهد لعملية جراحية عرضت في أكبر مؤتمر لجراحي الشبكية في إيطاليا، بمشاركة 3 آلاف طبيب على مستوى العالم، وذلك بعد اختيار الدكتور إيهاب الرئيس رئيس قسم الشبكية بالمعهد واحدا ضمن 9 جراحين على مستوى العالم للقيام ببث جراحي حي خلال عملية أجراها داخل المعهد وعرضت مباشرة في قاعة المؤتمرات في روما.

وعن هذا الحدث، قال الدكتور مصطفى صلاح، رئيس معهد بحوث أمراض العيون، إن مشاركة مصر جاءت لتميزها في مجال جراحات العيون والإمكانيات من حيث التجهيزات الطبية والآلات الجراحية، موضحا في حواره لبوابة "دار الهلال"، أن المعهد إلى جانب كونه مركز بحثي فهو يقدم خدمات العلاج من خلال عيادات خارجية وكذلك القوافل الطبية للمناطق النائية والبعيدة.

وكشف صلاح أبرز الأمراض الشائعة والمتوطنة في مصر، والتي يعود بعضها إلى عهد الفراعنة، موضحا أن هناك تقدما كبيرا حققته مصر في مجال طب وجراحة العيون، وإلى نص الحوار:

حدثنا في البداية عن المعهد وما تاريخه وأهم أنشطته؟

المعهد أنشئ منذ نحو 31 عاما، حيث تم افتتاحه عام 1991، وهو بالأساس معهد بحثي ويعد بمثابة كلية الطب في العيون، فبه جميع التخصصات ومعامل متخصصة لإجراء الأبحاث في العيون منها معامل الميكروبات الدقيقة وأمراض العيون والصيدلة والكيمياء الحيوية والكيمياء والأمراض الوراثية وهي كلها تصب في خدمة الأبحاث لكنها متعلقة بالعيون.

فهناك جزء من المعامل البحثية بجانب العيادات الخارجية لعلاج المرضى، وعن طريق علاجهم وتشخيصهم يتم عمل أبحاث لمعرفة أحدث الطرق لعلاج الأمراض المتوطنة في مصر، وكذلك يجري المعهد اتفاقيات دولية لتبادل الزيارات والأبحاث مع مراكز بحثية وجامعات عالمية، وكذلك يقوم بأنشطة لتدريب شباب الأطباء سواء في مصر أو الدول العربية والأفريقية، وهي أحد أدوار المعهد في التعليم الطبي المستمر.

ما أبرز الأنشطة والخدمات التي يقدمها المعهد؟

المعهد يتميز أيضا بجانب أنه معهد بحثي بأنه يحتوي على ملحق مستشفى لعلاج مرضى العيون في مصر واستقبال الحالات يوميا، كما يوجد به عيادات تخصصية لعلاج الأمراض المختلفة لأجزاء العين كلها، وكذلك به 8 غرف عمليات مجهزة على أحدث تجهيز لعلاج الأمراض التي تحتاج إلى تدخلات جراحية.

والمعهد يقوم بإجراء بحوث ميدانية وقوافل طبية للبحث عن أسباب أمراض العيون في مصر وكيفية الوقاية منها كما أنها فرصة لتدريب الأطباء الشباب المتواجدين في المناطق النائية والبعيدة وتعليمهم كيفية فحص المرضى والتوصل إلى طرق تشخيص وعلاج الأمراض هناك.

وما تفاصيل مشاركة معهد بحوث أمراض العيون في مؤتمر جراحي الشبكية في روما؟

المؤتمر العالمي لجراحي شبكية العيون Floretina اذلي يُعقد بالعاصمة الإيطالية روما اليوم، وهو أكبر مؤتمر يجمع جراحي الشبكية في العالم، ويشارك في دورته هذا العام نحو 3 آلاف جراح من مختلف دول العالم، وسيتم خلاله بثا حيا لجراحات من مختلف مراكز متميزة من دول العالم لقاعة المؤتمر في روما.

والمشاركون في المؤتمر يشاهدون العمليات الجراحية أثناء إجرائها ويمكنهم إلقاء الأسئلة والمداخلات أثناء إجراء العمليات للتعرف على الطرق المختلفة لعلاج هذه الحالات الصعبة، ويشرفنا أنه وقع الاختيار على المعهد ليكون واحدا من المراكز المتميزة على مستوى العالم لنقل هذه الجراحات.

ومن معهد بحوث أمراض العيون، شارك الدكتور إيهاب الريس رئيس قسم الشبكية بالمعهد وأحد أمهر الجراحين في مصر والعالم في هذا النوع من الجراحات، وخلال المؤتمر سيتم عرض حالتين من الجراحات الصعبة في أمراض الشبكية، لنقل الخبرة المصرية في علاج هذه الحالات.

هل هذه المشاركة الأولى لمصر في هذا المعهد؟

هذه المشاركة هي المرة الأولى لمصر، حيث تم اختيار المعهد ممثلا لمصر، لأن المعهد يتميز بإمكانيات من حيث التجهيزات الطبية والآلات الجراحية وكذلك تقنية نقل الصورة من ميكروسكوب العمليات إلى قاعة المؤتمرات في المعهد وإلى أي مكان في العالم، حيث تم اختيار معهد متميز من كل قارة من قارات العالم، فنحن المركز الوحيد في أفريقيا والشرق الأوسط الذي تم اختياره هذا العام لإجراء الجراحات به ونقلها لقاعة المؤتمرات في روما.

وما أهم مكاسب المشاركة في المؤتمر؟

بعد نجاح هذه التجربة، قد يتم اختيار المعهد فيما بعد للمشاركة في الدورات المقبلة للمؤتمر، وكذلك قد يتوافد الجراحين المختلفين المشاركين في هذا المؤتمر على مصر للاستفادة من خبراتنا في هذه الجراحات الصعبة.

وفيما يخص أمراض العيون المتوطنة في مصر.. ما  أبرزها؟

هناك أمراض متوطنة في مصر منذ عهد الفراعنة، فالعين بمثابة الكاميرا فيها عدسات وفيلم يلتقط الصورة، وهناك أمراضا قد تصيب أي جزء من أجزائها، والأمراض الشائعة في مصر مثل أمراض الرمد الحبيبي وهو يرجع لانتشار الذباب في مصر وهو موجود منذ القدم ويؤثر على قرنية العين وسطحها.

ومن الأمراض الشائعة أيضا مرض العمى القرني والذي يصيب قرنية العين نتيجة التهابات أو إصابات لها بميكروبات مختلفة، وهناك أمراض نتيجة الشيخوخة أو عتامة عدسة العين نتيجة السن أو المياه الزرقاء وهي ارتفاع ضغط العين مما يؤثر على العصب البصري.

وهناك أمراض أخرى نتيجة عيوب خلقية مثل ضعف الإبصار والحول في الأطفال والأمراض الوراثية في شبكية العين، وهو ما يمكن اكتشافه في المعهد مبكرا ودراسة العامل الوراثي ورائها وعمل تحاليل وراثية لأفراد العائلة لمنع حدوث هذه الأمراض مستقبلا بعد زواج الأشخاص.

وما مدى التقدم الذي حققته مصر في مستوى جراحات العيون خلال الفترة الماضية؟

مستوى طب وجراحة العيون في مصر على أحدث مستوى عالمي نتيجة مهارة الجراحين ومواكبتهم لأحدث الطرق لعلاج الأمراض المختلفة، وكذلك توفير أحدث الأجهزة في مجال التشخيص والعلاج، فجراحات المياه البيضاء وزرع العدسات وتصحيح الإبصار وعلاج المياه الزرقاء والشبكية بمختلف أنواعها وعلاج مضاعفات السكر على شبكية العين موجود في مصر بصورة كبيرة لانتشار مرض السكري، وهي كلها يمكن تشخيصها وعلاجها بأحدث الطرق.

وهناك أيضا مرض القرنية المخروطية، وهو مرض يصيب قرنية العين ويكون هناك عدم انتظام في العدسة الخارجية للعين والمسئولة عن تكوين الصورة مما يؤدي إلى عدم وضوح تكوينها، وهو مرض يصيب الشباب في سن صغير وإذا لم يتم اكتشافه مبكرا وعلاجه قد يؤدي لحدوث عتامة على القرنية وعدم وضوح الرؤية والعمل، وهناك تقدما في علاج هذا المرض من خلال تثبيت القرنية بالأشعة فوق البنفسجية وكذلك زرع حلقات لتصحيح عدم انتظام سطح العين.

وحققنا تقدما كبيرا أيضا في زراعات تغيير القرنية أو زرع القرنية، وهناك تقنيات حديثة لعملها بالفيمتو ليزر لعمل هذه العمليات.

وكيف تجري عمليات زرع القرنية وخاصة أنه يجب نقلها من متوفى؟

هذه ليست مشكلة فهناك ما يعرف بأنه "بنك العيون"، يتم نقل جزء بنحو 9 ملل من قرنية المتوفي، فلابد الحصول عليها من المتوفي، وهي ليست كعمليات نقل الأعضاء فلا يوجد أي مشكلة في نقلها من متوفي لأنه يتم الحصول على جزء لا يذكر وزنه 9 ملل وهو ليس تشويها للجثة أو ما شابه، ولكن هذا يغير حياة الإنسان الذي يزرع القرنية ويحوله من إنسان عاجز أو معاق بصريا إلى شخص قادر على الرؤية والاتصال بالحياة ويمارس حياته وعمله، والقانون نظم تلك العملية.

فيما يخص تصحيح الإبصار.. هناك مخاوف شديدة منه ومن مضاعفاته فما ردك على ذلك؟

تصحيح الإبصار كأي عملية جراحية يحمل نسبة من المخاطرة، ولكن يتم اتخاذ الإجراءات الصحيحة لإجراء العملية لتحقيق نتيجة جيدة، تصحيح الإبصار لا بد من أن يسبقه قياسات للعين والبصر والكشف الكامل للعين للتأكد من خلوها من أي أمراض، وأن توضح القياسات تحمل العين للعلاج بالليزر، فكل عين لا يمكن علاجها بهذه التقنية، لذلك يجب عمل فحوصات وقياسات دقيقة ثم اتخاذ القرار بالعلاج المناسب وإذا كان تصحيح الإبصار يناسب المريض أم لا.

وهناك بدائل مختلفة لتصحيح الإبصار بخلاف الليزر، منها زرع العدسات داخل العين وتغيير العدسة الطبيعية للعين، وكل مريض له ما يناسبه.

الاكثر قراءة