الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

تحقيقات

«تخصصات نادرة».. خبراء يشيدون بجهود الدولة في الارتقاء بالتعليم الفني

  • 18-12-2021 | 19:53

التعليم الفني

طباعة
  • إسراء خالد

شهد التعليم الفني اهتمامًا غير مسبوق، من خلال اتباع استراتيجية متكاملة لتطوير التعليم الفني وفق أحدث النظم والبرامج العالمية المتعارف عليها، بما يكفل تأهيل خريجين مؤهلين على أعلى المستويات ووفقا لمتطلبات سوق العمل محليًا ودوليًا، لتستند خطط الدولة على محاور عدة لتحقيق رؤيتها في هذا المجال، والتي شملت التوسع في إنشاء مدارس فنية تغطي كل التخصصات التي يحتاجها سوق العمل والمشروعات القومية، بالإضافة إلى التعاون مع الشركاء من القطاع الخاص لإنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية على أعلى مستوى، فضلاً عن التوسع في إنشاء وتدشين الجامعات والمجمعات التكنولوجية، الأمر الذي كان له ثماره في تغيير النظرة الدولية لمصر وإحرازها مكانة متقدمة في المؤشرات الدولية في مجال التعليم الفني.

وانطلق اليوم أول مؤتمر للتعليم الفني في مصر تحت شعار «قاطرة البناء والصناعة»، حيث عقد المجلس الوطني للشباب بالتعاون مع أكاديمية الشروق، المؤتمر بعنوان «مؤتمر التعليم الفني مستقبل سوق العمل» في دورته الأولى، وذكر خبراء، أن التعليم الفني تطلب اهتمامًا كبيرًا من الدولة وهو ما ظهر من خلال تعيين نائب لوزير التربية والتعليم مختص بالتعليم الفني لمتابعة كافة مستجداته، إلى جانب عقد بروتوكولات تعاونية بين مصر وعدد من الدول الأجنبية مثل ألمانيا وفرنسا واليابان وكوريا، وغيرها من الدول المتقدمة صناعيًا؛ وذلك لوضع معايير لأعضاء هيئة التدريس بالتعليم الفني ومعايير للمؤسسات التعليمية الفنية، والمناهج التي يتم تقديمها للطلاب، وربطها بسوق العمل المحلي والعالمي ومتطلباته المتغيرة، بالإضافة إلى ضرورة تغيير المجتمع نظرته عن طالب التعليم الفني، فهو ليس أقل من طالب الثانوي العام، والاعتقاد بأن الـ"الفاشل" هو من يلتحق بالتعليم الفني.

تطوير التعليم الفني

في هذا السياق، قال الدكتور حسن شحاته، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس، إن التعليم الفني هو قاطرة التطوير والتنمية في رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة والشاملة.

وأوضح "شحاتة"، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن تطوير التعليم الفني يسد فراغًا كبيرًا دام لسنوات طويلة، ويسهم في إنتاج العمالة الماهرة باستخدام التقنيات والتكنولوجيا المتقدمة في العديد من المجالات، كالزراعة والصناعة والتجارة والمجالات الفندقية، مشيرًا إلى أن التعليم الفني تطلب اهتمامًا كبيرًا من الدولة وهو ما ظهر من خلال تعيين نائب لوزير التربية والتعليم مختص بالتعليم الفني لمتابعة كل مستجداته، إلى جانب عقد بروتوكولات تعاونية بين مصر وعدد من الدول الأجنبية مثل ألمانيا وفرنسا واليابان وكوريا، وغيرها من الدول المتقدمة صناعيًا؛ لوضع معايير لأعضاء هيئة التدريس بالتعليم الفني ومعايير للمؤسسات التعليمية الفنية، والمناهج التي يتم تقديمها للطلاب، وربطها بسوق العمل المحلي والعالمي ومتطلباته المتغيرة.

وشدد على أن التعليم الفني يحتم تزويد المدارس بالتقنيات الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب تواجد مدربين متخصصين من المؤسسات المهنية والخدمية، منوهًا إلى أن الدولة تهتم بالتعليم الفني بمختلف تخصصاته خاصًة التخصصات النادرة، مثل الصناعات التراثية كالذهب والنسيج والمعادن، والتي أظهرت نبوغ وقدرات الأماكن اتي تنتج تلك الصناعات.

المدارس والجامعات التكنولوجية

وأوضح الخبير التربوي أنه يجب تدريب طلاب التعليم الفني على المهارات اللازمة ليجد مكانه بين معايير سوق العمل المتغيرة، مضيفًا: "رجال الأعمال ساهموا في تلك النهضة التي شهدها التعليم الفني من خلال إنشاء المدارس التكنولوجية، والتي تقدم الجانب المعرفي والمعلومات إلى جانب التدريب الميداني في مؤسسات رجال الأعمال الإنتاجية بمختلف المجالات كالزراعة والصناعة والتجارة والإلكترونيات، وغيرها".

وأشار إلى أنه تم إنشاء 3 جامعات تكنولوجية ساهمت في فتح الطريق أمام خريجي المدارس الفنية للالتحاق بالجامعات، وهى: الجامعة التكنولوجية في القاهرة الجديدة، والجامعة التكنولوجية في بني سويف، والجامعة التكنولوجية في قويسنا بالمنوفية، والتي تشجع الطلاب على الاستمرار في الدراسة الجامعية ليستطيعوا أن يمتلكوا القدرات اللازمة لسوق العمل، وتخريج  الصناع الماهرة، ونحن في أمس الحاجة إليها.

واستطرد شحاته قائلًا: "يجب تعزيز الشراكة بين وزارة التعليم والتعليم الفني مع الدول الأجنبية المتقدمة صناعيًا خاصًة ألمانيا واليابان لتفوقهما من الناحية الصناعية والتكنولوجية، فيما يسفر عن إحداث نقلة نوعية في التعليم الفني".

التعليم المزدوج

ومن جانبها، قالت الدكتورة ماجدة نصر، نائب رئيس جامعة المنصورة الأسبق، إن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا للنهوض بالتعليم الفني؛ وهو ما ظهر واضحًا من خلال ما نشهده من تطورات في التعليم الفني، والتوسع في إنشاء مدارس جديدة وتطوير المدارس القائمة مثل مدرسة مبارك كول التي تم تجديدها لتواكب العصر.

وأوضحت نصر، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن التطوير الذي يشهده التعليم الفني لم يقتصر فقط على المدارس، بل شمل الجامعات أيضًا، فتم تدشين العديد من الجامعات التكنولوجية، وعقد بروتوكولات تعاونية مع جهات عالمية للارتقاء بمستوى التعليم الفني، وإعطاءه حقه.

وأكدت أن التعليم الفني يقوم على فكرة التعليم المزدوج بأن يتدرب الطالب في مصنع بمقابل مادي رمزي أثناء دراسته؛ لتدعيم نظم التعلم الصحيح بأن يطبق الطالب مع تعلمه،؛ مما يؤهله إلى سوق العمل ويساعده على إيجاد فرص للعمل عند التخرج.

وشددت على ضرورة أن يغير المجتمع نظرته إلى طالب التعليم الفني، فهو ليس أقل من طالب الثانوي العام، وأن الـ"الفاشل" هو من يلتحق بالتعليم الفني، منوهًة إلى أن نسب الالتحاق بالتعليم الفني زادت لتعلم المجالات المهنية والحرفية في ظل الاهتمام بها.

وأشارت نائب رئيس جامعة المنصورة الأسبق، إلى أن التعليم الفني يشمل العديد من التخصصات المهمة مثل صناعة المجوهرات فهو لا يقل أهمية عن التعليم العام، متمنيًة أن تواصل الدولة اهتمامها بالتعليم الفني، واستكمال مسيرة التطوير.

مؤتمر التعليم الفني في مصر

يشار إلى أن اليوم شهد انطلاق فعاليات أول مؤتمر للتعليم الفني في مصر تحت شعار «قاطرة البناء والصناعة»، حيث عقد المجلس الوطني للشباب بالتعاون مع أكاديمية الشروق، المؤتمر بعنوان «مؤتمر التعليم الفني مستقبل سوق العمل» في دورته الأولى، تحت رعاية وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ووزارات الشباب والرياضة، الزراعة واستصلاح الأراضي، التعليم العالي والبحث العلمي، التنمية المحلية، تماشيا مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورؤية الدولة المصرية 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

الاكثر قراءة