منذ أيام عرض فى دور العرض المصرية فيلم "برا المنهج" وهو أحدث أفلام المخرج عمرو سلامة، الذى كتب قصته بنفسه وشاركه فى السيناريو والحوار السيناريست والمخرج خالد دياب، ويعود فيه "سلامة" إلى شاشة السينما بعد غياب أربع سنوات منذ آخر أفلامه "شيخ جاكسون" الذى قدمه عام 2017 واتجه بعده إلى شاشة التليفزيون فقدم مسلسلين هما "طايع" 2018، و"ما وراء الطبيعة" 2020.
وللمرة الثانية يتخذ "سلامة" لفيلمه بطلاً من الأطفال مثلما فعل فى فيلم "لا مؤاخذة" الذى عرض عام 2014 ، وكان من بطولة أحمد داش الذى كان طفلاً وقتها، فى "برا المنهج" أيضاً بطل الفيلم ومحرك الأحداث طفل وهو عمر شريف الذى يجسد فى الفيلم دور نور الطفل البرئ المضطهد من زملائه فى المدرسة بسبب ضعف نظره وقلة حيلته؛ لذلك يطلقون عليه لقب "عماشة"، وهناك بيت مهجور أمام مدرسته يطلقون عليه لقب بيت الأشباح نظراً لوجود شبح بداخله يمنع أى أحد من دخول البيت، فى يوم يلعب نور مع أصدقائه كرة القدم أمام المدرسة فيخطئ وتطير منه الكرة إلى داخل بيت الأشباح فيقذف به زملاؤه داخل البيت ويطلبون منه إحضار الكرة، فيجد نفسه فجأة فى مواجهة الشبح ذاته الذى يطرده ويطلب منه ألا يأتى إلى هنا مرة أخرى، ولكن يلفت نظر الصبى أن الشبح يرتدى "شبشب"، فيقرر دخول المنزل مرة أخرى لمعرفة حقيقة الشبح، ويفاجأ برجل يعيش فى عزلة تامة بعيداً عن الأعين ويصور نفسه على هيئة شبح ليمنع أحد من الاقتراب منه، ومع الوقت تنشأ صداقة بين نور والشبح تتغير على أثرها حياتهما سوياً.
قصة الفيلم فى مجملها ليست جذابة بشكل كبير، فهى أميل إلى قصص الأطفال البسيطة الساذجة وأيضاً المعالجة الدرامية التى تم تقديمها لهذه القصة ليست مبتكرة ولم تساهم فى تقديم القصة بشكل ممتع فى المشاهدة ه، صحيح أن السيناريو نجح فى خلق لحظات كوميدية جيدة وكان به نقاط تحول ومبررات مقنعة للشخصيات. لكن ما ظل مبهم حتى نهاية الفيلم هو الربط بين ما يحكيه الشبح للطفل وبين حياتيهما سوياً ، بل كانت هناك نقاط مبهمة وغير مفهومة فى سياق القصة أولها المضمون نفسه الذى احترت فى تفسيره، وذلك الإبهام أو عدم وضوح الرؤية معتاد عليه فى أفلام المهرجانات وليس الأفلام التجارية، لهذا كما ذكرت فى عنوان المقال هو فيلم مهرجانات بصبغة تجارية.
لكن هذا لا يعنى أن الفيلم ليس به نقاط قوة أو تميز، لكنها جميعاً كانت فى التنفيذ وليس السيناريو، إختيار الممثلين أكثر من رائع وتم توظيفهم كلهم بشكل جيد أولهم واهمهم هما بطلى الفيلم ماجد الكدوانى والطفل عمر شريف، أيضاً كان هناك توظيف جيد لضيوف الشرف مثل روبى وأحمد خالد صالح وأسماء أبو اليزيد، الممثلة الوحيدة التى لم يتم توظيفها بشكل جيد هى دنيا ماهر التى قدمت دوراً نمطياً بشكل نمطى وليس فيه أى جديد.
على مستوى الصورة نجح عمرو سلامة بمشاركة مدير التصوير أحمد بشارى ومهندس الديكور على حسام فى خلق تكوينات ولغة بصرية رائعة ومناسبة للحدث الذى دار أغلبه فى التسعينات تقريباً، أما أفضل عناصر الفيلم التقنية فكانت موسيقى القدير راجح داوود التى أعطت كثير من مشاهد الفيلم مذاقاً خاصاً وكانت معبرة عن مشاعر الشخصيات والنقلات الدرامية.