تواصل الدولة المصرية حملاتها للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال، بهدف تقوية مناعتهم ضد هذا المرض، الذي نجحت الدولة في القضاء عليه منذ أكثر من 17 عاما، بعد أن تم تسجيل آخر حالة شلل أطفال بمصر عام 2004، وهو المرض الذي ظل متوطنا في مصر لقرون طويلة حتى نجحت في القضاء عليه.

 

وقد تمكنت الدولة من القضاء على فيروس شلل الأطفال من خلال التوسع في حملات التطعيم للأطفال من عمر يوم وحتى 5 أعوام، وهي المرحلة العمرية التي يزداد فيها خطر الإصابة بهذا المرض، يجري التطعيم وفقا لجدول تطعيمات روتينية إجبارية يتلقاها الطفل في مواعيد ثابتة بدءا من ولادته وحتى بلوغه عام ونصف، وكذلك الحملات الدورية التي تنفذها وزارة الصحة للتطعيم الفموي ضد شلل الأطفال.

ما هو شلل الأطفال

وشلل الأطفال هو مرض شديد العدوى، عادة ما يصيب الأطفال من سن يوم حتى سن خمس سنوات، وتتمثل أعراضه الأولى في الحمى والإجهاد والصداع والقيء وألم في الأطراف، ويمكن أن يسبب المرض شللًا -غالبًا وحتى الآن- غير قابل للعلاج، أما في بعض الحالات المتأخرة، يمكن أن يؤدي شلل الأطفال إلى الوفاة.

طرق انتقال فيروس شلل الأطفال

وهناك طرق يمكنها نقل فيروس شلل الأطفال، وهي من براز طفل حامل للفيروس إلى الأطفال الآخرين بالأكل أو الشرب الملوث بسبب سوء مستوى النظافة الشخصية، وفي حالة انتقال الفيروس للجسم غير المطعم، يتكاثر بداخله في الأمعاء ويهاجم الجهاز العصبي ويمكن أن يسبب شللًا كاملًا  في أحد الأطراف في غضون ساعات.

وقد تم تحديد الأطفال من عمر يوم لخمس سنوات لتطعيمهم باللقاحات، وذلك لأن الفيروس يصيب الأطفال في هذه المرحلة العمرية، ومن النادر جدًا أن يصاب الإنسان بمرض شلل الأطفال بعد عمر الخمس سنوات.

 

شلل الأطفال في مصر

وأعلنت منظمة الصحة العالمية ويونيسف أن مصر خالية من مرض شلل الأطفال عام 2006؛ وذلك بعد آخر حالة تم اكتشافها عام 2004، وذلك بفضل التغطية الموسعة في جميع محافظات الجمهورية وإعطاء التطعيم عبر سبع جرعات ضمن جدول التطعيمات الروتينية الإجبارية بالإضافة للجرعات الإضافية عبر الحملات القومية كل فترة.

وقد ظل فيروس شلل الأطفال متوطنا في مصر لنحو 3 آلاف عاما، حيث ظهر في النقوش الفرعونية وأصاب ملايين الأطفال في مصر والعالم حتى عام 1955 حين اكتشف العلماء أول تطعيم ضد فيروس شلل الأطفال وكان بالحقن، ثم تلاه نوع آخر بالتنقيط في الفم عام 1961.

ولم تتوقف الدولة عن حملات التطعيم بعد إعلان خلوها من المرض في 2006، بل واصلت الأمر وفي 2018، دخلت مصر المرحلة الأخيرة للقضاء على المرض تمامًا وضمان عدم ظهور حالات جديدة بسبب أي فيروسات قادمة من الخارج، وذلك عن طريق تطبيق الاستراتيجية الدولية التي توصي بإضافة جرعة تطعيم بالحقن إلى جرعة التطعيم الفموي في الشهر الرابع، على أن تبقى الست جرعات الأخرى بالفم كما هي.

 

كما تواصل وزارة الصحة والمنظمات الدولة المعنية بالصحة مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف)، عمليات الترصد شديد الدقة لكل حالات الشلل الرخو الحاد في مصر وسحب عينات من مجاري الصرف الصحي وتحليلها في معامــل موثقة داخـــل و خارج مصر لاستبعاد احتمالية شلل الأطفال.

 

أهمية تطعيم شلل الأطفال

ومع استمرار خلو مصر من شلل الأطفال، تظل أهمية حملات التطعيم ضد المرض قائمة لأن تكرار التطعيم عبر الحملات المختلفة يضمن حماية كل الأطفال الذين يعيشون في مصر من أي فيروس شلل أطفال قادم من خارج مصر، وكذلك الوصول إلى كل طفل تحت 5 سنوات ربما يكون قد فاتته أي جرعة تطعيم سابقة.

مواعيد حملة التطعيم ضد شلل الأطفال

وتستهدف الحملة القومية للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال الوصول إلى 16.5 مليون طفل من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، وستكون المواعيد مستمرة من اليوم 19 ديسمبر وحتى 4 أيام من الساعة 8 صباحا وحتى 8 مساءا.

 

أماكن تواجد الحملة

وحددت وزارة الصحة أمكان تواجد حملات التطعيم ضد مرض شلل الأطفال وهي:

• التطعيم من خلال فرق متحركة تجوب المنازل في جميع محافظات الجمهورية
• فرق متحركة للتطعيم في جميع دور رياض الأطفال
• الفرق الثابتة في جميع الوحدات الصحية والمراكز الطبية الحضرية ومكاتب الصحة ومواقع التجمعات السكانية مثل الأسواق ومحطات القطارات والأتوبيس والمترو والمولات