قديمًا كانت مقولة "اخبط رأسك في الحيط" تعنى انسداد كل الطرق فى وجه الإنسان، واليوم حول مجموعة من الأشخاص، الحائط واللجوء له رمزًا للأمل والخير، من حائط الخير بغزة إلى «فنجان قهوة على الحيط»، وأخيرًا «ساندويتش على الحيط».
**غزة.. "حائط الخير" لمساعدة المحتاجين والحفاظ على الكرامة
كُتبت على أحد جدران مفترق فلسطين في شارع الرمال، أحد أشهر شوارع قطاع غزة، شعارات محلية غزيَّة تدعو إلى العطاء والإيثار، في مبادرة خيرية لجمع الملابس والأحذية وتقديمها للمحتاجين، مع الحفاظ على كرامتهم وإنسانيتهم، في شهر رمضان.
ويعيش هناك في قطاع غزة أكثر من 2 مليون نسمة، على مساحة 365 كم²، وسط ارتفاع حاد في مستوى البطالة والفقر وتدني الظروف المعيشية.
"حائط الخير" اسم تردد على لسان الكثير من الغزيين، في إشارة للمبادرة التي بدأها شاب في شهر رمضان، من أجل التخفيف من الظروف المأساوية التي يعيشها الآلاف في القطاع المحاصر، واستطاعت أن تحقق صدى بين المتبرعين والمحتاجين.
ويقول أنس سبيتة، صاحب مباردة "حائط الخير"، إنه كان يبحث عن مباردة خيرية يقدم فيها يد المساعدة للمحتاجين والعائلات الفقيرة خلال شهر رمضان، ولم يجد أنسب من فكرة "حائط الخير".
وأوضح سبيتة، 23 سنة، أن الظروف المعيشية التي يشهدها القطاع نتيجة الحصار المطبق منذ أكثر من 10 سنوات، أدى إلى خلق فئات جديدة من المحتاجين والفقراء بين الناس، في الوقت الذي يتحرج فيه الكثير منهم من طلب المساعدة.
وأشار إلى أن فكرة حائط الخير تقوم على جمع الملابس والأحذية والحقائب وعرضها على هذا الحائط وترتيبها وتصنيفها، من ثم مغادرة الجميع ليبقى الحائط أمام جميع المحتاجين ليختاروا كل شيء يحتاجونه، دون عين تراقبهم أو حرج يصيبهم نتيجة نظرات الناس.
وبيَّن سبيتة أن الحائط يمتد لمسافة 5 أمتار، ثبت عليه علامات للملابس وحبال مربوطة على طرفي الجدار، يعلق المتبرعون عليها الملابس الفائضة عن حاجتهم، ليأخذ المحتاج فيما بعد ما يناسبه بدون مقابل، وبدون أي إحراج لكليهما.
وأكد أن الكثير من الناس أقدموا منذ الساعات الأولى لانطلاق مبادرته لتقديم المساعدة، مشيرًا إلى أن الترويج لحائط الخير جاء عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، مما أعطى صدى كبيرًا للمبادرة.
"فكرة للتكافل".. فنجان قهوة على الحيط
وهناك فكرة رائعة عن التكافل الاجتماعي في إيطاليا وبالتحديد بمدينة البندقية، حيث يمكن للأشخاص الذين يتوافدون على المقهى، أن يطلبوا فنجان قهوة وفنجان على الحيط، حيث يحضر الجارسون فنجان قهوة للزبون ويخرج ورقة صغيرة كتب عليها "فنجان قهوة وذهب إلي الحائط والصق الورقة.
ويمكن لأي شخص محتاج في وقت لاحق أن يأخذ هذا الفنجان من على الحيط، يعكس هذا التصرف من سكان المدينة، أحد أرقى أنواع التعاون الإنساني، فما أجمل أن نجد من يفكر بأن هناك أناسًا يحبون أن يحصلوا على خدمة معينة ولا يجدوا ثمنًا لها ونحن نقدمها عن طيب خاطر.
وفى مصر.. "ساندويتش ع الحيط"
تمكن شابان صغيران من إزالة أكبر هموم الفقراء، وهي الحاجة إلى الطعام والكرامة في نفس الوقت، حيث قام محمد عصام ومحمد مجدي "الطالبان بالصف الأول الثانوي" بإطلاق حملة "ساندويتش ع الحيط" لإطعام الفقراء مجانًا.
يقول محمد عصام إن الفكرة جاءته هو وصديقه عندما كانا يشتريان ساندويتشات من أحد المطاعم، فوجدوا مسكينًا يشتري «ساندويتش» ويقسمه بالنصف مع صاحبه لعدم وجود المال، الأمر الذي أثر كثيرا في محمد وزميله، ومنه فكر بالحملة وكيفية إطلاقها.
يذكر أن حملة "ساندويتش ع الحيط" تقوم على شراء أحد المستهلكين لساندويتش من المطعم وقطع فاتورة لساندويتش آخر لأحد المساكين، ويقوم بتعليق الفاتورة على بوستر الحملة على الحائط، حتى يأتي فقير ليأخذ تلك الفاتورة ويصرف أكل لنفسه بكل كرامة.
حدث محمد عصام، أحد مؤسسي مبادرة "ساندويتش على الحيط" عن تفاصيل وأهداف مبادرته للتضامن مع المحتاجين فى شوارع مصر.
يشار إلى أن هذه النوعية من المبادرات منتشرة حول العالم، فقد ذاع صيتها في فرنسا ولبنان وإيران والهند وغيرها من الدول، لكنها تعدُّ الأولى في فلسطين.