كتب ـ خليل زيدان
شهدت دار الهلال عصراً ذهبياً فاقت فيه كل الدور الصحفية وعاشت مجداً كبيراً حيث تفوقت كل إصدارتها على أي إصدارات أخرى ، ليس فقط من خلال المحتوى والمضمون وجودة الطباعة والألوان بل أيضاً من خلال نسب التوزيع في مصر والعالم العربي ، حيث اعتمد أصحابها في ذلك الوقت على الترويج لتلك الكنوز من خلال رحلات إلى الدول العربية لإيجاد وتوسيع دوائر التوزيع لتصل الإصدارات لكل قارئ ومثقف عربي.
في منتصف شهر رمضان الذي بدأ مع بداية مارس 1960 سافر الأستاذ إميل زيدان أحد أصحاب دار الهلال مع فكري باشا أباظة أحد أعمدة الدار في رحلة إلى السودان لتوثيق أواصر التفاهم وتدعيم الصلات الثقافية التي تستهدف ترويج مجلات الدار للربط بين دول العالم العربي .. وشهدت الرحلة سهرة ثقافية رمضانية في بيت الصحفي حسين عثمان منصور ، جمعت نجوم الفن في السودان وعلى رأسهم الفنان السوداني أحمد المصطفى الملقب بـ "عبد الوهاب السوداني" وكبار المسئولين في السودان ، منهم وزير الداخلية السابق والفنان محمد حسنين الملقب بـ " عبد الحليم السوداني" وأفراد من أوركستراً الإذاعة السودانية ، حيث امتدت السهرة لتشمل فقرات الطرب والغناء الذي أعجب إميل زيدان وأشاد به فكري أباظة ، وفي السهرة كان للسمر وسرد ذكريات الماضي نصيب كبير بين الجانبين المصري والسوادني .
كانت تلك هي الرحلة الثانية من الرحلات العبقرية إلى السودان لتنشيط وترويج وتوسيع دوائر التوزيع لمجلات دار الهلال ، وأيضاً كانت هناك رحلات أخرى كثيرة إلى باقي الدول العربية منها السعودية والكويت والعراق وسوريا ولبنان والمغرب العربي قام بها إميل زيدان وفكري أباظة لذلك الغرض ، ومازالت أصداء تلك الرحلات موجودة حتى الأن ، حيث يتلهف الأشقاء في الشعوب العربية على كتب ومجلات الدار ومازالوا يشيدون بمحتواها الثقافي والفكري والمعرفي والترفيهي حتى الآن.