السبت 10 اغسطس 2024

أنا‭ ‬وزوجتى‭ ‬الأجنبية! (1)‬‬‬‬‬‬‬

19-6-2017 | 23:00

بقلم : سكينة السادات

يا بنت بلدى رمضان كريم.. وكل عام ومصر وأهلها ورئيسها عبد الفتاح السيسى بخير وسعادة وأمن واطمئنان, سوف أدخل فى الموضوع مباشرة فقد تلقيت رسالة طويلة آتية من مدينة الغردقة وأتبعتها مكالمة تليفونية طويلة أيضا ورأيت أن أكتبها حتى يستنير بها الشباب المصرى الذي يتعرض لظروف مشابهة.

كتب فى رسالته وقال لى هاتفيا: أنا شاب مصرى صعيدى من سوهاج سنى 31 سنة, كافح أهلى البسطاء جدا كفاحا مريرا حتى تخرجت فى الجامعة وحصلت على ليسانس كلية السياحة والفنادق, ذلك لأن والدى عامل زراعى بالأجرة اليومية ولا نملك من حطام الدنيا سوى بيت متواضع مبنى بالطوب الأحمر وحديقة صغيرة نربى فيها ما نأكله من الدواجن ونزرع فيها كل أنواع الخضراوات التى نأكلها أنا ووالدى ووالدتى وإخوتى الثلاثة, أما أمى فهى ربة بيت صعيدية متدينة جدا تقوم بخدمة الأسرة وتسوية الخبز الطازج فى فرن البيت الصغير وعمل الجبن والزبد الذى يلزمنا وتبيع فى السوق يوم الخميس ما لا يلزمنا من الدواجن واللبن والجبن والزبد, ومن هذه النقود البسيطة صرفا علي فى الجامعة وتخرجت مرشدا سياحيا قد الدنيا, وكانوا ولا يزالوا يطلقون علي فى القرية لقب الأستاذ, فأنا الجامعى الوحيد في المنطقة وباقى إخوتى وجيرانى لم يتعدوا التعليم المتوسط والثانوى!

***

ويستطرد كمال.. أنهيت دراستى والتحقت بشركة سياحية متوسطة فى الغردقة بعد أن أرسلت أوراقى إلى عدة شركات فى الأقصر وأسوان, وكانت الشركة الكائنة فى الغردقة هي الوحيدة التى استدعتنى لإجراء امتحانات فى اللغتين الألمانية والإنجليزية, وكان ذلك قبل عشر سنوات أى عندما كانت السياحة عندنا بخير وكنا نكافح من أجل إيجاد غرفة خالية يسكن فيها السائح, وكانت "الأشية معدن" والعملة الصعبة سهلة وموجودة, وحسب عاداتنا وتقاليدنا وبعد أربع سنوات عمل شاق تزوجت من ابنة عمى وهى حاصلة على دبلوم التجارة وتعمل مشرفة فى المدرسة الابتدائية بالقرية, ورزقنى المولى العزيز بولد صغير أسمر داكن السمرة مثلى تماما لأن أمه سمراء خمرية فاتحة اللون عنى, وظلت زوجتى مع ابنى فى القرية فى بيت الأسرة أما أنا فقد استأجرت غرفة صغيرة فى فندق بسيط فى الغردقة كنت أقيم بها كى أواظب على عملي فى إرشاد السواح من الساعة السادسة صباحا حتى بعد منتصف الليل, وكنت ناجحا وسعيدا بعملى, وكان السواح يشيدون بلغتى الألمانية والإنجليزية التى استطعت أن أصقلها وأجعلها مفهومة ومهضومة عند كل السواح.

***

 وبدأت أقتصد وأشترى بعض (القراريط) لكي يزرعها أبي وحتى لا يعيش طول عمره أجيرا عند الغير, وأيضا لكي أسعده بعد أن كبر فى السن وحتي يشعر بأنه يعمل فى ملكه الخاص فيزهو بذلك أمام الأسرة والقرية.

ورزقنى الله ببنت جميلة فأصبح لدى ولدى وبنت وأملاك فى القرية بحمد الله, وزوجة محبة ومحبوبة ومحترمة, لكن السعادة لا تدوم لأحد! يا سيدتى فقد ضربت السياحة فى شرم الشيخ والغردقة وخلت جميع فنادقنا عن السواح وأصبحنا نجلس أنا وزملائى أياما طويلة لا يأتينا خلالها سائح واحد, وبدأت الشركة التى نعمل فيها تتأخر في دفع رواتبنا حتى فاجأتنا باجتماع أسفر عن الاستغناء عن خدماتنا جميعا حتى تصلح الأمور, وكانت المأساة التى لم يستطع أحد حلها حتى لاح لى فى الأفق شعاع أمل فى ذلك الظلام الحالك الذى حول حياتنا إلى كارثة! لكن كانت هناك أشواك وجدل وكلام كثير حول ذلك الموضوع.. الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية.

    الاكثر قراءة