الجمعة 29 نوفمبر 2024

على مائدة إفطار د.هدى أبو شادي : طموح المرأة بلا حدود

  • 19-6-2017 | 23:13

طباعة

حوار:سمر عيد - تصوير: إبراهيم بشير

رغم ما حققته من نجاحات على المستويين العلمى والعملى إلا أنها تمكنت من التوفيق بين سعيها نحو تحقيق طموحاتها وواجباتها الأسرية، ترى أن المرأة يجب ألا تنشغلبعملها عن أسرتها أو تنسيهاتطلعاتها مسئولياتها كأم وزوجة، وأن تنظيم الوقت وحسن استغلاله سبب نجاح المرأة وتميزها.

د.هدى أبو شادى، عالمة مصريةحصلت على درجة الدكتوراه فى الفيزياء النووية من جامعة القاهرة عام 1997،شغلت العديد منالمناصب على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، اختارها الرئيس للمساهمة فى إنشاء بنك المعرفة، وعلى مائدة إفطارها شاركتها"حواء" طقوسها الرمضانية، واقتربت من حياتها الشخصية والعملية، وسألتها عن مستقبل البحث العلمى فى مصر وسبل النهوض به والمنظومة التعليمية.

عن دورها فى بنك المعرفة الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى تقول: أنشأت ود. طارق شوقي مكتبة سحابية على الإنترنت فيها ملايين الكتبعلى خلفيةتعثر بعض الباحثين فى دفع الاشتراكات للجامعات خاصة بعد ثورة 25 يناير، بالإضافة إلى اختلاف أماكن تحصيل تلك الاشتراكات ما دفعنا لتوحيد جهة الدفع مع توفير ملايين الأبحاث العلمية للباحثين والطلاب على موقع المكتبة.

حضرت توقيع عقد مفاعل الضبعة النووي فما منافعهذا المفاعل؟

تشرفت ود. طارق بدعوة الرئيس لنا لحضور توقيع عقد هذا المفاعل والذي سيعود بمنافع عديدة على مصر، فلا يخفى على أحد أننانملك مخزوناً كبيراً من الغاز الطبيعى، لذا يمكن استخدام نصف إنتاجنا منه فى إنتاج الطاقة وتصديرالنصف الآخر لتوفيرالعملة الأجنبية،علما أن المفاعل لايقدم طاقة كهربائية فقط بل سيساهمفي مشروع تحلية مياه البحر ما يجعل من السهل التوسع فى مشروعات استصلاح الأراضى الصحراية وغيرها من المشروعات التنموية.

وماتقييمك للبحث العلمي فى مصر، وهل حصل على الدعم المادي الكافي من قبل الدولة؟

دعينا نتفق أن جزءا كبيرا من ميزانية البحث العلمي في مصر مهدرة بسبب سوء الإدارة وتعدد الأجهزة البحثية عديمة الفائدة، لذا أرى ضرورة توفير أجهزة بحثية مطابقة للمواصفات العلمية العالمية في مختلف الجامعات المصرية،الأمر الذى يوفر دخلا كبيرا لتلك الجامعات ويشجع الباحثين على استكمال أبحاثهم العلمية، وإعفاء المصانع التى تمول الأبحاث العلمية من نسبة الضرائب لدفع رجال الأعمال إلى الاعتماد على البحث العلمى أسوة بأمريكا والدول المتقدمة.

من وجهة نظرك هل شاركت المرأة في البحث العلمي بصورة مرضية؟

هناك إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تؤكد أن مشاركة النساء في البحث العلمي وصلتإلى أكثر من 40% مقابل 60% للرجال ما تعد نسبة جيدة، وأكثر المجالات البحثية التى تقبل عليها المرأة هى الإحياء والنبات والكيمياء.

ما أهم الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها؟

كرمت من جامعة القاهرة عام 1997 لإحرازى المركز الأول فى شعبة الفيزياء النووية، وحصلت على جائزة محمود مختار أول رئيس لقسم الفيزياء في مصر،وجائزة فاروق إسماعيل في الدكتوراه، وتكريم من نقابة المهن العلمية،وشهادتي تكريم من د. جابر نصار للنشر العلمي.

هل خطط وزارة التربية والتعليم في تطوير التعليم كافية لتخريج جيل جديد يشارك في تنمية مصر الحقيقية؟

أنا لا أتدخل في وضع خطط تطوير التعليم لأنها من اختصاص وزير التربية والتعليم، لكن دعيني أؤكد لك أن التعليم في مصر منظومة متكاملة وتطويرهايستلزمحل مشاكل كثيرة منها رفع كفاءة المدرس وزيادة عدد الفصول والارتقاء بالكتاب المدرسى، وأرى أن اللامركزية في التعليم هي الحل،لذا أدعو جميع رجال الأعمال بالاستثمار فى التعليم من خلال فتح مدارس وجامعات في مختلف محافظات مصر.

وكيف توفقين بين عملك ومسئولياتك كزوجه وأم؟

التوفيق بين عملي ومسئوليتى تجاه أسرتى كان أمرا صعبا لكن الحمد لله استطعت أن أعطى كل شىء حقه، وعندما كنت في أمريكا كان يعرض علي العمل بمبالغ طائلة، لكنني فضلت أن أمكث مع ابني في المنزل أربع سنوات كاملة لرعايته وزوجى، وأنا أرى أن المرأة مهما حققت من نجاحاتعلى المستوى العملى والعلمى لا ينبغى أن تنشغل عن دورها كأم وزوجة.

وماذا عن طقوسك في رمضان،وكيف تقضين أيام الشهر الفضيل؟

أنا لاأؤيد السهر على الإطلاق سواء في شهر رمضان أو غير ذلك من أوقات السنة، ومايفعله بعض الناس في الشهر الكريم من سهر طوال الليل أمام المسلسلات خطأ كبيراً لأنهم لايستطيعون الاستيقاظ في الصباح للذهاب إلى العمل، كما أرفض النوم طوال النهار وأفضل أن أصلي التراويح وأقرأ القرآن بدلا من إهدار الوقت أمام التلفزيون.

وكيف غرست فى ابنك حب العلم والفن معا؟

ابنى يدرس الهندسة ويحب النقد الفني إلى جانب دراستهللنظم السياسيةفكثيرا مايحدثني عن الماركسية الجديدة والقديمة والاشتراكية،كما يعشق التاريخ.

هل كل أبناء الجيل مثل ابنك أم أن التكنولوجيا والإنترنت أثرتا على الثقافة والاطلاع؟

هناك كثير من الشباب لايقرأون،لكن في المقابل أرى طلابا في كلية العلوم يقرأون للرفاعي والعقاد وكبار الأساتذة،لهذا لايمكننا أن نحكم على الجيل كله بهجر القراءة والاطلاع.

أرى مشغولات يدوية على جدران منزلك فهل هى من صنع يديك؟

أنا عاشقة للرسم، وفي صغرى كنت أرسم لوحات رائعة حتى ظن الجميع أنني سألتحق بكلية الفنون الجميلة، لكنني فاجأت الجميع والتحقت بكلية العلوم، وكل المشغولات التي أعلقها في بيتي من رسمي وتصميمى.

عملت في الولايات المتحدة ودرست في فرنسا وابنك يدرس في الخارج فهل تنوع الثقافات يجعلك تقبلين أن يتزوج ابنكمن أجنبية؟

أنا ضد اتجاه شباب الجيل الحالي وفكرتهم فى الزواج بأجنبيات لأنها فكرة غير جيدة، وأنا شخصيا أرفض أن يرتبط ابني بأجنبية، وأفضل الفتاة المصرية لأي شاب لأنها تفهم طباعنا وتقاليدنا وعادتنا وتعاليم ديننا سواء المسيحية أو الإسلام.

علمنا أنك مقتصدة وتكرهين التبذير والإسراف فما مدى صحة ذلك؟

أشجع المنتج المصري، وعلينا أن نشجع منتجات بلادنا حتى تستمر المصانع فى العمل ويحصل العاملون فيها على رواتبهم، هذا بالإضافة إلى أنها مضمونة نظرا لوجود رقابة عليها من قبل الأجهزة المعنية فى الدولة وجودتها أعلى من المنتجات الصينية، وأرى أن فكرة شراء المنتج المستورد غير صائبة على وجه الإطلاق نظرا لارتفاع سعر الدولار، وعلينا أن نبتعد جميعا عن السلع الاستفزازية لأنها تهدر ميزانية الأسرة،وأن نتبنى شعار"صنع في مصر" لأنني أنا كمواطن أول من سيستفيد منه.

أخيرا ما نصائحك لكل سيدة مصرية لديها طموح؟

حرصك على تنظيم وقتك وحسن استغلاله يساعدك على تطوير نفسهك ومهاراتك التى ترفع من شأنك فى مجال عملك،واحرصى على تخصيص وقت كاف لأسرتك لأن التوفيق بين عملك وأسرتك لا يتأتى إلا بالتخطيط والتنظيم، وأؤكد أن طموح المرأة ليس له حدود خاصة إذا دعمها زوجها.

    الاكثر قراءة