الأربعاء 29 مايو 2024

العراقى نبيل ياسين: «هناك انهيار كامل لمنظومة القيم بالدول العربية»

5-2-2017 | 19:19

 

استضاف المقهى الثقافى بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، الكاتب والشاعر العراقي نبيل ياسين، وأدار اللقاء الكاتبة والإعلامية هالة البدرى، وحضره عدد من المبدعين من بينهم الكاتب العراقي جبار ياسين، وألقى الشاعر نبيل ياسين خلال اللقاء عددًا من قصائده الشعرية على الجمهور الذى تفاعل معها بشكل كبير.

 

وتحدث «ياسين»، خلال اللقاء عن القومية العربية، معتقدًا أنها وحدها لا تكفى لأن تكون صفة للكتابة أو الفن، مشيرًا إلى أن القومية هى التراث الذى يحمله الشاعر، والروائى، والرسام، أو المبدع بشكل عام ليعيد صياغته فى قيم إنسانية عابرة للشعور القومي.

وأوضح، أنه يكتب الشعر باللغة العربية الفصحى، لكنه لا يعتبر اللغة إطارًا قوميًا بالمعنى السياسى، وليست هى الحل الوحيد للقومية، وإنما هى الإطار الذى يكون مشاعره وإحساسه، كما اعتبر أن اللغة ليست الحل الوحيد للقومية.

 

وانتقل الشاعر العراقى للحديث عن مفهوم المثقف، معتبرًا أن المثقف ليس هو ذلك الشخص الذى يكتب الشعر أو القصة أو الرواية، وليس هو الشخص الذى يقتصر نشاطه على تقديم منتج أدبى أو فنى، وإنما المثقف مشروع ورؤية حول التعددية والتسامح وكثير من المفاهيم فى المجتمع، والمثقف هو القادر على إنتاج أفكار ومنظومات فكرية وثقافية للمجتمع، مشيرًا إلى افتقارنا وجود المثقف إلا فى عدد محدود جدًا فى البلاد العربية، مؤكدًا أن هذا مرتبط بانهيار كامل لمنظومة القيم.

 

وأكد «ياسين»، حاجة البلاد العربية إلى أحزاب سياسية لا تتناحر مع الدولة، وإنما أن تكون فى حالة تكامل معها، مشيرًا إلى أن حالة التناحر هذه خلقت فجوة كبيرة، وأن المثقف لن يستطيع سد هذه الفجوة، لأن مشروع المثقف ليس واضحًا، كما أن الحكومات ليست واضحة، وبذلك لا نستطيع إقامة العلاقة بين المنظومة الثقافية والسياسية.

 

وأوضح نبيل ياسين، أن المشكلة التى تعانى منها البلاد العربية هى تعدد التوجهات الأيدلوجية، مشيرًا إلى أن النخبة الثقافية فترة الثلاثينيات والأربعينيات كانت أفضل مما نحن عليه الآن؛ نظرًا لاعتمادها على مناقشة المفاهيم الجديدة بالنسبة لحياتنا مثل سيادة القانون، والتعددية، ومفهوم الليبرالية، معتبرًا أن العصر العباسي كان يمارس ليبرالية أفضل من وقتنا الحالى، قائلا مقولته الشهيرة، ليبرالية التراث، أفضل من أصولية المعاصرة، مؤكدًا أن النخب الآن تنتمى إلى الأيدلوجية أكثر من انتمائها لروح المفاهيم، فى ظل غياب سلطة الرأى العام.