إبراهيم عبد الفتاح شاعر زاهد عن جوائز الدولة، كما كما أنه لا يكترث بأن يكون محط أنظار المؤسسة الثقافية، وخصوصًا في ظل غياب اتحاد الكتاب عن الدور المنوط به.
وأكد في حواره لـ«الهلال اليوم» ضعف الأغاني في الأعمال الدرامية الرمضانية، مشيرًا إلى الاستسهال والتلفيق في تترات الأعمال المقدمة، كما أكد في حواره على ضرورة إنشاء نقابة ترعى مصالح الأدباء في ظل غياب اتحاد الكتاب عن الدور المنوط به، ودار الحوار كالتالي:
للشاعر إبراهيم عبد الفتاح العديد من التجارب في كتابة الأغاني للأعمال الدرامية، في رأيك لماذا لم يعد هناك اهتمام بالأغنية في العمل الدرامي في السنوات الأخيرة؟
على العكس تمامًا، بل زاد الاعتماد على الأغاني، المشكلة فقط في سوء الاستخدام، فما تزال الأغنية قادرة على تمرير وبيع ورواج الفيلم والمسلسل والإعلان، لكن صناعها حددوها على صعيدَي الشكل والمضمون حتى صرنا كأنما نستمع لغنوة واحدة تغازل فئة واحدة وللأسف فقيرة المحتوي .
مع زيادة عدد المسلسلات الرمضانية، ما تقييمك لأغاني التترات المكتوبة للأعمال الرمضانية ؟
لم أستمع بالطبع لكل المعروض، لكن استوقفني كم التلفيق والاستسهال وللأسف من أسماء كبيرة بهذا المجال، لكن على كل حال فأغنية المسلسل لن تأتي بجديد طالما كان المحتوى الدرامي نفسه مكررًا أو مستنسخا من أعمال سابقة.
يرى الكثيرون أن بموت سيد حجاب والأبنودي حدثت أزمة أو فجوة في كتابة الأغنية، هل تتفق مع هذا الرأي ؟
بالضرورة هي خسارة فادحة وأضم إليهما أحمد فؤاد نجم على ندرة ما قدمه من تترات، لكن الأزمة لا تكمن في رحيلهم، فقد عايشوا بدايتها وتأثروا بها، فبعد انهيار صناعة الكاسيت لجأ صناع الأغاني إلي الأغنية الدرامية فأصابوها بفيروس قاتل ومعدٍ، فماذا ننتظر من كاتب أغانٍ لا يتمتع بأية مرجعية وغير قارئ حتى للشعر، للسوق قانونه الذي لا يعترف بالأفضلية ولا يحفل سوى بالمتاح.
كنت ضمن لجنة تحكيم جائزة فؤاد نجم لشعر العامية، فكيف ترى المسابقات الثقافية؟، وهل هناك معايير أخرى غير الشعر تحكم نتائجها؟
شيء جميل أن تكون للشعر جوائز، وجائزة نجم ما تزال وليدة وبالضرورة ستكون هناك توصيات من شأنها أن تحد من التهافت التي خلق زحامًا شديدًا أضر بالتجربة، هناك دور نشر أنشأت خصيصا للجائزة، وأغلب المعروض منها لا يرقى أن يكون شعرًا بالأساس، أضيف أيضًا أنه من الصعب أن تضبط اللجنة على ذائقة واحدة، وعن مشاركتي فقد حرصت فقط أن أنتصر للشعر بمعزل عن الأسماء اللامعة بالسوشيال ميديا.
ما تقييمك للتجارب الشاعرية الشابة؟ وهل تراهن على أسماء بعينها ؟
على الرغم من الزخم الذي تعج به ساحة العامية، إلا أنها تعاني من بعض مشكلات ليس آخرها تأثيرات السوشيال ميديا في بنية ومحتوى القصيدة ناهيك عن التماثل الملحوظ واختلاط الأنساب داخل القصيدة الواحدة، غير أنه لابد من الاعتراف بانزلاق العامية إلي ردة فنية تضرب أوصالها يعزيها البعض إلي الحراك الثوري ومعطيات الظرف التاريخي، هناك بعض أصوات استطاعت النجاة باشتباكها مع اللحظة الكونية التي نعيشها والاستفادة من المنجز الإنساني الراهن .
لماذا لم نرَ اسم إبراهيم عبد الفتاح ضمن الفائزين بجوائز الدولة ؟
بخصوص جوائز الدولة فأتمنى أن تخطئني دائمًا فلست من محاسيب المؤسسة الثقافية، كما أن الجائزة لا تشبهني، وأنا أتقي الشبهات.
وأتمنى أن تتبدل الشروط واللوائح بما يكفل الكرامة لبعض الذين لا يتوسلون أو يتسولون التكريمات، فليس من المعقول أن يتقدم الأديب بطلب فحواه "لو سمحتوا كرموني وامنحوني جائزة أو منحة تفرغ".
ما رأيك في ظاهرة الـ"بيست سيلر" أو الأكثر مبيعًا وهل تعد معيارًا لتقييم العمل الأدبي؟
هذه الظاهرة لا تزعجني، ففي أضعف الإيمان تحيل القارئ إلي المعروض من إصدارات أخرى، والقارئ المدرب لا ينخدع بحيل دور النشر ويستطيع الانتصار لذائقته .
قبل ذلك كانت فرص النشر محدودة، فهل ترى إتاحة فرص النشر أمام الجميع الآن شيئًا إيجابيًا، أم سلبيًا ويضر بالأدب؟
زيادة دور النشر ظاهرة صحية ومع الوقت ستفرز الذائقة الجمعية ما يليق بها، وكلما تقلصت الرقابة على النشر يكتسب الكاتب حرية تتيح له الاشتباك مع كافة القضايا دون التورط ومواجهات سياسية أو دينية .
هل تعاني قصيدة النثر من مظلومية ؟
لات تزال بعض المؤسسات الثقافية تنظر لقصيدة النثر على أنها كيان وافد بلا شرعية، وشأنها في ذلك شأن كل جديد مغامر يعمد لزلزلة الثوابت، لكنك تعلم أننا جميعًا نكتب دون انتظار صكوك اعتراف من أحد .
بعد تجاهل المؤسسات الحكومية للحالة الصحية للمثقفين، فهل ترى أن هناك ضرورة تأسيس جهة خاصة ترعى مصالح المبدعين مثل فكرة "نقابة الشعراء" ؟
نعم، نحن في حاجة ماسة لنقابة تحمي الأدب والأدباء في ظل غياب اتحاد الكتاب عن الدور المنوط به.