بقلم – حمدى رزق
شيك «الأسطورة» محمد رمضان (المليونى) المنشور على صفحات فيس بوك ويشير تشييرا، أسعدنى كثيراً، أشاع البهجة فى نفسى الحزينة، ربنا يكثر من أمثالك يا أبو على، الأسطورة نضج مجتمعياً، وصار نموذجاً ومثالاً للفنان الملتزم باستحقاقات أهله وناسه، بوركت يا جميل.
طوبى للخيّرين، رمضان ضرب مثلاً، للفقراء حق فى مال الأغنياء، ولا ينقص مال من صدقة، ويطهر أمواله، ربنا يخلف عليه، وأثمن شكر العلّامة الأزهرى الفقيه الدكتور أحمد كريمة صنيع رمضان دينياً، بارك عمله، وذب ذباب الإفك عن تبرعه، واستملح صنيعه، باعتباره قدوة للشباب من جمهوره، رسالته أن تبرعوا لمرضى السرطان.
رمضان ابن الـ٢٩ من مواليد ١٣ مايو ١٩٨٨، فنان مهموم بوطنه وحاسس بأهله وناسه، رمضان شاب طيب من بين الصلب والترائب، لم تغره الشهرة، ولم تسكره الجماهيرية، ولم تنسِه أنه شاب فقير فتح الله عليه من وسع، ومنّ عليه بموهبة جلبت عليه ما كان يحلم به وأكثر كثيراً، فلم يدِر ظهره لأهله، ولم يصعّر خده للناس، التفت إليهم، وشاطرهم الأفراح والأحزان، رمضان واحد مننا.
قبل صورة هذا الشيك المليونى، كانت صورته وسط جنود الصاعقة فى فطور رمضاني مع قادة وجنود الجيش المصرى تفرح القلب الحزين، فى الجيش المصرى لا فارق، الكل فى واحد، رمضان جندى مجند، لم يتهرب من ضريبة الدم، ولم يلُذ بشهرته، ولم يؤجل واجب الوطن إلى حين، ولم يلجأ مراوغا، بل سارع كشاب مصرى مخلص إلى تأدية الخدمة العسكرية، مجدداً رمضان نموذج ومثال.
أيضاً صورة محمد رمضان، الأسطورة، أثناء تواجده بإحدى المناطق العسكرية، لتقديم أوراق التحاقه بالجيش المصرى، صورة هى الأجمل للفنان الشاب، وتعليقه البليغ على الصورة: «بإذن الله العريش»، مفتتح جديد لصفحة جديدة للفنان فى حب الوطن، وتعليق مفعم بالوطنية والفداء.
ساعتها دخل قلبى سريعاً، وسكن قلبى مع صورته مجنداً فى الصاعقة، وأكمل مشواره إلى القلوب بتبرعه المليونى، رمضان تغير كثيراً، وماضٍ فى رسم صورة للفنان الملتزم وطنياً، ومجتمعياً، ودع أيام المراهقة الفنية، والتصرفات الصبيانية، بلغ الرشد الفنى، صار صاحب رسالة مجتمعية تمثلت فى «حرب الإدمان» التى شارك فيها بقلبه وجهده، ووقته الذى يثمن بالملايين.
لا أخفيكم سراً، سابقاً وبكلمات قاسية، حططت عليه، استنكفت صورة رمضان مع سيارتيه الفارهتين، رأيتها بعين حزينة، كونها تثير الحقد والحسد فى نفوس الشباب، وتصنفه بـ «محدث نعمة»، أثبت رمضان أنه بالنعمة شاكر.
وكرهت صورته يحمل سكيناً يذبح عجلين فى عيد الأضحى، صورة دامية تناسب الأسطورة فنياً ولكنها منكورة مجتمعياً، ونصحته مراراً بالاعتدال، وخشيت من حجم تأثير فجاجته فى صورة خاصة في فيديو ينتهى بخزينة الفلوس، خشيت على قطاع من الفتيان الذين يرون فيه أسطورة حياتية من فكرة الثراء الفاحش.. نموذجاً ومثالاً!
ومثلى كثير من الحادبين على موهبة هذا الشاب وتعلق الشباب بظهوره، وكتبوا رفضا لنموذج «رفاعى الدسوقى» الذى جسده رمضان فى مسلسل رمضان الماضى، نموذج دموى رهيب مخيف عنيف قاتل، للأسف يجرى تمثيل بعض من وقائعه فى الكفور والنجوع والقرى والمناطق العشوائية، كوكتيل من الانتقام والثأرية والخروج على القانون وتسييد قانون الغاب، كل هذا وأكثر يتحمل نصيبا منه محمد رمضان الذى صار بطلاً فى نظر المتهوسين بالأبطال الجدد.
يكفر عن صورته السابقة، بصورة لاحقة، هى الأجمل، ها هو رمضان الجديد بعد فورة النجومية، قادم بذكاء لتغيير الصورة الوحشية (الوحشة) بالكلية، يرسم صورة جديدة تماماً، صورة رائعة فيها الكثير من النبل والفداء، رمضان لم يتهرب من أداء الواجب الوطنى، ولم يطلب التأجيل، ولم يتأخر عن نداء الوطن، ولبى النداء على وقته، ويفخر بالانتماء لجيش وطنه، وجوده بين جنود الوطن فخر عظيم.
رمضان يبدى شجاعة «بإذن الله العريش» لله درك يافنان، ولماذا العريش، لأنها قبلة الشهادة وموئل الأبطال، رمضان يعبر بلسان كل الشباب المصريين، والأنظار كلها مركزة هناك على بطولات الأبطال، وكل القلوب تهفو إلى الشهادة على الحدود، مثل رمضان كثير من الشباب الشرفاء يبتغونها نصرا أو شهادة.
وأعلم علم اليقين أن جنودا من شبابنا فى مختلف الوحدات فى كافة المناطق العسكرية يتحرقون شوقا للقتال فى سيناء، وكم من طلبات مكتوبة وشفاهية أمام قادة المناطق والوحدات من جنود أبطال يطلبون الذهاب إلى العريش، وكم من مصابين وجرحى سقطوا فى معركة التحرير فى سيناء، ما إن يفيقوا من الألم ويشدوا الحيل، ألا ويطلبوا العودة إلى جبهة القتال، بارك الله فى الشباب.
صورة رمضان فى منطقة التجنيد والفرحة والفخر على وجهه، لا أعتبرها نوعا من المباهاة، ولتكن، ولا يخامرنى شك فى صدقها، وتعليقه «بإذن الله العريش» هو الأروع فى كل مقولاته، رمضان يتمناها خدمة وطنية فى العريش، الحدود صارت قبلة الأبطال، وفيها تتجلى أروع الأمثلة من البطولات، تنصهر فيها مكونات هذا الوطن الغالى، مسلم مسيحى فقير ثرى، حتى أبناء القادة مكانهم فى مقدمة الصفوف، فى الحرب المقدسة لا استثناء، والشهادة تتوزع كالنصيب بين أبناء الوطن الغالى.
من حق الأسطورة علينا أن نثمن صنيعه، ونحتفى بصورته الجديدة جنديا ضمن وحوش الصاعقة، وتبرعه المليوني، وكما كرهنا منه العنف وإعلان الثراء، نستحب منه الواجب والإيثار، رمضان ومثله من الفنانين الشباب فى رقبتهم واجب قيادة شباب الوطن إلى طريق التضحية والفداء، رمضان يكفر بصورته الأخيرة الجميلة عن صوره الكريهة السابقة، شكرًا يا فنان.. أراك بطلا فى العريش بإذن الله.