بقلم – أشرف الجداوى
ذكرتنى تصريحات وزير السياحة الفندقى يحيى راشد فى مستعرض تصريحاته ردا على منتقديه من خبراء الصنعة وملاك القرى السياحية، التى شاخت قبل الأوان وصارت كالأفيال البيضاء فى صحراء مصر المترامية الأطراف بست سنوات عجاف أكلت الأخضر واليابس من حقول السياحة المصرية، التى كانت قد أثمرت وأنتجت حصادها قبيل أحداث يناير ٢٠١١، وتوالت الخطوب والأزمات عليها تارة بسبب التقلبات السياسية التى مرت بها البلاد وتارة أخرى بيد خبراء الصنعة وملاك القرى السياحية والفنادق ووزير يأتى وآخر يرحل دون أسباب منطقية لا لشيء سوى أن الخبراء والفنيين من أبناء القطاع يرون بنظرة ضيقة ومحدودة أن هذا الوزير لا يصلح والآخر ثقيل الظل وهلم جرا .........
وتناسى هؤلاء الخبراء الهم الأكبر والمصيبة الجاثمة على صناعة السياحة بعد أن اتفقت الدول الكبرى المصدرة للحركة السياحية بليل على حظر الحركة الوافدة إلينا إمعانا فى حبك المؤامرة على مصر المحروسة .. ولم يسعوا بجد وهم لإنقاذ السياحة «أكل عيشهم» أولا بل ذهب كل منهم يغنى على ليلاه عله يصبه الدور و»يستوزر» فى زمن السيولة التى عاشتها الدولة المصرية فترة من الفترات.
ومنهم آخرون تمترسوا على شبكة «الفيس بوك» الا لعنة الله عليها وعلى مخترعيها مجاهدين متألفين فى كونتات لا هى حزبية ولا شرقية ولا غربية؛ ولكن حباً فى الزعامة والظهور الفضائى «نسبة للفضائيات « والورقى مهمتهم الأولى والأخيرة تثبيط الهمم وهدم أية أفكار جيدة تصب فى مصلحة السياحة المصرية باعتبارهم أمناء تلك الصناعة ولا صوت يعلو فوق أصواتهم ...!
وصبرنا وتحملنا وتجملنا هذا العراك الوهمى و»الخرط الفاضى» كما يقول أهل الشام من هؤلاء الخبراء لعلهم يرجعون إلى رشدهم ويتعقلون ويفهمون أن السياحة المصرية بحاجة إلى الاتفاق والتعاون والتكامل لوضع خطة ومنظومة للنهوض بالقطاع السياحى والسعى على مختلف الأصعدة الخارجية لتحسين صورة مصر التى شوهت بيد ابنائها قبل يد منافسيها .. ولكن لا حياة لمن تنادى، ولعل أقرب مثال إلى ذهنى اليوم محاولات أمين عام منظمة السياحة العالمية د.طالب رفاعى الأردنى الجنسية «المصرى الهوى» أن يرفع اسم مصر والسياحة المصرية ويسعى حثيثا فى كافة المناسبات الدولية والعالمية لتحفيز الدول المصدرة للحركة السياحية إلى مصر؛ ولكن يصدم الرجل كل مرة بحالة التشرذم واللاتفاق واللاتكامل بين خبراء الصنعة والحكومة ممثلة فى وزير السياحة وعدم الفهم للرسائل التى يرسلها لهم بين حين وآخر...
ولمن لا يعرف وللأمانة، فإن تصريحات هذا الأمين الرائعة فى مناسبات عدة دولية «حول سياحة مصر» وأهمية هذا البلد الأسطورى من حيث التاريخ التليد والموقع الجعرافى لم تستغل للأسف من جانبنا وجانب المؤسسة المعنية بتنشيط السياحة المصرية ولا هيئة الاستعلامات ولم تسعَ جمعية واحدة من جمعيات المستثمرين ورجال الأعمال فى قطاع السياحة المصرية بمحاولة واحدة لاستغلال هذه التصريحات لسكرتير عام منظمة السياحة العالمية فى أى شكل من أشكال الدعاية والإعلان، والإعلام والترويج والتسويق للسياحة المصرية ولدينا خبراء متميزون فى مثل تلك الأنشطة .. ولكن بكل أسف كل ما يعنيهم هو مهاجمة وانتقاد كل وزير يأتى للسياحة على اعتبار أن نقد الحكومة فرض عين....إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.
ونعود مرة أخرى إلى المربع صفر... بكاء وعويل ولطم على الخدود على الدجاجة التى كانت تبيض الذهب، هل يفهم خبراء السياحة المصرية ثقافة الاختلاف كما يعتقد الوزير يحيى راشد ..!