السبت 30 نوفمبر 2024

لماذا يخاصم وزير التعليم وزارة التعليم؟!

  • 21-6-2017 | 13:30

طباعة

بقلم –  إيمان رسلان

قبل أكثر من شهر مضى ترددت أكثر من مرة على وزارة التربية والتعليم ليس فقط بحكم التخصص بالكتابة الشأن التعليمى التعليم، ولكن أيضا للاستفسار عن بعض المعلومات والأشياء التى أجد أحيانا صعوبة فى فهم المغزى منها، مثل التعيينات والترقيات التى تتم أو المعايير أوغيرها، لأنه فى الحقيقة بعض منها فى الفترة الأخيرة سبب لى الحيرة ولم أفهم المغزى منه. 

 

وفى كل مرة ذهبت فيها عرفت من غير ان اسال أو حتى افكر فى السؤال أن الوزير غير موجود فى مكتبه بالوزارة طبعا هذا مفهوم وطبيعى لأنه بالتأكيد لديه مسئوليات جسام فى شرح خطة تطوير التعليم المصرى على مختلف جهات الدولة وفى الإعلام وغيره، خاصة أن الوزير يمتلك رأيا دائما يصرح به حول التعليم المبهج والممتع.

وتمنيت فى أكثر من زيارة أن تشاء الصدف للعلى القدير وأتقابل مع الوزير، حتى ولو صدفة على باب أسانسير الوزارة فى هذا القصر الأثرى الجميل القابع فى منطقة وسطى بين شارع القصر العينى وإسماعيل أباظة، ويحده من الشمال والجنوب أعرق المبانى التاريخية لمقار الحكومات المصرية على مدار تاريخها الحديث، وكذلك مبنى البرلمان، ذاك التحفة المعمارية.

نعم أصبحت الشوارع المحيطة بتلك المنطقة التى ترعرت فيها من الولادة، وحتى عملى الآن تعج بمظاهر العشوائية والباعة الجائلين وغيرها من مشاهد القبح التى أخشى أن نقول إننا أدمنا هذا القبح والعشوائية وأكوام الزبالة التى تكاد تغطى حتى رصيف بيت ومدفن خالد الذكر سعد باشا زغلول صاحب المقولة الخالدة «مافيش فايدة».

المهم تكرر ذهابى للوزارة خلال الشهور الماضية ولم يسعدنى القدر بلقاء الوزير ولو حتى صدفة. واسترعى انتباهى ذلك فقررت والعياذ بالله أن أسأل هو الوزير دايما مشغول كده وفى لجان ولجان منبثقة وأشفقت عليه جدا بالتأكيد. 

ولكن علمت من أولاد الحلال وهم كثر أعرفهم بالوزارة ومن ولاد الحتة والمنطقة ويثقون فى، وأنى خير من أكتم السر ولا أذكر مصادرى أبدا أن الوزير لا يذهب للوزارة وأنه نقل عنوان الإقامة الوزارية إلى مبنى آخر بتبع الوزارة فى منطقة الزمالك العريقة الشيك والتى تسكنها الارستقراطية المصرية وأن هذا المبنى الحكومى الذى يتبع صندوق تطوير التعليم يقع أيضا بالقرب من منطقة النوادى بالزمالك، يعنى يحده من الشمال والجنوب والشرق والغرب نادى الجزيرة والنادى الأهلى وما بينهما من برج القاهرة والأوتيلات فئة الخمس نجوم ويتوسط المنطقة التى لم تصلها العشوائية بعد نهر النيل. 

وللحقيقة فكرت أن أذهب إلى سيادته هناك فى هذا المبنى الذى تغير مسماه عدة مرات خلال السنوات الماضية من إدارة تعليمية إلى الأبنية التعليمية إلى مقر الصندوق مؤخرا، خاصة أننى أعرف المنطقة جيدا منذ كنت طفلة، أذهب إلى النادى هناك سيرًا على الأقدام من أمام وزارة التربية والتعليم، حيث سكن الأسرة ومايزال إلى النادى، بل الأكثر من ذلك مازلت أحتفظ بعلاقات مع المحال المختلفة فى منطقة الزمالك الأرستقراطية. 

ولكن لظروف كثيرة منها صعوبة إيجاد ركنة للتوك توك الذى أنوى أن أشتريه فى المرحلة القادمة بعد حصولى على العلاوة المتأخرة منذ أكثر من سنة، وعلمى أن منطقة الزمالك الأرستقراطية غير مصرح فيها بسير التوكتوك أجلت قرار الزيارة ولم يسعفنى الوقت لزيارة الوزير فى الزمالك ثم جاء الشهر الكريم رمضان وأنا أفضل دايما الاعتكاف فيه؛ تفرغا لأعمال المسلسلات وبرامج الطبخ، وكذلك برامج الألغاز أو التى تدعى الفكاهة وتصرف جوايز كثير للضيوف على أمل أن يتم دعوتى لأى منها، ولكن لأن المنحوس منحوس دايما وجدت أن وزارة التعليم دخلت أيضا على خط الفكاهة والألغاز، ووضعت أسئلة فى امتحان اللغة الإنجليزية لها علاقة بكسب المليون وكم عينا وكم شخصا وحاجات عجيبة كده فى الشهر الكريم ممكن تبطل التعليم كله وسنينه وليس فقط التعليم اللذيذ الممتع، قلت أخطف رجلى إلى الزمالك المنطقة وليس النادى باعتبار أن النادى دلوقتى من مبطلات الصيام والحمد لله أن المقر البديل للوزارة أمام النادى الأهلى بطل مصر والسودان أن أمكنا. 

وجدت المقر البديل مغلقا وعرفت من أهل المنطقة أن الوزير متغيب من أسبوع كده، لأنه ليس هناك سر فى حياة المصريين، لأن الوزير بيحضر بسيارة وحراسة لم تصل إلى مصاف التشريفة، وبالتالى الجميع يعرف أنه حضر أو غاب معاليه عن الحضور. 

المهم قلت معلش أروح برضه منطقتى ومقر الوزارة يمكن أصادف بشرى سعيدة، وذهبت وعرفت من كل أهل المنطقة أهلى وعزوتى أن الوزير بييجى الوزارة من أول يوم امتحانات الثانوية العامة التى بدأت الأسبوع قبل الماضى، وعرفت كمان أن ذلك لكى يتابع أعمال غرفة العمليات اليومية لأعمال الحرب الثانوية التى يطلق عليها الآن الثانوية العامة، ولكى يتابع بنفسه تطبيق نظام البوكليت، خاصة أنه وصفه بأنه نظام عبيط كما نقل لى زملائى، المهم وصلت للوزارة ولكن كان مدفع الإفطار قرب، فقررت التأجيل لمرة أخرى خاصة أن نفسيتى تأثرت جدا من تزايد أعداد الانهيار أمام اللجان، والتى وصلت ببعض طلابنا إلى الانتحار بسبب أم المعارك الثانوية العامة سابقا، والتى تحولت إلى حالة اكتئاب قومى، بدلا من التعليم اللذيذ المبهج بفضل عبقرية أسئلة الامتحانات. 

 ولكن يظل السؤال الذى يشغلنى هل سأذهب وأجد الوزير فى مقر الوزارة كما اعتدت طوال ٣٠عاما مضت، أم ستضيع وقتى فى المشاوير وأجد أن الوزير عاد إلى المقر البديل فى الزمالك بعد الامتحانات، ولماذا لا يجلس ويستقر فى مقر وزارة التربية والتعليم التى لم يغادرها أى من وزراء التعليم السابقين، حتى فى أحلك الظروف التى مرت بها الوزارة، أى الوطن ولماذا أصلا المقر البديل وهو ليس محطة المطار السرى مثلا مثل المطبعة السرية يعرفها الجميع.

وأتمنى مع قرب ليلة القدر فى هذا الشهر الكريم أن يثبت أقدام وزير التربية والتعليم فى المقر الرسمى للوزارة الكائن بمنطقة الوزارات بشارع إسماعيل أباظة، حتى أتمكن ويسمح لى الزمن يا جميل بمقابلة الوزير ولو صدفة فى مقر الوزارة وأعرف كده أسأل أسئلة وليست ألغازا، وكل سنة ووزارة التعليم بخير قبل أن تتحول إلى وزارة التعليم اللذيذ الحبوب على شط النيل

 

    الاكثر قراءة