الإثنين 27 مايو 2024

مكرم محمد أحمد يكشف عن أعداء الوطن : الإرهاب - قطر - تركيا العدو الأول والأصيل لمصر

21-6-2017 | 14:38

حوار أجرته: أمانى عبد الحميد

عدسة: إبراهيم بشير

قولا واحداً يرى الاستاذ مكرم محمد أحمد المفكر والكاتب الكبير ورئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أن الخطر الأكبر والأخطر والأصيل على مصر الآن تركيا وقطر والإرهاب وجماعة الاخوان.

فهم من يريدون طعن مصر من كل الجهات. لا ينكر مكرم أن اسرائيل كانت وستظل العدو لكن فى الوضع الراهن لا يظن أنه العدو الأخطر.

قطر كما يقول -المفكر الكبير- تمول الإرهاب وتسلح كافة التنظيمات من «داعش والقاعدة من جبهة النصرة،حماس، تختار قطاع غزة لتطعن خاصرة مصر من الشرق، وليبيا لتطعن خاصرة مصر الغربية، وتستخدم كل الإمكانيات اللوجيستية لهذا الغرض ، تركيا تقوم بنفس الدور القطرى الداعم للإرهاب وتعطى ملاذا آمنا لقيادات الإخوان ، ولولا فتح حدودها مع سوريا لم يكن ليدخلها عشرات الآلاف من الغرب ذوو الأصول الإسلامية ولم تكن الحرب تشتعل.

بسبب هذه الرؤية وحماية لأمن مصر يطالب الأستاذ مكرم محمد أحمد الرئيس عبد الفتاح السيسى بسرعة التحرك والمطالبة بأن تمتد المقاطعة العربية من قطر لتشمل شريكتها تركيا، فلا صوت يعلو اليوم على صوت محاربة الإرهاب وكل من يدعمه أو يسانده حتى توارت إسرائيل،العدو القديم ،خلف الصورة الضبابية التى خلقتها الأوضاع القلقة التى تعيشها المنطقة العربية وبعدما أصبح الأمن القومى مهددا من أعداء جدد يحيطون القطر المصرى من كل صوب .

فى البداية سألت الاستاذ.. فى ظل الصراعات التى تعيشها منطقة الشرق الأوسط ، هل توارت إسرائيل كعدو أول لمصر وأصبح هناك أعداء جدد يمثلون تهديدا حقيقيا لم يكن معلوما من قبل؟

العدو الأول لمصر فى هذه الفترة هو الإرهاب، يمثل تهديدا وجوديا لمصر، يحاول تقويض أركان الدولة المصرية ويحاول إعاقة خطط تنميتها ،لذا فهو خطير جدا،وخطورته تكمن أيضا فى اعتماده على قوى خارجية وأخرى داخلية،قطر كانت هى القوة الداعمة أو اللاعب الأساسى من خلال تمويل الإرهاب وتسليح الإرهابيين وتدريبهم،وتكشف أنها كانت تقوم بتسليح كافة التنظيمات، داعش،القاعدة، جبهة النصرة، حماس، وتختار أماكن صعبة لتطعن مصر مثل قطاع غزة لتطعن خاصرة مصر من الشرق،وليبيا لتطعن خاصرة مصر الغربية، استهدافها لمصر واضح وصريح وتستخدم كل الإمكانيات اللوجيستية لهذا الغرض لدرجة أنها كانت تستخدم طائرتها فى حمل الأسلحة إلى مراكز التدريب،ومن المضحك أن ترفض قطر الاعتراف بهذا الدور فى وقت يخرج علينا الرئيس الأمريكى ترامب ليؤكد أنها المساند التاريخى لدعم الإرهاب، كذلك المملكة العربية السعودية قامت باتهامها بشكل واضح بأنها وراء محاولات شق السعودية من الداخل وانها من تمول القاعدة ووراء كثير من المشكلات التى شهدتها منطقة القطيف،أيضا البحرين اتهمتها بأنها شجعت الجماعات الشيعية داخلها والمرتبطة بإيران، حتى العراق اتهمتها بأنها قدمت مشروعا يهدف الى تقسيم العراق بحيث يكون هناك مفوضية لحكم السنة وأخرى للشيعة وثالثة لحكم الأكراد، لكن مصر كانت بالنسبة لها هى الهدف الأكبر، كانت تلعب فى تخريب العالم العربى وتقسيم وحدته وتغذية الفتن والصراعات داخله ،هى دولة لديها إمكانيات مادية ضخمة تعوضها عن صغر حجمها وكانت تتصور أنها يمكن لها أن تلعب دورا كبيرا ومؤثرا فى العالم العربي،كانت تحلم أن تنجح ثورات الربيع العربى فى أن تحمل جماعة الإخوان إلى حكم عدد من الدول العربية وبالتالى تحالفها مع الإخوان كان التحالف الاستراتيجى الموجود.

بعد المقاطعة العربية وهل ستتراجع قطر عن موقفها الداعم للإرهاب؟

لا يبدو أن هناك أفقا لذلك، قطر لا تريد أن تعترف بأنها تمارس دورا فى دعم الإرهاب أو حتى أن تقر بأنها سوف تراجع سياساتها،بل تصر على العناد رغم أن كافة الأطراف وفى مقدمتها واشنطن طالبتها بتصحيح مسارها،وقف التمويل أو التدريب أو إيواء الإرهابيين،والغريب أن الحليف الأكبر كانت هى تركيا وتساند خطواتها فى كل مكان علاوة على علاقاتها الأيديولوجية التى تربطها بجماعة الإخوان، والتى تعتبرها مصر والسعودية والإمارات منظمة إرهابية نتيجة جرائمها التى تمارسها ونتيجة دورها التاريخى كعباءة خرجت منها كل جماعات العنف فى المنطقة،علاوة على عدم التزامها باتفاقية الرياض التى تم توقيعها فى ٢٠١٣ وظلت بعدها تراوغ حتى فقدت السعودية ومصر ثقتها فى السلطة الحاكمة بالدوحة،

هل تمثل تركيا عدوا مباشرا لمصر على اعتبار أنها تقوم بنفس الدور الداعم للإرهاب ؟

تركيا تقوم بنفس الدور الداعم للإرهاب الذى تقوم به قطر بل هى تؤوى وتعطى ملاذا آمنا لقيادات جماعة الإخوان بل إنها جعلت من أرضها مقرا لأجهزة الجماعة الإعلامية ،ولولا قيام تركيا بفتح حدودها مع سوريا لم يكن ليدخلها عشرات الآلاف من القادمين من الغرب ذى الأصول الإسلامية ولم تكن الحرب لتشتعل هناك أو تتمكن داعش من التوسع لتحتل ربع سوريا وثلث العراق ابتداءا من الرمادى حتى الموصل وتختار الرقة لتكون عاصمة لدولة الخلافة الإسلامية ،الغريب أن تركيا تحاول اليوم القيام بعملية تمويه على دورها الأصيل فى دعم الإرهاب بأن تلعب دور الوسيط حيث وافق البرلمانى التركى على إرسال قوات عسكرية إلى قطر لحمايتها بالرغم من وجود أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى الشرق الأوسط وتحوى ما يزيد على عشرة آلاف جندى أمريكى على أرض قطر،وبالرغم أيضا من عدم وجود أية مؤشرات تدل على رغبة دول المقاطعة العربية أن تقوم بعمل عسكرى ضد قطر،لذا فإن كان الإرهاب هو العدو الأول والأصيل لمصر فإن قطر وتركيا بدورهما الداعم والممول للإرهاب وارتباطهما بجماعة الإخوان الإرهابية تحولا إلى أعداء لمصر أيضا،

هل نتوقع أن تتعلم تركيا من درس المقاطعة العربية لقطر وتتراجع عن موقفها؟ أم ستمتد المقاطعة العربية لتشملها؟

من الواضح جدا أن تركيا لم تتعلم من الدرس القطري، هى أعلنت بشكل كاشف أنها أرسلت ثلاثة آلاف جندى تركى الى قطر لحماية «تميم» والأسرة المالكة هناك،رغم أن دولا خليجية لا تريد تغيير النظام السياسى فى قطر حتى لا يمتد الأمر إليهم،كل ما يريدونه هو أن تقوم قطر بتغيير سياساتها فقط،وحتى تمتد المقاطعة العربية لتشمل تركيا يتطلب ذلك من مصر أن تتحرك بشكل أسرع لأن تركيا كانت تقدم نفسها لدول الخليج على أنها بديل مصر،وأنها ستحقق الأمن العربى فى غيبة مصر نتيجة انشغالها فى الشأن الداخلى ومشكلاتها ،واليوم نسمع أصواتا كثيرة تطالب بمقاطعة تركيا بما أنها تشارك قطر فى دعمها للإرهاب،

هل من الممكن أن تتخلى تركيا عن قطر والإخوان فى سبيل مصلحتها؟

أردوغان من الممكن أن يبيع أهله ،لكن لا ننسى أن أردوغان يحكمه حزب سياسى من الممكن أن يتمرد عليه أو ينشق عنه،كما أن تركيا دولة إقليمية كبيرة وبالتالى فإن أية قرارات بالمقاطعة ستكون مدوية وذات تأثير قوى.

يبدو أن الإرهاب فى سيناء لن يتوقف فى ظل استمرار الدعم القطرى – التركى له؟

بالرغم من أن خطورة الإرهاب فى سيناء كانت نتيجة قدرته على تحقيق أهدافه هناك خاصة وأن معظم أفراده قدموا من محافظات مصر ،الشرقية ،كفر الشيخ،البحيرة،وغيرها منهم من هو منتم لجماعة الإخوان أو أصحاب أفكار متطرفة أخرى،إلا أن الوضع الأمنى هناك أصبح فى تحسن نتيجة اتحاد القبائل السيناوية،حيث كانت كل قبيلة تدافع عن زمامها فقط أما اليوم بعد الاتحاد أصبح مطاردة الإرهابيين أكثر سهولة بين أراضى القبائل ،صحيح أن الإرهاب قتل ما يقرب من ٣٠ شيخا لكنهم أيقنوا أن المقوم الأساسى فى تنمية سيناء هو القضاء على الإرهاب ،وبالتالى تغير مسرح الأحداث هناك مما دفع كثيرا من الإرهابيين إلى الهروب بعيدا عن سيناء،وتوقفت عمليات اقتحام نقاط التفتيش الأمنية لم تعد هجمات الإرهاب ذات تأثير،

هل العمليات الإرهابية انتقلت من سيناء إلى الغرب نتيجة التضييق الأمنى؟

الجهات الأمنية تؤكد ذلك،العمليات الإرهابية داخل القاهرة تأتى نتيجة إخفاقهم فى سيناء،بل وتؤدى إلى تزايد مخاطر قيام قطر بتنشيط أحد أذرعها أو جماعاتها لتقوم بعمليات انتقامية بسبب المقاطعة العربية،مما أدى إلى تعقيد الموقف الأمنى أكثر فى مصر بالرغم من حالة التكثيف الأمنى بالشارع الأمني،وأعتقد أن مصر تعيش أياما عصيبة وبالغة القسوة نتيجة لذلك،

ما مدى قوة الخطر القادم من الغرب، ليبيا، خاصة بعد حادثة المنيا؟

الوضع عند حدود ليبيا الشرقية أو الحدود بين مصر وليبيا أفضل كثيرا من الوضع فى المنطقة الغربية لليبيا، حيث كانت قوات «حفتر» تسيطر تماما على تلك المنطقة الشرقية بمساندة مصر، الخطر كله قادم من الغرب،الزنتان،مصراته، طرابلس، درنه، الغريب أيضا أن الوضع ازداد تعقيدا بانحصار وجود داعش فى سوريا مما تسبب فى رحيلهم إلى هناك خاصة وأن أغلبهم من أصول تونسية ،ومصر تحاول أن توقظ همم تونس والجزائر لتنضم إلى حربها مع الإرهاب ولكى ينتبهوا إلى خطورة الوضع الراهن فى ليبيا، خاصة مع عدم وجود معارضة دولية للدور المصرى فى ليبيا وهو دليل على مدى خطورة الوضع هناك وضرورة عودة حالة الاستقرار هناك والقضاء على بؤر الإرهاب حتى لا تمتد إلى دول الجوار، وبالتالى ما تفعله مصر من القيام بضربات عسكرية جوية ضد مواقع ليبية هو أمر له تبريره نتيجة أن ما يحدث فى ليبيا يمثل خطرا كبيرا على أمنها القومي، والجديد أن عمليات القصف المصرى أدت إلى خلق أمل بأن الدولة الليبية من الممكن أن تقوم مرة أخرى، صحيح أن الطريق لايزال طويلا لكن هناك أملا.

هل جنوب مصر آمن من الإرهاب؟

لا نستطيع أن نقول إن الجنوب آمن، سياسات البشير لاتزال تحركها مصالحه، مرة يرفض استراد الخضار والفاكهة من مصر بدعوة أن الرى يتم بمياه المجاري، وتارة بأن مصر طرف فى الصراع بدارفور، بالرغم أن مصر ليست لها أية مصالح فى هذا الصراع، من المؤكد أن مصر ليست طرفا فى أى صراع عسكرى ضد السودان، بل على العكس تقوم مصر بمد أيادى الصبر إلى السودان، واليوم سفراء مصر والسعودية والإمارات طالبوا من الخرطوم تحديد موقفها بشكل واضح من قطر وهذا دليل على أن موقف السودان لايزال مغلفا بالضباب وتحوطه نوايا وحسابات البشير الخاصة، ويظل السودان داخل منطقة رمادية لا نعرف إذا كان مع مصر أو ضدها.

هل لا تزال إيران تمثل العدو الإقليمى لمصر؟

ايران تستفيد مما يحدث فى الدول العربية، لها سيطرة نسبية على القرار فى كل من اليمن، لبنان، العراق، سوريا، وبالتالى نفوذها يتوسع على حساب النفوذ العربي، وبالرغم من الشقاق الواقع بين جبهة روحانى وجبهة خامنئى إلا أن ذلك لن يعوق الوجه الفارسى لإيران الذى يسعى لبسط نفوذه على المنطقة العربية وعلى حساب الأمن العربى الخليجي، علاوة على أن طموحاتها قد تؤدى إلى إثارة الفتن بين السنة والشيعة، ونراها اليوم تسيطر على ميليشيات الحشد الشعبى فى العراق بشكل أكبر من سيطرة العبادى عليها.

سنوات طويلة وإسرائيل تمثل العدو الأصلى لمصر، هل تغير هذا الوضع؟

إسرائيل تربطنا بها معاهدة سلام، ويبدو أن مصر وإسرائيل حريصتان على استمرارها، ويبدو أن السلطة الفلسطينية ومنظمة حماس غير متضررة من استقرار العلاقات الثنائية تلك، بل على العكس هما تعولان كثيرا عليها عندما تقع أزمة بين السلطة الوطنية أو حماس وبين إسرائيل، ولا أظن هناك تطور ضخم فى العلاقات مع إسرائيل، خاصة وأن تغاضت عن تواجد قوات الجيش المصرى بحجم كبير فى سيناء لمحاربة داعش وهو الأمر الذى يصب فى صالحها أيضا، وبالرغم من حالة الاستقرار لا ننس أبدا أن إسرائيل تعتبر مصر دوما خصما لها، لذا نظريا تعتبر إسرائيل أهم أعداء مصر لكن عمليا وعلى الأرض الواقع اليوم لا أعتقد أنها عدو مصر إلا فى ظل الظروف الراهنة.

هل تمثل حماس عدوا لمصر ؟

حماس تتقدم خطوة ثم تتراجع خطوة أخرى، تعد بأشياء لا تفى بها، لاتزال الأنفاق تجد طريقها إلى سيناء، وعندما كان وفد حماس فى القاهرة تم العثور على أنفاق حدودية جديدة بما يؤكد أن نهجها لا يختلف كثيرا عن نهج جماعة الإخوان، نهج نفعى وتلعب على كل الحبال، وتعرف أيضا مدى احتياجها لمصرلذا يظل ما فى القلب فى القلب، بالرغم أن حماس أعلنت أنها تختلف بشكل أساسى مع جماعة الإخوان إلا أنها تتعامل مع مصر بشكل عملى طبقا لمصالحها.

بالنسبة للجبهة الداخلية، هل هناك عدو خفى داخل مصر متربص بها؟

من المؤكد أن جماعة الاخوان لا تزال لها وجود فى مصر بالرغم ما تم من محاكمات لرموزها واعتقالات لعدد من أعضائها، وإن كانت الاعتقالات ليس كما كان أيام عبد الناصر، كذلك الوجود الشرطى الأمنى فى الشارع حد من نشاطهم الى حد كبير، ومن المؤكد أن الشرطة المصرية تتحمل ثمنا غاليا نتيجة محاربة الإرهاب، وهو ما يؤكد أيضا أن مصر هى الدولة الوحيدة التى تحارب الإرهاب وتدفع ثمن ذلك غاليا، ومع ذلك فإن مطالبة السيسى بمعاقبة كل دولة تساند الإرهاب أو تدعمه وأو توفر ملاذا آمنا للإرهابيين يعتبر نهج مؤثر، ويقوم بالضغط على الأمم المتحدة وأمريكا، خاصة وأن يد الإرهاب طالت كل مكان فى العالم، وبالتالى فإن الإرهاب هو الخطر الأول والعدو الأوحد الذى اتفقت عليه كل دول العالم، حتى أن الدول التى كانت تتصور أنها تستفيد من الإرهاب مثل أمريكا غيرت موقفها وأصبحت تحاربه أيضا بعدما طالها، كذلك تركيا صنعت داعش فى البداية وعندما غيرت موقفها هاجمها داعش فى عقر دارها، الجميع تعلم من درس السادات فمن يربى وحشا سيأتى عليه يوما ويقتل صاحبه، وهو الدرس الذى يجب أن تتعلمه قطر.

هل الأزمات المالية والاقتصادية قد تمثل عدوا صامتا قد يهدد الدولة المصرية؟

إذا دخل الفقر بلدا قال له الكفر خذنى معك، بالتأكيد الفقر من الأعداء الذين ينخرون فى الجبهة الداخلية، وقد يسبب العوز حالة من التمرد، وصل الأمر الى أن عددا ممن ساندوا السيسى بدأوا فى فقدان الأمل تحت ضغط الغلاء والفقر، صحيح أن هناك مشروعات قومية ستأخذ مصر نحو النمو والتنمية لكن حتى تؤتى ثمارها تحتاج وقتا طويلا قد لا يحتمله المصريون فى ظل الاستنزاف المريع لموارد الأسرة المصرية.