تحقيق ولاء ياسين:
حياة غير مستقرة لمئات الأسر العائمة على صفحة النيل، حيث استقروا في قوارب خشبية بمناطق الوراق وجزيرة الذهب وأمام كورنيش المعادي.
على الجانب الآخر لتلك الحياة تجد الأبراج العالية التي لا يسكنها سوى طبقة الأغنياء.
عايشت "الهلال اليوم " حياة سكان المراكب، وبالنظر لحال المراكب تجد أنها تمثل لهم "مكانا للنوم والطعام والشراب , فتجد بها الحلل والأواني الخاصة بالطهي، وجردل لتخزين مياه الشرب وبوتاجاز مسطح صغير، كما تجد البطاطين والملايات وغطاء بلاستيك يوضع على ظهر المركب ليحميهم من مطر الشتاء ".
عم "رمضان سعد "60 سنة هو أب لأربعة أبناء تظهر ملامح التعب والشقاء على وجهه وترى في عينيه ملامح اليأس قال:"أنا عايش في المركب دي من يوم ما اتولدت وورثتها عن أبويا، عايش فيها أنا وزوجتي وأبنائي الأربعة "وتابع: "لا نعرف حياة غير حياة المياه احنا مش عايشين ولا عيالنا اتعلموا, حياتنا زفت كلها تعب والحكومة مش سائلة فينا، ليس لنا نقابة ولا حد يسأل عنا وعن حياتنا , نفسنا نعيش حياة طبيعية يكون لينا بيوت ولأبنائنا يتجوزوا فيها، ونحس بالأمان".
طلبات بسيطة تتلخص في كلمة حياة طبيعية، فمن أبسط حقوق الإنسان أن يجد مأوى له ولأسرته ويعيش حياة مستقرة.
سيد محمد 39 سنة صياد لديه مركب صغيرة قال متعجبا من حال الدنيا:"عملنا ليس حرفة ولكنه توفير أمن غذائي " وتابع "أنا بعمل ورق تأمين خاص بالصيادين كان 12 جنيه في السنة ارتفع لـ 336 في السنة وهو تأمين خاص للترخيص ,احنا لو تعبنا ليس لنا تأمين في المستشفيات ,أنا عندي أربع أطفال عايزين مصاريف وأكل وشرب أصرف على ولادي ولا أدفع تأمين وبدفع مصاريف تنمية ,أنا بكفي قوتي وقوت عيالي بالعافية " .
وجدنا مراكب متجاورة كأنها بيوت بعضها إلى جوار بعض تشكل عالماً خاصا بهم بعيداً عن عالمنا ,وبالحديث عن تجاور المراكب وتكوين أسر يقول " "سعد "23 سنة يعمل على مركب والده:" احنا عائلة وعايشين في مراكب بجوار بعض مشيرا إلى مراكب عمه ووالده و خاله "موضحا :"احنا بنتجوز جنب بعض , بنت الصياد بتتجوز صياد ,احنا أجيال بنورث مركبنا لأجيال أخرى , أنا عايش في مركب خمسة متر أنا وأخواتي ,ليس لي طلبات أكتر من إن الحكومة تراعينا وتوفر لنا احتياجاتنا البسيطة ".