أكد المشاركون بورشة العمل التي عقدتها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بعنوان "بيت العائلة نموذج مصري للتعايش السلمي"، أن بيت العائلة يعتبر نموذجا فريدا يمثل التعاون بين القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية في مصر؛ لتحقيق مبدأ المواطنة في مصر، ومبادئ السلام والإخاء والمحبة، في ظل العيش المشترك وتأسيس شراكة متجددة تقوم على التفاهم والاعتراف المتبادل والمواطنة والحرية.
وقال الدكتور سعيد عامر الأمين المساعد للدعوة والإعلام بمجمع البحوث الإسلامية سابقا -خلال مداخلته بالندوة التي عقدت عبر صفحة (أزهر هوسا) بمقرها الرئيس بالقاهرة- إن الأزهر الشريف كان ولا يزال رائد الفكر الإسلامي والتنويري في العالم الإسلامي كله، والأمين على نشر صحيح الدين، وتصحيح المفاهيم وترسيخ قيم المحبة، والأخوة الإنسانية والسلام العالمي، والانتماء الوطني، وغيرها من قيم البناء والإصلاح، وكان له دور محوري في مواجهة تلك التحديات والتصدي لها والتحذير من مخاطرها.
وأكد أن جهود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في هذا الميدان لا ينكرها أحد، فقد حمل لواء التجديد وشارك بقوة في دعم الدولة المصرية، والحفاظ على ترابط أبنائها كنسيج وطني واحد في مواجهة التحديات، مشيرا إلى أن بيت العائلة يعتبر نموذجا فريدا يمثل التعاون بين القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية في مصر، وهو تعبير عن تحقيق الإيمان بمبدأ المواطنة في مصر.
وأشار إلى أن الجماعات المتطرفة تقوم بالترويج للمفاهيم المغلوطة للآيات القرآنية والأحاديث، فقد قام الأزهر الشريف بجميع قطاعاته سواء في هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وجامعة الأزهر الشريف، بإعداد بحوث علمية قيمة نافعة حاصرت هذه الشبهات التي أثارها أعداء الإنسانية، وأرادوا من خلالها بث الفتنة، والفرقة، وسفك الدماء، موضحا أن أسس الإسلام جاءت تؤكد مبدأ التعايش بين جميع الأطياف والمذاهب المختلفة في إطار من المواطنة والعدل والمساواة والدعوة إلى التعارف والتعاون.
بدوره، أكد القس أرميا مكرم، كاهن كنيسة مارجرجس عضو الأمانة العامة لبيت العائلة المصرية، على أن بيت العائلة المصرية يهدف إلى الحفاظ على النسيج الواحد لأبناء مصر، بالتنسيق والاتصال مع جميع الهيئات والوزارات المعنية في الدولة.
وأوضح أن بيت العائلة يضم العديد من اللجان كلجنة الرصد، التعليم، الثقافة الأسرية، الخطاب الديني، الإعلام، شباب التنمية المجتمعية، المتابعة والطوارئ التنفيذية، تقوم كلها بنشاط واسع بجميع محافظات مصر لإقرار مبدأ المواطنة والعيش المشترك والحديث عن القواسم المشتركة بين أبناء الوطن الواحد، فضلا عن العمل معا في تحمل مسئولية الحفاظ على مجتمع سليم.
وأكد أن الواجب مشترك بين شركاء الوطن الواحد في تنشئة الشباب على الحوار المنظم الهادف وأسسه، للوصول لفهم متبادل ينتج عنه سهولة في توصيل رسالة السلام والألفة بين الشعوب من أجل خير الإنسانية، مؤكدا أن المجتمعات الواعية تدرك أنه لا مجال للتنمية والرقي إلا من خلال البساطة في المعاملة، واحترام العقائد مهما اختلفت.
وبدوره، قال محمد نور خالد، إمام وخطيب جامع النواب البرلمانيين الفيدرالية (أبوجا - نيجيريا) - مؤسس مؤسسة البحوث الإسلامية والدعوة IRDF: إن نيجيريا في الوضع الحالي ووضعها الحالي في حاجة إلى كيان كبيت العائلة بأهدافه وما تقوم به، مؤكدا على أن الأزهر منارة المعرفة الدينية في العالم الإسلامي، وأن نيجيريا من أوائل الدول الإفريقية التي تحتاج إلى أن ينهل أبناؤها من علوم الأزهر حتى تتضح الأفكار، وتصحح المفاهيم المغلوطة للشعب النيجيري.
وأشار نور، إلى أن المشكلة في نيجيريا وغيرها من الدول، تكمن في استفادة أعداء الأوطان من الفرقة والخلافات وإثارة الأفكار المغلوطة، وهنا يأتي دور علماء الأزهر والكنيسة وبشدة لتحقيق مفاهيم التقارب والمحبة بين الناس ولعدم إعطاء الفرصة للمفسدين للتداخل بين شركاء الأوطان وبثهم للفرقة والتناحر.
وأوضح في كلمته أن الحكومة النيجيرية تسعى دائما لتوحيد الكلمة ومحاولة التقارب بين الناس، وللقضاء على الاحتقانات الطائفية، وتوصيل رسالة السلام والإخاء والتعايش المشترك.
فيما أشاد القس يوحنا واي. دي. برو – المشرف العام على الكنيسة الإنجيلية (كدونا – نيجيريا)، بالتجربة المصرية في تأسيس كيان بيت العائلة، وتمنى أن يكون هناك زيارة قريبة من قبل بيت العائلة المصرية ووفد من المنظمة، لعقد جلسات حوارية ولقاءات مع القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية هناك؛ تمهيدا لنقل التجربة لنيجيريا، ومن ثم قطع الطريق على من يستغلون الدين استغلالا سيئا.