توافق اليوم ذكرى رحيل واحد من أبرز نجوم الدراما المصرية و خاصة فى تاريخ السينما المصرية وتحديدًا فى فترة الستينيات من القرن الماضي، وهو الفنان صلاح ذو الفقار.

 
من الشرطة لعالم السينما 

ولد صلاح ذو الفقار في 18 يناير 1825 في مدينة المحلة الكبرى، والتحق في البداية بكلية الطب في الإسكندرية وكان حلمه أن يصبح طبيبًا، ولكن مرض والده حينذاطك جعله يترك كلية الطب ويلتحق بكلية الشرطة ويتخرج منها ضابطًا، وبدأ عمله في شرطة المنوفية ليتم بعدها تعيينه كمدرس في كلية الشرطة واستمر في وظيفته هذه حتى عام 1957 حيث قدم استقالته وبدأ مشواره في التمثيل ونداهة عالم السينما.

وكان شقيقاه عز الدين ومحمود ذو الفقار مخرجين، وفي وقت فراغه كان يحضر أوقات تصوير الأفلام معهما، و في ذلك الوقت في 1955، أعطاه شقيقه الأكبر المخرج السينمائي المتميز"عز الدين ذو الفقار" دور بطولة في فيلم "عيون سهرانة".

شادية وصلاح.. ثنائي فني وفي الحياة  
تزوج صلاح ذو الفقار  من الفنانة شادية و كون معها ثنائيًا حيث لعبا أفلامًا كوميدية ورومانسية ومثلا معًا في البداية المسلسل الإذاعي صابرين، و لعب صلاح ذو الفقار جميع الأدوار المتنوعة والمختلفة في السينما المصرية من قائد القوات البحرية، والمهندس، لواء الشرطة، الطبيب، مدير المخابرات المصرية، والقاضي  المستشار،  المحامي، مفتش المباحث، الرسام، عضومجلس الأمة ، الصحفي ، وغيرهم الكثير، وأجاد فيها وامتاز أداؤه كثير في العديد من أدواره بخفة الظل ، ترك الفنان  صلاح ذو الفقار خلفه رصيد فني كبير، امتاز بالبساطة والابداع ، وعمل ممثلًا ومنتجًا .

حصل على العديد من الجوائز منها: جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم  " أغلى من حياتي " جائزة أفضل منتج عن فيلم  "أريد حلا "، وقدم عبر مسيرته الفنية ما يقارب 200 عمل فني متنوع بين السينما ودراما الشاشة الصغيرة ، ومن أشهر أعماله «أغلى من حياتي، كرامة زوجتي، عفريت مراتي، مراتي مدير عام، الناصر صلاح الدين، الأيدي الناعمة، رد قلبي، الرجل الثاني».

بصمة مهمة

وشارك بالعديد من المسلسلات التلفزيونية  حيث كان لصلاح ذو الفقار بصمة واضحة ومهمة في الدراما المصرية من خلال أدائه لأدوار عديدة ومتنوعة وحملت طابع الكوميديا وخفة الظل في معظمها أيضا كأدواره في السينما وكان من أبرز المسلسلات التي شارك بها: مسلسل "عائلة شلش" ومسلسل "رأفت الهجان" ومسلسل "الثعلب" ومسلسل "محمد رسول الله" ومسلسل "رحلة عذاب".

 

مع أبو الفنون 

وكان للمسرح أيضًا نصيب من موهبة وأعمال صلاح ذو الفقار؛ فقد ظهر لجمهوره في عدة مسرحيات من أبرزها: مسرحية "رصاصة في القلب" ومسرحية "روبابيكا" ومسرحية "زوجة واحدة تكفي" والتي كانت آخر عرض مسرحي  قدمه في العام 1975.

 

رحيل من ساحة الفن 

 ورحل الفتى الوسيم صلاح ذو الفقارعن عالمنا  في مثل هذا اليوم  22 ديسمبر عام 1993 عن عمر يناهز 67 عامًا أثناء تصوير المشهد الأخير من فيلم " الإرهابي" على إثر أزمة قلبية مفاجئة، وقد تم بالفعل تأجيل تصوير المشهد بناءً على طلب من الفنان عادل إمام، تاركًا صلاح أثره بكل ماقدم في رحلة الفن المصري والذي لن يغيب أبدًا .

وفي عام 1996 تم اختيار عشرة من أفلام صلاح ذو الفقار لتكون ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد. وكانت هذه الأفلام هي: "رد قلبي" و"جميلة" و"بين الأطلال" و"الناصر صلاح الدين" و"الأيدي الناعمة" و"مراتي  مدير عام" و"الرجل الذي فقد ظله" و"غروب وشروق" و"الكرنك" و"المذنبون".