الطبيعة دائما تذهلنا باكتشافات كثيرة وكان آخرها قدرة الأسماك من خلال العمل معًا كى تحمى نفسها من الافتراس حيث يمكن للأسماك التي تعيش في الينابيع الكبريتية في المكسيك أن تنتج موجة  تحميها من الطيور المفترسة التى تسعى لالتهامها وذلك كما نشر فى مجلة كرنت بيولوجى والتى نشرت نتائجها صحيفة" ديلى ميل" البريطانية .

  هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه باحثون من معهد لايبنيز لبيئة المياه العذبة والمصايد الداخلية في ألمانيا الذين درسوا مولي الكبريت في بلدية تيبا ومع ذلك ، فإن ما يظل غير واضح هو بالضبط لماذا يبدو أن الأمواج تمنع الطيور من الهجوم وأيضًا تجعل الهجمات المنفذة أقل احتمالية للنجاح بينما ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لاستكشاف هذا ، فقد اقترح الفريق أن الموجات قد تربك الطيور - أو يخبرهم أنهم قد تم ملاحظته وتشمل الطيور التي تتغذى على مولي الكبريت كينجفيشرز وكيسكاديس.

  أجرى الدراسة عالم الأحياء ديفيد بيرباخ من معهد لايبنيز لبيئة المياه العذبة والمصايد الداخلية وزملاؤه وقال الدكتور بيرباخ عن السلوك المكسيكي الشبيه بالموجة: في البداية لم نفهم تمامًا ما كانت تفعله الأسماك بالفعل وأضاف: بمجرد أن أدركنا أن هذه موجات ، كنا نتساءل عن وظيفتها ويشتبه الفريق في أن الإجراء قد يكون شكلاً من أشكال التدابير الدفاعية بعد ملاحظة عدد الطيور الآكلة للأسماك التي يمكن العثور عليها حول نهر الأسماك ومن خلال التحقيق في سلوك المولي ، وجد الباحثون أن الموجات يمكن وصفها بأنها ظاهرة ومتكررة وإيقاعية.

  علاوة على ذلك، عملت الموجات المستحثة تجريبياً بشكل عام على مضاعفة الوقت الذي تنتظره الطيور القريبة من النهر حتى تشن هجومها التالي على المولي - بينما قام البعض حتى بتبديل المجثمات ، مما يشير إلى أنهم قرروا التركيز في مكان آخر وأوضح الباحثون في ورقتهم: أنه من المحتمل أن تكون استجابة الغوص في مولي الكبريت قد تطورت أولاً كسلوك هروب فردي تجاه مهاجمة الطيور.

  جاءت المفاجآت عندما أدركنا عدد الأسماك التي يمكن أن تعمل معًا في مثل هذه الموجات المتكررة ، أضاف المؤلف المشارك وعالم البيئة جينس كراوس ، من معهد لايبنيز أيضًا فهناك ما يصل إلى 4000 سمكة لكل متر مربع وفي بعض الأحيان تشارك مئات الآلاف من الأسماك في موجة سمكية واحدة ويمكن للأسماك تكرار هذه الموجات لمدة تصل إلى دقيقتين ، بموجة واحدة كل ثلاث إلى أربع ثوانٍ تقريبًا.

  أوضح البروفيسور كراوس: حتى الآن أوضح العلماء بشكل أساسي كيف تنشأ الأنماط الجماعية من تفاعلات الأفراد ، ولكن لم يكن واضحًا لماذا تنتج الحيوانات هذه الأنماط في المقام الأول حيث تظهر دراستنا أن بعض أنماط السلوك الجماعي يمكن أن تكون فعالة للغاية في توفير الحماية ضد الحيوانات المفترسة.