«الدولة ستدعم الصناعة والعاملين فيها».. كلمات جاء ذكرها من قبل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، فى الوقت الذى  تواجه صناعات الحرفية خطر الانقراض، فى ظل صراعها مع الصناعات الحديثة، وهجرة الصنايعية المهنة، إلا أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى قرية الفواخير فى منطقة مصر القديمة، ضمن جولة تفقدية لمشروعات تطوير القاهرة الكبرى، سلطت الضوء على المهنة التراثية، التى تواجه عقبات وتحديات كبرى تهددها بالانهيار، ما يحتاج تدخل المسؤولين التنفيذيين لحماية المهنة والحرف التراثية من الاندثار.

لذلك أطرح على المجتمع المصري والحكومة المصرية مبادرة تهدف للاهتمام ودعم الصناعات اليدوية الحرفية، التي يتميز بها أبناء المجتمع المصري من قديم الأزل، فمصر هى مصدر أساسى للكثير من الحرف، وعلى مر التاريخ صدرت الحرفيين وفنون الصناعة اليدوية إلى بلدان العالم.

على أن تكون محاور المبادرة هى رصد الحرف والصناعات اليدوية المتميزة بالدولة، والمشاكل والتحديات التي تواجها أو التي ربما تؤدي إلى انقراضها، والعمل على حل تلك المشاكل، وعودة الاهتمام ودعم مراكز التدريب المهني بجميع محافظات مصر، على أن يكون تأهيل هذه المراكز ضمن خطة عمل مشروع حياة كريمة، وضم المتسربين من التعليم إلى قاعدة بيانات ثم تدريبهم على الحرف اليدوية بمراكز التدريب المهني، وإنشاء حاضنات مثل حاضنات ريادة الأعمال، ولكن تكون هذه الحاضنات متخصصة للحرف والصناعات اليدوية وتنميتها، ويمكن أن يتبنى جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة إنشاء هذه الحاضنات، ودعم وزارة التجارة والصناعة للحرف والصناعات المتميزة في إيصالهم إلى قنوات التصدير، وعمل منصة الكترونية تتضمن بيانات ومعلومات عن الحرف والصناعات اليدوية المتميزة.

وأيضًا تبني وسائل الإعلام المصرية الوطنية الدعاية وإلقاء الضوء على أهمية العمل الحرفي بدلا من الذهاب إلى أعمال غير منتجة ولا تمثل قيمة للاقتصاد المصري مثل قيادة التوكتوك، ومع مشاركة رجال الأعمال والقطاع الخاص بنسبة من ميزانية المسئولية المجتمعية الخاصة بأعمالهم في دعم المبادرة من خلال إنشاء مراكز تدريبية على الحرف اليدوية في مراكز الشباب التابعة لوزارة الشباب والرياضة في جميع محافظات مصر، وإطلاق المؤتمر الأول باسم (صنايعي) ويكون به ورش عمل نقاشية للارتقاء بالصناعات التراثية المصرية.

فأرجو من هذا المنبر الإعلامي الهام أن تصل هذه المبادرة إلى المسؤولين، ويتم تبنيها والعمل عليها حتى تكون أثرا فعالا لما بادر به رئيس الجمهورية من إلقاء الضوء و الاهتمام بهذا القطاع الهام.

** استشاري إدارة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة