الأربعاء 29 مايو 2024

يدق ناقوس الخطر فى "إزاي الصحة" أحمد رزق: عايشت تردي حال المستشفيات في مرض أمى

23-6-2017 | 14:36

حوار: عمرو محىي الدين 

بين صخب الأعمال الدرامية التى لا تخلو من الأحداث التراجيدية والتى يغلب عليها طابع الشجن، يخرج علينا الفنان أحمد رزق بخفة ظله اللامتناهية ليقدم وجبة تمثيلية متميزة من خلال مسلسله المعروض حاليا" ازاي الصحة" الذى يناقش قضية مهمة وهى قضية الصحة والخدمات الصحية فى مصر وذلك فى إطار كوميدي فكاهي، تحدث الفنان أحمد رزق عن سر انجذابه لشخصيته " رضا" وعن معايشته لسوء الخدمات الصحية فى الواقع وعن سر اعتزازه بأهل بولاق العلا وانتظاره لفيلم" الكنز" الذى يتوقع بأن يكون من أبرز الأفلام فى تاريخ السينما المصرية .. وأشياء أخرى كثيرة يكشف عنها رزق فى الحوار التالي..ما الذي جذبك فى مسلسل "إزاي الصحة" المعروض حاليا؟

«إزاي الصحة» من أكثر المسلسلات التي أحببتها ولا سيما أنه يناقش قضية يعانى منها كل بيت فى مصر، وهي مشكلة "الصحة" فيتطرق العمل إلى الإهمال في المستشفيات خاصة والحكومية، وأزمة تجارة الدم ، وتجارة الأعضاء وانتشار النفايات الطبية، ومعاناة المرضى داخل المستشفيات، تلك المعاناة التى ترصدها مع أصدقائك وأقاربك، ونحاول أن نلمس بأيدينا أساس المشكلة من خلال العمل الذى لا يخلو من الكوميديا، وأذكر أنني اجتهدت في تفاصيل الشخصية التي صاغها يوسف معاطي بمهارة ، وهذه التفاصيل كانت حافزا لي عند مذاكرتها، كما أن شخصية رضا قريبة منى وليست بعيدة عنى ولذلك جسدتها بحب كبير

وما مدى قرب شخصية رضا منك؟

رضا فيه الكثير من شخصيتي وتجد ذلك فى علاقته بأخواته أشعر بأنها قريبة منى جدًا، ويشبهنى فى فكرة الابتسامة رغم الوجع، وأننى حينما أعانى من مشاكل فى حياتى لا يشعر غيرى بتأثيرها على ذاتى، وأصدر دائما الابتسامة تعبيرًا عن الرضا، لذلك يشعر المشاهد أننى أحب هذه الشخصية، وكان بالنسبة لى السهل الممتنع.

ولكن المسلسل يدور فى إطار كوميدي رغم جدية القضية التى يناقشها ألا ترى أن هذه المعادلة صعبة؟

بالطبع صعبة ولكن الأزمة داكنة اللون وينبغي التلطيف بوضع لمسات كوميدية على العمل حتى لا يكون كل شىء حولنا غامق اللون.

وهل عشت مأساة تردي الخدمات الصحية في الواقع؟

لا يوجد بيت في مصر لم يعان من تردي الخدمات الصحية وعايشت بنفسي هذه المأساة مع أمي، فكنت أتنقل بين المستشفيات لإنقاذها أثناء فترة مرضها، وكانت تجربة صعبة جدا.

ألم تقلقك فكرة أن سيناريو المسلسل لم يكن مكتملا وكل حلقة تكتب قبل تصويرها؟

لم يقلقني ذلك لأنني أتعامل مع مؤلف كبير وهو يوسف معاطي فلا يزعجني أن تكون الحلقة مكتوبة قبل التصوير والمعيار دائما هو أن يكون المؤلف محترفا، فنحن كفنانين نعلم الى أين نحن ذاهبون حتى الحلقة الـ «30» فلم يكن لدى مشكلة أن الحلقات تكون تباعا لأن هذه هى سمة السوق الآن.

ما مدى تدخلك في اختيار فريق العمل؟

لا أتدخل في اختيار فريق العمل ولا أضع شروطا أبدا فمعنا مخرج مثل إبراهيم فخر، وهو مخرج كبير وكنت أتمنى أن أعمل معه منذ سنوات، فهو موهوب وشاطر ويخاف على عمله ومجتهد ومدرك لكل التفاصيل الخاصة بالعمل وليست عادتي أن أتدخل فى عمل المخرج أو المؤلف أو فى اختيار زملائي..

هل هناك سلبيات فيما يخص الصحة.. لم يتم تناولها فى المسلسل؟

أعتقد أننا تطرقنا لكل السلبيات ولم نغفل أي مشكلة واحدة فى ملف الصحة وسلطنا الضوء على أن الفساد فى قطاع الصحة أخطر من أى منظومة أخرى، وقمنا بدق ناقوس الخطر للجمهور والدولة، على ضرورة الاهتمام بأزمة الصحة بقدر أكبر.

معظم أحداث التصوير الخارجي كانت في الحارة هل واجهتم أية صعوبات فى ذلك؟

بالعكس فقد صورنا معظم المشاهد في شوارع بولاق أبوالعلا ولكني لم أتخيل كم التعاون الذي وجدناه من أهل المنطقة، فأهل بولاق أبوالعلا كانوا يساعدوننا طوال الوقت وحتى في التجهيزات، لم أجد شخصا واحدا يحاول مضايقتنا، وأنا سعيد أيضا أننا أخرجنا صورة واقعية لأهل الحارة.

يجسد بيومي فؤاد دور والدك الذى يخرج لك في الحلم بعد وفاته.. ألم تخش من تقليدية الفكرة؟

لا... أبدا لأن فكرة الأب المتوفى الذي يخرج لابنه في الحلم شىء موجود وطبيعي ويحدث لأناس كثيرة وأرى أن الدراما فى "ازاى الصحة" مختلفة عنها فى " حلم عزيز"، وفي حالة بيومي فؤاد تجد أن ظهوره في كل حلقة تأتي في صلب الموضوع الذي يتم التطرق إليه، والهدف مختلف تماما.

ما هو سر القصر الذى بحث عنه القائمون على مسلسل "ازاي الصحة"؟

هو قصر شخص مهم جدا وهذا الشخص سيكون مفاجأة فى الحلقات الأخيرة، أرى أنه لابد من التنوع فى المشاهد من مكاتب إلى صيدليات إلى شوارع فى الحارة ثم قصر كبير، فالتنوع فى المشاهد أمر ضروري جدا ويضيع الإحساس بالملل.

شاركت أيضا هذا العام بفيلم "يجعله عامر" لماذا تأخر عرضه إلى شم النسيم؟

أعمال الماكساج والتحضيرات الأخيرة أخرت طرح "يجعله عامر" وكان لدى منتج " يجعله عامر" فيلم "القرموطي" أيضا، فاتفقنا أن يتم طرح "يجعله عامر" فى شم النسيم و"القرموطي" فى " رأس السنة، وأنا لا أتدخل أبدا فى توقيتات عروض أفلامي وأتركها للمنتج.

بعد أن شاهد ابنك "يجعله عامر" كان له رد فعل خاص .. احك لنا عنه؟

أولا دوري فى "يجعله عامر" كان لشخصية موسوسة وتخشى كل شىء فهو يفقد الثقة تماما فى نفسه، زوجته تخدعه بالاتفاق مع طبيب نفسي وتوهمه أنه سيموت قريبا، وتمر الأحداث لتكشف بعد ذلك أن هناك قيمة جميلة يتركها الفيلم وهى أن الإنسان ما دام قريباً من الله لا يخشى شيئا، وهذا ما قاله ابنى عندما شاهد الفيلم، حيث سألته ماذا فهمت من الفيلم؟، فرد علي قائلا: أن يكون الإنسان قريبا من الله، وهذا الرد يكفينى جدا!

وماذا عن فيلمك الجديد «الكنز»؟

أيام قليلة وأنتهي من فيلم "الكنز"، وهو من تأليف عبدالرحيم كمال وإخراج شريف عرفة، ولا أستطيع أن أحكي عنه الآن أية تفاصيل إلا أنه يتناول قصصا مختلفة لكل من يشارك فيه، وأتوقع أنه سيصبح علامة من علامات السينما المصرية.