القسم الذي أقسم عليه رجال الإسعاف ويتضمن المحافظة على حياة وخصوصيات وأمانات المرضى والمصابين دون النظر لعرق أو لون أو دين أو منفعة هو ما وضعه رجال إسعاف المنيا أمام أعينهم وهم يؤدون عملهم بكل إخلاص وترجموه لواقع فعلى حتى عرفوا بأنهم مرفق الأمناء لإغاثة المصابين والمرضى.
لم تكن واقعة عثور مسعف وسائق على مبلغ 100 ألف جنية أثناء قيامهما بإنقاذ مصاب في أحد الحوادث بالطريق الصحراوي الأولى فقد سبقتها وقائع سابقة.
الهلال اليوم التقت بالسائق والمسعف الأمينن الذين قاما بتسليم مبلغ 100 ألف جنية للشرطة، بعد أن عثرا عليها في سيارة مصاب بالطريق الصحراوى.
حيث قام السائق والمسعف بشرح الواقعة قائلين "تلقينا بلاغ من غرفة العمليات عن حادث به مصاب بعد بوابة الرسوم بالمنيا طريق الجيش، أول ما وصلنا لم نجد مصابين ولفت نظرنا نور السيارة الصغير فصلنا كهرباء السيارة حتى لا تحترق لأن الغطاء كان مفتوحا، والأبواب كانت مفتوحة وبحثنا عن بطاقة أو كارنيه أو رخصة لنعرف شخصية صاحب السيارة، وأثناء ذلك عثرنا تحت كرسى السائق على حقيبة بلاستيك وفتحناها ووجدنا بها مبلغ 100 ألف جنيه، قمنا بعدها بإبلاغ ياسر فاروق المشرف والدكتور أحمد سيف المدير الذي اتصل بدوره بمأمور المركز وطلب منا الذهاب لقسم شرطة المركز لتسليم المبلغ وبمحضر رسمي".
ويضيف محمد عيد محمد عبد المالك سائق بالإسعاف 50 سنة: الحلال مافيش أحسن منه والفلوس الحرام تأخذ الفلوس الحلال في سكتها فما بالك بفلوس المصابين والمتوفيين ربنا يغنينا من فضله، ويستطرد: رزقني ربنا 8 أولاد 5 أولاد و3 بنات والحمد لله ميسور الحال، مشيرا إلى أن هذه الواقعة ليست الأولى التى يعثر فيها على نقود أو متعلقات قائلا "رددت الكثير من المبالغ والمشغولات الذهبية وطبنجتين لأصحابهم وبالنسبة لمبلغ ال100 ألف جنيه الذى عثرت علية مفكرتش للحظة أخذها أو أخذ بعضها لأن آهالينا قاموا بتربيتنا على الأمانة، وأنا بصيت لربنا وكمان لأولادى زوجتى وأهلى ومعايا رجالة وبنات وما ينفعش حد يقول لأولادى أبوكم سىء حتى لو هاخد كنوز الدنيا" ويكمل محمد "أولادى كانوا فخورين بي بمجرد ماعرفوا الحكاية وقالوا إحنا كده عرفنا قد ايه إنت بتحبنا وبتخاف علينا لأن الفلوس الحرام تضر ومش بتنفع، ولقد كان والدي وهو مثلى الأعلى في الأمانة والشرف دائما يقول لي "خد حقك بالأمانة والشرف وبالأسلوب المحترم والكلمة الطيبة"
وطالب محمد بضرورة تغيير سلوك الناس لأننا حاصلين على دورات تدريبية فى نقل المصابين بطريقة معينة وحسب درجة الخطورة لكن نجد المواطنين بيتدخلوا بطريقة سيئة ويسبونا ويولون اتأخرتوا ليه والتأخير ليس بسببنا بل بسبب انشغال الخطوط الخاصة بنا بالمعاكسات من مواطنين فاضيين، فعندما يصلنا الاتصال من بالحوادث الأصلية يكون متأخر، وفي النهاية أعرب عن أمنيته بالذهاب للحج هذا العام مع البعثة الطبية وهذا أملى ومناى وأغلى ما فى الحياة.
ويقول رمضان عبد المنجى عبد الجبار مسعف 35 سنة من قرية شوشة بسمالوط "كل اللي شغالين في الإسعاف الجنيه عندنا زى المليون ودى حاجة مش جديدة علينا وننظر لها على أنها حاجة عادية ومتكررة ومش بتاعتنا علشان نفكر فى أخذها ودة واجبنا ومش محتاجين شكر على واجب بنؤدية، وجود مبالغ مالية كبيرة أو أى متعلقات ذهبية ليست جديدة علينا فقد عثرت على 250 جرام ذهب ومبالغ نقدية كبيرة وأعطيتها لأصحابها ولم أنتظر شىء، ده واجبى ومافيش أحسن من الحلال والستر ورضا ربنا علينا".
ويضيف رمضان "متزوج وعندي 3 أولاد والرابع قادم والحمد لله مستورة وأنا شأني شأن أي مواطن لما احتجت فلوس تقدمت لأحد البنوك وحصلت على قرض من البنك لظروف خاصة وعمري ما فكرت أخد من متعلقات المصابين أو المتوفيين، أو حتى انظر لها وكل واحد له ظروفه، ومحدش بيكره الفلوس ومع ذلك لما وجدت ال 100 ألف مفكرتش أخدها وهى شىء عادى خاصة بمصاب مع إنى محتاج أوضب بيتى فلو كان معى هذا المبلع كنت وضبطت البيت، بس الحرام مايدومش ومايعمرش"
وطالب رمضان بتوعية المواطنين وعدم إعاقة العمل أثناء الحوادث بالإضافة إلى الاحتياج لتغطية لشبكات المحمول على الطريق السريع قائلا "لا يوجد شبكات على هذه الطرق فكيف سيتم الاتصال بنا لإخطارنا بالحوادث" معربا عن أمنيته للذهاب للحج هذا العام ضمن البعثة الطبية مؤكدا أن طلبه ليس لأنه عثر على النقود بل لأنة جاءته الفرصة.
من جانبه أكد الدكتور أحمد سيف ثابت مدير فرع هيئة الإسعاف المصرية بالمنيا أن مسعفين وسواقي الإسعاف في المنيا ضربوا مثلا أعلى في الأمانة وقاموا بتوصيل أمانات ومتعلقات كثيرة لأصحابها وأسرهم من المصابين والمتوفيين، وأخرها قيام مسعف وسائق بتسليم مبلغ 100 ألف جنية للشرطة عثروا عليها وأضاف سيف "لقد كتبنا مذكرة بالموضوع وتم إخطار رئيس الهيئة ومحافظ المنيا وهذه الواقعة ليست الأولى من نوعها بل هناك وقائع أخرى تضاف للسجل المشرف لمسعفي وسائقي الإسعاف، ودور المسعف هو المحافظة على المصابين ومتعلقاتهم حيث يتم التعامل مع المصاب أولا ومع أماناته ومتعلقاته".
ويوجه سيف نداءا للمواطنين قائلا: يوجد 226 مسعف و233 سائق بالفرع يعانون من المعاكسات على خط 123 حيث أن أغلب المكالمات معاكسات تعوق أصحاب الحوادث الأساسية كما تعانى سيارات الإسعاف من عدم إفساح المواطنين الطريق لها ويكون بها حالات خطرة تحاول إنقاذها كما يقوم الجمهور بالتعامل مع المصابين ونقلهم بطريقة خاطئة ممكن أن تسبب لهم كسور ومضاعفات خطيرة ونطالب بمكافئات مرتبطة بالأداء.