السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

شكراً 2021

  • 27-12-2021 | 19:33
طباعة

شكرا لكل شخص مر بحياتنا وترك بصمته وأضاف لحياتنا الكثير والكثير.

شكرا على الحياة التى اهدتنا أشخاصا كانوا سببا فى تغير مسار حياتنا وتفكيرنا للأفضل.

شكرا على المواقف والظروف التى أهدت لحياتنا أشخاصا كانوا رسلاً تحملوا معنا أزمات عديدة.

شكرا على كل يوم نتعلم فيه الجديد والجديد فى مدرسة الأيام وفصول التفكير وجامعة الحياة.

 

نرى معظم الشباب يقضون أوقاتهم فى الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ومع زيادة وقت الفراغ فى سن المراهقة زادت أخبار مشاجرات الشباب لتتحول أحياناً إلى جرائم دامية حتى داخل الأسرة الواحدة، مع تهديد الأمن المجتمعى والوطني، ويوجد لدى كل إنسان شعور داخلى بمرور الوقت، ويختلف هذا الشعور من شخص إلى آخر، كما أنه يعتمد على الحالة النفسية للإنسان. فعلى سبيل المثال ينقضى الوقت بسرعة بالنسبة للإنسان إذا ما كان غارقا فى العمل، بينما يمضى متثاقلا فى حالة الملل أو الشعور بالألم، لذلك يلعب العامل النفسى المزعوم دورا مهما فى الإحساس بالوقت وفى تعاملنا معه بشكل مختلف.

 

إن نهضة أى مجتمع، وتطور أفراده، وتنمية الذوات الإنسانية، وبناء النفوس، وتهذيب الأخلاق، يحتاج إلى وقت وزمن وجهد يبدل فى سبيل تحقيقها. فمن دون إدراك قيمة الوقت، واستثماره بالشكل الصحيح فى كل ما يُفيد ويُجدي، لن تتحقق النهضة المرجوة. فالإنسان الذى يهدر جُلَّ أوقاته فى اللهو والعبث والانغماس فيما لا يفيد وينفع، أو يُنفق ما يملك من رصيد مالى على مظاهر وملذات الحياة الاستهلاكية، لن تكون لحياته قيمة أو معنى حين يستنزف رصيده من العمر ويفنيه من دون عمل وإنتاج إيجابى يفيده هو، أو يفيد أهله وناسة وأبناء مجتمعه وأمته.

 

خلاصة القول:

"أين ذهب الوقت؟" ملحوظةٌ كثيرًا ما تتردد على ألسنةِ البالغين فى فترة منتصفِ العُمر وما بعد ذلك. فكثير منا يشعر بأن الوقت يمر بشكل أسرع كلما تقدم به العمر، وهو إحساس يمكن أن يؤدى إلى الشعور بالحسرة والندم.

يقول نابليون: "يمكنكم أن تطلبوا منى أى شيء تحبونه إلا الوقت".. إنه يشفى كل الجراح، ويعالج المشكلات المستعصية؛ ولذلك يقولون: عليك أن تكسب الوقت. وشكسبير، يقول: "لنقبض على الدقيقة الحاضرة من مقدمة رأسها".

دائمًا ما نجد الوقت خصيمًا لنا: فى قاعة الاختبار، وصالة المطار، وميدان القدم، وانتظار الوظيفة.. إلى آخره..

نحن لا نقدر ثمن الوقت، ولكننا نشعر بخسارته، فإذا كنا نمتلك الوقت فالأجدى إنفاقه فيما يفيد، وأن نبتعد عن قولنا: لدى فراغ.. كيف أقتله؟!

فهذا الفيلسوف جوته يتساءل، "قل لى ما الذى يشغل وقتك، أقل لك من أنت".

إنه المبرد الذى يقرضنا بصمت، فلا تضيّع وقتك فى التأسف على وقت ضيعته.

إنه روح العالم، فالوقت المفقود لا يُشترى بالنقود.

حقيقة إذا لم يسعى الإنسان إلى توظف أوقاته وطاقاته فى العمل والإنتاج والابداع، وفى كل مجالات الحياة، وبالطريقة التى يؤدى إلى النهوض والتقدم والنشاط والحركة، وإلا فإنه سوف يركن إلى التراخى والكسل والتواكل والتخاذل وحياة الفراغ والركود والدعة. فمن دون التوظيف الجيد للوقت، والاستغلال الأمثل للجهد، لن يكون هناك أى شكل من أشكال التقدم فى حياة الإنسان، وفى المجتمع الذى يعيش فيه.

الاكثر قراءة