قال الناقد الدكتور يسري عبد الله، إنه لدينا مشكلة تعرف بأزمة المصطلح النقدي في مجتمعنا العربي، ودعا الباحثين للالتفات إليها، حيث أن هذه الإشكالية حاضرة في كتاب "الاتجاه الاشتراكي في الإبداع والنقد في الصحافة المصرية من ١٩٥٢ إلى ١٩٦٧".
جاء ذلك خلال ندوة مناقشة كتاب "الاتجاه الاشتراكي في الإبداع والنقد في الصحافة المصرية من ١٩٥٢ إلى ١٩٦٧"، للدكتور وجدي زين الدين، بمنتدى المستقبل للفكر والإبداع، بمكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني.
وأضاف عبد الله أن مفهوم الواقعية مصطلح غامض ومطاطي، ولابد للمؤلف أن يتلافى هذه الأمور في طبعات كتابه المقبلة، مشيرا إلى أن مصطلح الواقعية الاشتراكية فضفاض جدا، فالواقعية النقدية والواقعية الاشتراكية كمسارين داخل مجرى الواقعية، تدفعنا للقول بأن فكرة الكتابة الواقعية هي فكرة مغزية للعالم، والواقعية كانت منهجا للتفكير ورؤية متطورة للعالم وفق جورج لوكاتش أحد أهم مفكري الواقعية في العالم.
كما قال: الإشكالية الثانية في الكتاب أن الدراسة تجاهلت كتب جورج لوكاتش أحد أهم أعمدة الواقعية، وهو ما أتمنى أن يعود إليه الباحث، ولعلنا ننظر إلى الآراء التي جاءت في الكتاب مثل الجزئية الخاصة بالحديث عن فيكتور هوجو في رواية البؤساء ولا سيما المنقولة عن دراسة للطيب بودربالة، ولا يجب أن يمر الأمر مرور الكرام، فالرأي حينما يتم الاستعانة به لابد من الاشتباك معه، إما بالتعقيب حال الرفض أو بفتح أفق جديدة حال الاتفاق معه، وهو أمر أرجو أن ينتبه له الكاتب.
وتابع أستاذ النقد الأدبي بقوله الواقعية الاشتراكية والواقعية الجديدة حدث بينهما خلط لدي الدكتور وجدي زين الدين، وهو أمر يجب مراجعته خلال الطبعات المقبلة للكتاب، فكل نوع كان يقدم من الاشتراكية كان يطلق على نفسه مصطلح الاشتراكية الجديدة ومن بين هذه المصطلحات مصطلح الاشتراكية القذرة أو القبيحة.
ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع أحد أهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية، ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي "إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة".
