أكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أن وسائل التواصل الاجتماعي لها العديد من التأثيرات سواء السلبية أو الإيجابية، مشيرًا إلى أن المراهقين والشباب هم أكبر فئة مستهدفة لوسائل التواصل، وهم الأكثر تضررًا من هذه المنصات.
جاء ذلك في التحليل المعلوماتي الذي نشره مركز المعلومات حول وسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية قيامها بأدوار متنامية على مستوى العالم، حيث تناول التحليل الاستخدام العالمي لوسائل التواصل الاجتماعي، ومظاهر تأثيرات هذه الوسائل، ومعدلات استخدامها عالميًا.
وأشار التحليل إلى الآثار السلبية عليهم ومنها، وجود تأثيرات نفسية واجتماعية نتيجة الإفراط في استخدام مواقع التواصل مثل زيادة القلق والاكتئاب والرغبة في الانعزال والشعور بالوحدة، بالإضافة إلى قلة مهارة الاتصال، حيث يقودنا الاستخدام المتكرر لوسائل التواصل الاجتماعي إلى انتشار اتجاه يحاول فيه الأفراد تجنب التحدث مع بعضهم البعض، والقضاء على التواصل الفعال وجهًا لوجه، وعدم الثقة أثناء التحدث، وتراجع استخدام اللغة الأم، ووجود فجوة في التواصل بين الأسرة والأقارب.
وتوقع المركز أن تشهد منصات محددة من شبكات التواصل الاجتماعي في المستقبل تقلبات في أعداد المستخدمين، وسيصبح بعضها قديمًا، فإمكانات السوق التي ما تزال غير مفتوحة بالكامل في الاقتصادات النامية، ما يعني أن وسائل التواصل الاجتماعي ستكون قادرة على العثور على أداة أخرى على الأقل للانتقال إليها قبل أن يتم الوصول إلى ذروة استخدامها لاحقًا.
وأكد مركز المعلومات أنه وفقًا لأحدث إحصاءات صادرة عن قسم بحوث "Statista"، بلغ معدل انتشار شبكات التواصل الاجتماعي إلى ما يقرب من 54% عالميًّا، فيما بلغ معدل الانتشار في منطقة أوروبا الغربية 79% لتتصدر بذلك ترتيب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عالميًّا وفقًا للمنطقة، بينما سجلت منطقتا وسط أفريقيا، وشرق أفريقيا نسبتى 10%، و8% على التوالي.
ووفقًا لأحدث تقرير "معيار التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي 2022" الصادر عن (Influencer Marketing Hub)، أشار المركز إلى أن عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بلغ نحو 4.48 مليار مستخدم نشط حتى يوليو 2021، أي بما يعادل 56.8% من سكان العالم، بمعدل نمو يبلغ 13.1%؛ مدفوعًا بتداعيات كوفيد -19، وعمليات الإغلاق على مستوى العالم، حيث قضى الأفراد معظم العامين الماضيين متباعدين عن الأصدقاء والأقارب، والعمل، كما أصبح التعليم عن بُعد، ونتيجة لذلك اضطروا إلى تغيير كيفية تواصلهم مع بعضهم مقارنة بما كانوا عليه قبل كوفيد-19، كما أدى ذلك إلى نمو التسويق الرقمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي Social Media Digital Marketing وهو تسويق مبتكر تم الترويج له من قبل العديد من الشركات وغيرها من المجموعات الخاصة بالأفراد للتسويق خلال الإنترنت.
ووفقًا لمسح تم إجراؤه عالميًّا لمستخدمي الإنترنت الذين تتراوح أعمارهم بين (16-64) عامًا عن المنصات الاجتماعية المفضلة لديهم، صنف معظم الأشخاص تطبيقات WhatsApp وFacebook وInstagram على أنها منصات التواصل الاجتماعي المفضلة لديهم، وفي إطار ذلك تصدرت منصة "واتس آب" WhatsApp بنسبة 21.7%، تليها "فيسبوك" Facebook بنسبة 21.5%، ثم الانستجرام (19.3%)، واستحوذت جميع المنصات الاجتماعية الأخرى على نسبة 37.5% المتبقية مثل: (تويتر، وتيك توك، وماسينجر فيسبوك).
كما أشار موقع (Influencer Marketing Hub) إلى مسح أجراه موقع (Global Web Index)، وجاء فيه أن السبب الأكثر شيوعًا وراء استخدام الأفراد لوسائل التواصل الاجتماعي حتى الآن في الربع الأول من عام 2021 هو الاتصال مع الأصدقاء والعائلة بنسبة (48.6%)، بينما أشار (36.3%) إلى أنهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لملء وقت الفراغ، و(35.2%) لقراءة الأخبار، و(30.9%) يستخدمونها للبحث عن محتوى مضحك أو ترفيهي، و(29.3%) يستخدمونها لرؤية ما يتم الحديث عنه، و(27.5%) يبحثون عن مصدر إلهام لأشياء يمكن القيام بها أو شرائها، (26.1%) يقومون بالبحث عن منتجات للشراء، و(24.9%) يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بهدف المشاركة ومناقشة الآراء مع الآخرين.
كما كان تأثير وسائل التواصل الاجتماعي واضحًا في حياتنا الرقمية اليومية على مدار السنوات الماضية؛ حيث وفقًا لبيانات Statista، يبلغ متوسط الوقت العالمي الذي يقضيه مستخدم الإنترنت على وسائل التواصل الاجتماعي يوميًّا نحو 142 دقيقة في عام 2021، وهو أعلى بكثير مقارنة بـالـ 90 دقيقة المسجلة في عام 2012.
وانخفض نمو متوسط الوقت العالمي الذي يقضيه مستخدم الإنترنت على وسائل التواصل الاجتماعي يوميًّا بنحو ثلاث دقائق خلال النصف الأول من عام 2021، ويمثل هذا أول انخفاض منذ 17 عامًا وهو وقت ظهور "فيسبوك" Facebook.
وفي سياق متصل، أشار تقرير "الرقمية العالمية لعام 2021" (The Digital 2021: Global Overview Report) الصادر عن (We Are Social و Hootsuite) إلى أن متوسط الوقت الذي يقضيه مستخدمو الإنترنت الذين تتراوح أعمارهم بين (16 -64 عامًا) يوميًّا حوالي 6 ساعات و54 دقيقة عن طريق الوسائط والأجهزة مجتمعة، وجاء في المرتبة الثانية مشاهدة البث التلفزيوني والتي تبلغ مدة مشاهدته حوالي 3 ساعات و 24 دقيقة، ثم تأتي في المرتبة الثالثة قضاء الوقت في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يبلغ في المتوسط ساعتين و25 دقيقة يوميًّا، وتليها الأنشطة الأخرى المستندة إلى الإنترنت مثل قراءة الأخبار الصحفية لتبلغ (ساعتين ودقيقتين)، والاستماع إلى الموسيقى (ساعة و 31 دقيقة)، والاستماع إلى البث الإذاعي (ساعة واحدة)، والاستماع إلى البث الصوتي Podcasts (54 دقيقة)، ولعب ألعاب الفيديو (1 ساعة و 12 دقيقة).
ووفقًا لأحدث تقرير "معيار التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي 2022" أن 40.4% من مستخدمي الإنترنت الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و64 عامًا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لأغراض العمل، بالإضافة إلى أولئك الذين يتابعون جهات اتصال العمل أو رواد الأعمال أو رجال الأعمال. وأوضحت الإحصاءات أن نسبة الذكور أعلى من الإناث في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للعمل في جميع المستويات العمرية، حيث يستخدم 32.3% من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 33 و64 عامًا الإنترنت للعمل، مقارنة بـ 24.8% من الإناث.
وأشار إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يختلف في العمل بين البلدان؛ حيث يبلغ 61.4% بين مواطني جنوب إفريقيا، بينما بلغت النسبة (28.7%) في المملكة المتحدة، و(28.6%) في الولايات المتحدة الأمريكية أما على النقيض الآخر فبعض الدول لديها استخدام منخفض نسبيًّا لوسائل التواصل الاجتماعي في العمل، حيث يستخدم 16.0% فقط من مواطني كوريا الجنوبية وسائل التواصل الاجتماعي في العمل.