الأحد 26 مايو 2024

حكاية «السنة الميلادية».. بدأت في الإمبراطورية الرومانية وانتهت بـ«المسيح»

1_ الأمبراطورية الرومانية _2 الاله رومليس 3_ الاغريق 4_ الملك الروماني نوما بوميليوس

دين ودنيا31-12-2021 | 18:47

جورج تادروس

تعود أصل حكاية ليلة رأس السنة الميلادية، إلى وقت تأسيس الإمبراطورية الرومانية على يد القائد رومولوس، وأخيه روموس مؤسس روما عام 738 قبل الميلاد، عندما أراد أن يحصل على تقويم خاص به وعدم الاعتماد على تقويم الإغريق «البابليون»، فقام بعمل تقويم سنوي صغير مكون من 10 أشهر، حيث كان يسمى وقتها شهر «مارشيوس» نسبة إلى اسم إله الحرب عند الروم، ثم جاء الشهر الثاني باسم «إبريلس» بمعنى شهر الربيع، ثم شهر «مايوس» نسبة إلى «مايا» مرسول الإله عند الرومان، وظهور كوكبة في هذه الشهر، ثم استكمل تسمية باقي شهور السنة «خمسة، ستة، سبعة، ثمانية، تسعة، عشرة»، ومازالت تلك الشهور محتفظة بأسمائها إلى وقتنا هذه.


ولكن اعترض القائد «نوما بومبيليوس»، على هذا التقويم ليضيف شهرين إلى باقي الثمانية أشهر في التقويم الأولي، سماه «يناير» أي الإله «يانوس» إله البوابات في الميثولوجيا الرومانية، ثم أضاف آخر وأطلق عليه شهر «فبراير»، إلى أن أتى قائد ثالث بعد حوالي مئتين سنة، ليعترض أيضًا على هذا التقويم مما كان له تأثير على دقة حساب السنة، إلى أن جاءت الإمبراطورية سنة 46 قبل الميلاد على يد قائدها الروماني «يوليوس قيصر»، وقرر أن يذهب للشعب المصري لضبط عدد أشهر التقويم الميلادي.


ثم جاء الفلكي الأسكندراني سوسي جينيس، وألقى نظره على هذا التقويم وأعاد ترتيب الأشهر مرة أخرى بحيث يكون مقسم إلى أشهر تحتوي على ثلاثون يومًا، والأخرى إحدى وثلاثون يومًا، ليصبح عدد أيام السنة 365 وربع يومًا، وسنة كبيسة مكونة من 366 يومًا.


سمى الرومانيون شهر سبعة أي «يوليو»، على اسم القائد الروماني «يوليوس قيصر»، وبعد وفاته وتولي الإمبراطور أوكتافيوس الحكم، قاموا بتسمية شهر ثمانية «أغسطس»، المكون من ثلاثين يومًا، ليضيفوا عليه يومًا آخر ويكون شهر أغسطس واحد وثلاثون بدلًا من ثلاثون.


كان يحتسب التقويم «اليولياني»، من سنة تأسيس الإمبراطورية الرومانية، إلى أن جاء الراهب الأرماني «داينسيوس»، الذي جعل احتساب السنين من سنة ميلاد السيد المسيح، ومن هنا جاءت «السنة الميلادية».


عام 1582، قامت مجموعة من علماء الفلك بإقناع بابا الفاتيكان وقتها «جريجوري الـ13»، أن عند احتساب السنة للقيصر تم زيادة إحدى عشرة دقيقة، مما تسبب في حدوث فجوة كبيرة، ثم قرر بابا الفاتيكان إصلاح هذه الفجوة، وسمّي بتقويم «الجريجوري» نسبة إلى بابا الفاتيكان، واتبعت معظم دول الكنيسة الكاثوليكية هذا التقويم، ورفضت الكنيسة القبطية الأرثوزكسية الشرقية اتباع هذا التقويم، واستمرت في التقويم اليولياني، لهذا ظهر الفرق ما بين عيد الميلاد الغربي يوم 25 ديسمبر، وعيد الميلاد الشرقي في 7 يناير، وأن الفرق حاليًا بين التقويمين حوالي 13 يومًا، فمعظم الدول حاليًا تتبع نظام التقويم الجريجوري، فيما عدا حساب الأعياد الدينية.