الأحد 24 نوفمبر 2024

فن

ذكرى ميلاد كوكب الشرق.. كواليس أول حفل غنائي جمع أم كلثوم وعبد الوهاب

  • 31-12-2021 | 21:29

كوكب الشرق وموسيقار الأجيال

طباعة
  • خليل زيدان

تحل اليوم 31 ديمسبر، ذكرى ميلاد كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي"أم كلثوم"، وبمناسبة ذكراها ننشر ما كتبه عنها لأول مرة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وتلك الشهادة التي كتبها بقلمه أسرار ربما لا يعرفها الكثيرون، مؤكدًا أنه غنى وأم كلثوم سويًا أغنية واحدة، وانتظر رأيها في صوته كتلميذ صغير من أستاذة كبيرة، وهنا أيضا يذكر سر عظمة أم كلثوم وخلودها، ومن خلال ما كتبه عبد الوهاب في عدد الكواكب الصادر، 12 مايو 1953، نسرد الأسرار والتفاصيل.

أول لقـاء مع أم كلثوم

لا يعرف الكثيرون أنني والآنسة أم كلثوم ظهرنا سويا، ولأول ولآخر مرة حتى الآن، منذ أكثر من عشرين عاما، نعم .. ظهرنا سويا وغنينا أغنية "على قد الليل ما يطول"، وكان ذلك في منزل والد الصديق أبو بكر خيرت، المهندس المعروف، وكان المنزل في شارع خيرت، وقيل لي قبل الحفلة أنني سأغني مع أم كلثوم، ففرحت واعتبرت هذا الخبر بشرى كبيرة لمطرب غير معروف تماما، لم يخط إلى درج الشهرة بعد، في حين أن أم كلثوم كانت وقتذاك قد وطدت قدمها وعرفت منذ سبع سنوات أو يزيد، وعرفها الناس وأعجبوا بصوتها وفنها الرفيع. 

غـنينا معـا

غنيت مع أم كلثوم وأحسست وأنا إلى جوارها أنني أتحدث إلى أستاذ، ويتوقف على هذه الحفلة شيء كبير من مصيري كمطرب ناشئ، وكان من بين المدعوين السميعة في ذلك الحفل حسن أنور وكيل معهد الموسيقى وقتذاك، وهمس في أذني بأنني أديت دوري على أكمل وجه، فحسبته يجاملني، ولكن هذه الهمسات توالت عليّ من صاحب الحفلة وكثيرين غيره، ولكن لم أهتم إلا بشهادة أم كلثوم التي قالت لي همسًا "أنت كويس"، وأحسست بفخر عظيم وأنا أغني مع مطربة لها مكانة شعبية في وقت لم أكن أنا أتمتع بمثل هذه المكانة، وهكذا غنيت مع أم كلثوم لأول مرة.

صاحبة فضل

إن لأم كلثوم فضلين، فضل كمطربة وفضلًا كمساهمة بعقلها في بناء النهضة الموسيقية الحديثة في مصر والشرق، وفضل أم كلثوم كمطربة أنها جمعت من مواهب المطرب التي يجب أن تتوافر فيه كل ما يمكن للطاقة البشرية أن تجمعه، فقديما كان على المطرب الناجح أن يغني في سرادق به آلاف المستمعين، وعليه أن يسمع تلك الآلاف صوته بدون الميكرفونات، وأن يكون قادرا على الغناء ساعة متصلة أو أكثر، وأن يتمكن من التنويع وتغيير المقامات حتى يذهب الملل من تلك الجماهير الغفيرة.

سـر عظمتها

أم كلثوم كانت قادرة على جمع كل هذه المواهب في صوتها، وتتمتع بكل ما يجب أن يتوافر في المطرب الذي يسعد الآلاف وهو يغني وينتقل من المقامات بسلاسة، وأما عن مساهمتها في الطفرة الفنية الحديثة، استطاعت أن تقرب منها الشاعر أحمد رامي ليجود لها بأشعاره ذات المعاني الرائعة لتؤديها بشكل بديع، ولميت بإحساسها الواعي أن الجمهور سينفر من الأغاني ذات المعاني الخليعة، وأن الرأي العام لن يقبل مستقبلا طقاطيق وأغاني من نوع "إيه اللي جرى، في المندرة"، فقربت رامي إليها لترقى بفن الغناء من الابتذال، فبدأت بطفرة رائعة "الشك يحيي الغرام".

الاكثر قراءة