جاءت واقعة انتحار الطالبة بسنت إثر تناولها مادة سامة "حبة غلة" داخل غرفتها بمنزلها بمحافظة الغربية، بعد تعرضها للابتزاز بصور مفبركة، لتدق ناقوس الخطر بشأن حماية الأبناء من التعرض لمثل هذه الوقائع وكيفية التعامل معها بحكمة وهدوء.
وقدم خبراء في أمن المعلومات عددا من النصائح بشأن تلافي الوقوع ضحية للابتزاز الإلكتروني، مؤكدين أهمية دور أولياء الأمور في احتواء أولادهم، وإبلاغ الجهات المعنية بمحضر رسمي للتعامل مع هذه الجرائم، وعدم مشاركة الصورة الشخصية بشكل واسع، حتى لا يقع الشخص ضحية فبركة صور أو انتهاك خصوصية وابتزاز إلكتروني.
حماية البيانات الشخصية
قال أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن قانون حماية البيانات الشخصية الصادر في 2020 ينظم حماية الحقوق الشخصية على الإنترنت، لذلك فأي شخص يتعرض لإساءة أو ابتزاز إلكتروني أو غير ذلك من أشكال الانتهاكات للبيانات الشخصية فعليه أن يقوم بالإبلاغ فورا وعدم الاستسلام.
وأوضح مصطفى في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن أي شخص يتعرض لأي شكل من أشكال المساومة أو الابتزاز أو الهجوم الإلكتروني أو الفبركة أو انتحال الشخصية أو السب والقذف، عليه أن يبلغ الجهات المختصة لأن كل هذه الجرائم يعاقب صاحبها بموجب القانون وتصل العقوبة إلى الحبس أو غرامات مالية بنحو نصف مليون جنيه.
وأكد أن مباحث الإنترنت والأجهزة المعنية يمكنها تتبع مصدر الهجوم والتوصل لمرتكبه والقبض عليه، موضحا أن الابتزاز الإلكتروني لن ينتهي ولكن يجب التعامل معه بحكمة، مشيرا إلى أن واقعة انتحار الطالبة بسنت خالد جاءت لتعيد النظر لضرورة التصدي لهذه المشكلة.
نصائح لحماية البيانات
ونصح الخبير التكنولوجي الفتيات أو الأشخاص بوجه عام من أجل عدم التعرض لمثل تلك الوقائع من الابتزاز الإلكتروني ومنها، بعدم مشاركة الصور الشخصية وتفاصيل الحياة باستمرار على مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي لأنه من السهل فبركتها.
وأكد أهمية حماية الحسابات الشخصية حتى لا يتمكن أحد من اختراقها من خلال تغيير كلمات السر وعدم مشاركتها مع أحد وتغييرها بصفة دورية، موضحا أن الفبركة والاحتيال وانتحال الصفة كلها من أشكال الجرائم الإلكترونية التي نص عليها القانون وهي مجرمة بموجبه ولها عقوبات متفاوتة.
كيفية التعامل مع جرائم الابتزاز الإلكتروني
قدم الدكتور وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، عددا من النصائح لمواجهة الابتزاز الإلكتروني وفبركة الصور وغيرها من الانتهاكات التي قد يتعرض لها الشخص على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد حجاج، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه يجب عدم تصديق أي شيء يتم تداوله على مواقع الإنترنت لأن كل شيء يمكن فبركته وتركيبه بسهولة سواء كان فيديو أو صور ثابتة، مشددا على أهمية بناء جسر من الثقة بين الآباء مع الأولاد لطمأنتهم ومصارحتهم في حالة التعرض لأي من تلك المشكلات.
وأشار إلى أنه يمكن للآباء متابعة سلوك أولادهم من خلال بعض برامج الرقابة الأبوية التي تمكن الوالدين من متابعة سلوك أولادهم ومعرفة المواقع التي يدخلونها وكيفية استخدامهم لمواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، مشددا على أهمية رفع الوعي عند المواطنين بالتعامل مع مثل تلك الوقائع عند التعرض للابتزاز.
ولفت إلى أن قانون 175 لسنة 2018 يجرم كل تلك الأفعال بعقوبات مشددة، لكن يجب على الشخص أن يتقدم ببلاغ أولا، مشددا على أنه على الأبناء إبلاغ أولياء الأمور في حالة تعرضهم لهذه المشكلات وأن يقوم أولياء الأمور بعمل محضر وإبلاغ الجهات المعنية لتتولى التحقيق، وهناك إدارات مختصة في مكافحة جرائم الإنترنت أو في مديريات الأمن في المحافظات.
وطالب حجاج بضرورة أن يحد الشخص من الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي لأن وضع كم كبير من الصور الشخصية يسهل على المجرمين استغلالها وخاصة للفتيات، مشددا على أنه يجب توعية الأولاد بعدم تداول الصور الشخصية بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي حالة التعرض لأي شكل من أشكال الابتزاز يجب الإسراع بالإبلاغ عن هذه الواقعة.