كانت ومازالت مؤسسة دار الهلال منارة للعلم والثقافة والأدب، فهي الدار التي عمل بها كبار رجال الأدب والشعر والثقافة في مصر، منهم فكري أباظة ويوسف السباعي وعلي ومصطفى أمين وصالح جودت وأمينة السعيد وأحمد بهاء الدين وأسماء أخرى لامعة، ولم تكن دارنا تطمح يومًا في ربح مادي، فرسالة التنوير وطرح المطبوعات القيمة للجمهور بسعر رمزي هو رسالتها حتى الآن، واليوم نكشف الأسرار عن حدث عمره 69 عامًا، وهو احتفال دار الهلال بعيدها الستيني، والذي دعت إليه الرئيس محمد نجيب ونخبة من رجال الجيش وأساتذة الجامعات والأدباء ونجوم الفن، وحسب ما جاء في مجلة الكواكب عدد 6 يناير 1953 نروي الكواليس.
الرئيس في دار الهلال
جاء في التقرير المصور أن دار الهلال أقامت حفل شاي بمناسبة عيدها الستيني، دعت إليه نخبة ممتازة من رجالات الجيش والأدب والعلم ، كان في مقدمتهم الرئيس اللواء محمد نجيب، وضباط القيادة وعلي زكي العرابي ومحمد العشماوي ومجمود حسن وفؤاد أباظة والدكتور أحمد حسين وعزيز أباظة وغيرهم، كما دعت سليمان نجيب وزكي طليمات وعبد الرحمن صدقي وفريد الأطرش وحسين صدقي ومحمد كريم ونخبة من نجوم الفن، بينهم آسيا وماري كويني وليلى الجزائرية.
نجيب يطلب ضم آسيا
عندما حضر الرئيس نجيب همست الفنانة آسيا تخاطب نفسها: "إذا لم أصافح نجيب فسوف اتكدر طوال العام الجديد"، وظلت تدفع بمنكبيها الحاضرين حتى اقتربت من محمد نجيب، ورآها الرئيس فمد يده إليها مبتسمًا، وقال "إحنا عاوزين نضم آسيا إلينا.. إلى صفنا.. الهند وباكستان و...".
وشه حلو
تقدم الفنان فريد الأطرش من الرئيس ليصافحه، فقال له نجيب مبتسمًا: "نرجو أن يكون "وش" العهد الحاضر كويس على الفنانين وعلى الأفلام، وإني بهذه المناسبة أشكر أهل الفن مساهمتهم معنا في مشروع قطار الرحمة، فقد نجح بفضلهم، جزاهم الله كل الخير".
ناقص تونس
عندما همت ليلى الجزائرية بمصافحة اللواء نجيب، قيل له إنها "ليلى الجزائرية"، فقال لها على الفور "والله عال.. دي آسيا والجزائر هنا.. وأنا عاوز حاجة من تونس كمان".
وقال اللواء محمد نجيب إن لدار الهلال فضلًا كبيرًا على الفنون في مصر.. فهي التي حملت لواء العلم والأدب والفن منذ ستين عامًا.. وقد ازدهرت الفنون بفضل رسالتها.
بقي أن نؤكد أن زيارة الرئيس نجيب لدار الهلال لم تكن الأولى، فقد زارها لأول مرة، في أول أغسطس 1952، ووجه في تلك الزيارة خطاب شكر للمؤسسة، وخص رجال مجلة المصور بالشكر وعلى رأسهم فكري باشا أباظة والكاتب الصحفي حلمي سلام على مقالاتهما التي دعمت الضباط الأحرار وساندت ثورة يوليو 1952.