الإثنين 29 ابريل 2024

بعد زيارة السيسي مرتين لـ"غرب سهيل".. تعرف على قصة فتحي حسين موثق "تهجير النوبة" (صور نادرة)

الرئيس السيسي أثناء زيارته لـ غرب سهيل

تحقيقات8-1-2022 | 23:43

محمد المالحي

- تعلم التصوير علي يد أرمني.. وأسس في الأربعينيات وكالة مصورة مع زميله رشاد القوصي

- طلب منه "هيكل" الانضمام لـ"الأهرام" عام 1962.. وكلفه بالمهام الصعبة

- رفض بيع "نيجاتيف" حرب اليمن لوكالة أجنبية.. وأرتبط بصداقة وطيدة مع ليلي مراد والعندليب

 

خلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، عددا من المشروعات بصعيد مصر، نهاية ديسمبر الماضي، وافتتاح عددا من المشروعات، ومتابعة تنفيذ تطوير خدمات المبادرة الرئاسية (حياة كريمة) لتنمية الريف المصرى، زار قرية غرب سهيل السياحية النوبية، بمحافظة أسوان، للمرة الثانية خلال شهر، عقب زيارته الاولي للأطمئنان علي تداعيات السيول، وسط فرحة أهالي النوبة العارمة.

قام الرئيس خلال الزيارة بجولة لمتابعة تنفيذ تطوير الخدمات بالقرية ضمن مبادرة (حياة كريمة)، وتفقـد السـوق السياحي، وشجع الشباب على المضي قدما في الترويج للسياحة، كما أثنى على كرم أهل النوبة وحسن ضيافتهم، تناول وجبة الغداء معهم، ووجه الدعوة للطفلة ( جنى ) والطفـل ( ساجد ) لحضـور النسخة الرابعة من منتدي شباب العالم، الذي يعقد يناير الجاري في مدينة شرم الشيخ، مؤكدا أن الدولة بكافة أجهزتها حريصة على دخول الخدمات الأساسية لمركز أسوان بالكامل.

زيارة الرئيس السيسي التاريخية لقرية غرب سهيل، أحيت في قلوب كبار السن من أهالي النوبة، ذكري المصور الصحفي الكبير، في الأهرام، الراحل فتحي حسين، أبن قرية "أمبارك اب"، عاشق تراب النوبة وتراثها.

 حيث سجلت ووثقت عدسة كاميرته كافة مراحل "التهجير" وبناء السد العالي، عبر الاف الصور التاريخية الخالدة في ذاكرة مصر، اضافة لأشهر صور رجال السياسة والفن ونجوم المجتمع، علي شواطئ مدينة الإسكندرية، خلال حقبتي خمسينات وستينات القرن الماضي.

أثنان من أبناء الراحل احترفا التصوير، تأثرا بوالدهم، وأمتهن ثلاثة أخرين مجالات أخري، يروي الأبناء الزميلين، حسين فتحي، نائب رئيس تحرير الأهرام بالإسكندرية، وطارق فتحي، مدير تحرير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعروس المتوسط، حكاية والدهم في بلاط صاحبة الجلالة، لـ"الهلال" بفخر وأعتزاز، فهو كما منحهم الموهبة بالوراثة، منحهم أسرار "الكاميرا" ومفاتيحها، والسيرة الطيبة، الأطول من العمر.

مفارقات عدة في حياة فتحي حسين، بداية من الميلاد للوفاة، فهو من مواليد 5 يونيو 1919، وتوفي أيضا في 5 يونيو 2000، عمل في بداية حياته في القاهرة علي يد مصور أرمني منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، بعدها أنتقل للإسكندرية بداية الاربعينيات، وبدأ في مراسلة المجلات الفنية، وقتها وحتي منتصف الستينات، كانت المدينة الساحلية، خلال شهور الصيف مقصدا للحكومة ونجوم المجتمع، حيث تنتقل الحكومة بالكامل لمقرها الصيفي، بمقر رئاسة الوزراء بـ"بولكلي"، ويقضي نجوم ومشاهير مصر، أوقاتهم بكبائنهم الخاصة بشاطئ سيدي بشر، على رأسهم مصطفي النحاس باشا، رئيس الوزراء، الموسيقار محمد عبد الوهاب وليلي مراد وغيرهم من المشاهير.

خلال تلك الفترة أسس فتحي حسين مع زميله المصور رشاد القوصي، وكالة أنباء صحفية مصورة باسم "وكالة أنباء الإسكندرية المصورة"، إعتمادا علي ماتشهده "عروس المتوسط" من أحداث وفاعليات طوال أشهر الصيف، وزخم الأخبار والفاعليات لمشاهير السياسة والفن.

عام 1962 قابل فتحي حسين، الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، في نادي الجزيرة، وطلب منه "الأستاذ" الأنضمام لكتيبة مصوري"الأهرام"، وبدأ يكلفه بالمهام الصعبة، منها توثيق تهجير قري النوبة، عام 1964 مع مجموعة كبيرة من نجوم الصحافة وقتها، من صحف مختلفة، منهم الرسام الكبير بيكار، ومنير كنعان، وغيرهم، وهو ما نجح فيه "حسين- نتيجة جذوره النوبية" ببراعة أبهرت هيكل، كذلك مراحل توثيق بناء السد العالي.

كذلك تغطية حرب اليمن، كمراسل ومصور، ووقوعه في الاسر وقتها، من الانقلاببين، والحكم عليه بالاعدام، ونجاته في اللحظات الاخيرة بمعرفة قوات الجيش المصري، قبل ساعات من تنفيذ حكم الاعدام، وحصوله علي رتبة عميد شرفي في الجيش اليمني وقتها، من الرئيس اليمني عبد الله السلال، ورفضه بيع "النيجاتيف" الخاص بتغطية الحرب اليمنية وقتها، عبر وسطاء لإحدي الوكالات الأجنبية مقابل 35 الاف جنيه أسترليني، وهو ثروة كبيرة وقتها، بإعتبار لايملك  النيجاتيف  والصور لكنهما" ملك مصر وجيشها وجريدة الأهرام".

كما شارك في تغطية حرب الاستنزاف كمصور، مع الكاتب الصحفي الكبير الراحل مكرم محمد أحمد، ونتيجة أجادته التامة للغة الانجليزية تم تكليفه بتغطية زيارة بطل الملاكمة العالمي محمد علي كلاي، لمصر، في منتصف الستينات، ونجاحه في إقناع "كلاي" بزيارة جريدة "الأهرام" ولقاء المحررين بها، رغم رفض الحرس المكلف بتأمين البطل الشهير للزيارة، باعتبارها ليس مرتبا لها وغير موجودة في جدول زيارته لمصر.

علاقة فتحي حسين بنجوم الفن في مصر، كانت وطيدة ووميزة، بحكم أقامتهم طوال أشهر الصيف بالإسكندرية وقتها، وأرتبط بعلاقة صداقة وطيدة وفريدة من نوعها، مع عددا منهم، أبرزهم المطربة الكبيرة ليلي مراد، والعندليب عبد الحليم حافظ في بدايته وقبل شهرته بداية الخمسينيات، حيث كان "فتحي" وسيط تعارفه علي ليلي مراد، حيث طلب منه أصطحابه للكابينة الخاصة بها في شاطئ سيدي بشر، وتقديمه لها، وهو ماحدث فعليا، كذلك المطرب محرم فؤاد، الذي كان أحد أقرب أصدقائه أيضا.

حب المهنة والاخلاص في العمل واحترام الزملاء، أهم ماتعلمه حسين فتحي، عن والده المصور الراحل.

ويضيف شقيقه طارق فتحي:" أهم درس تعلمته منه أنا وشقيقي، وكان يردده دائما، أن المصور الصحفي الناجح لابد ان يكون بارعا في ثلاث نقاط، هي: تكوين الكادر وسرعة التقاط الصورة، الكتابة على الالة الكاتبة- وقتها- والقدرة على الصياغة الصحفية بجانب عمله كمصور".

Dr.Randa
Dr.Radwa