يصدر قريبًا عن دار زين للنشر والتوزيع، الكتاب الساخر «مولد سيدي الكداب» للكاتب الساخر والروائي محمد راضي، وذلك بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 53 والتي تنطلق فعالياتها في الـ26 من يناير الجاري.
في هذا الكتاب يأخذنا محمد راضي إلى عالم موازٍ، حيث شعبًا اختار أن يحكمه كبير قبيلة الصادقين، الذي لا يقدر على الكذب لا هو ولا أفراد قبيلته، حيث يكتشف الناس من خلال تجاربهم الفاشلة مع الملوك السابقين أن أكبر مشاكلهم هي وضع ثقتهم في الكاذبين، فيقرروا تنصيب كبير الصادقين زعيمًا عليهم.
لكن سرعان ما تتبدل الأحوال بعدما يبيح "الصادق بيبرس" كل أنواع الجرائم ولم تعد هناك جريمة يحاسب عليها القانون إلا الكذب. سنرى تبعيات قانون الصادقين على جميع فئات الشعب، ونرصد وقع الصدق عليهم وتأثيره في حياتهم.. وهل يصبح الصدق جميلا إن فُرض بالقوة وأجبر الناس عليه، أم يفيض بهم الكيل ويشتاقون للكذب مرة أخرى..؟
يتطرق العمل إلى مسالك شائكة يطرح فيها العديد من الأسئلة بين العديد من المفارقات والمواقف التي تتركك مُحيرًا بين ضحك صاخب وبكاء مرير. ومن أجواء العمل نقرأ" هذا ملخص ما لاحظته خلال مراقبتي أحوال العباد بعد فرض قانون الصادقين على البلاد. الممنوع مرغوب، لهذا يتمنون جميعًا لو عاد بهم الزمن لفترة حكم الرئيس السابق، فقط ليستطيعوا الكذب بحرية مرة أخرى.. ناهيك عن تدهور العلاقات فيما بينهم بانتهاء المجاملات.
ولأن في الصراحة الدائمة الكثير من الوقاحة، أصبح مألوفًا أن ترى العداء بين الأخ وأخيه.. الابن وأبيه.. الرجل وزوجته.. في الأسرة الواحدة لن تجد شخصين ما زالا يتحدثان كما كانا قبل جعل الصدق مفروضًا..! وبالتالي لن تجد في المجتمع بأكمله اثنان على وفاق.
واحتال الناس على ذلك بتقليل فترة المحادثات حتى أضحت لا تتعدى الثواني، كلمة ورد "غطاها"، ومن يرغب في أن يجري حوارًا مطولا مع غيره سيتوجب عليه خرق القانون لأنه سيجد نفسه مضطرًا للكذب مرة على الأقل حفاظًا على علاقته بمحدثه.
محمد راضي روائي وكاتب ساخر شاب، من مواليد دمنهور محافظة البحيرة عام ١٩٨٨، نشر أول أعماله شت لاند في صيف ٢٠١٥، وفي معرض كتاب ٢٠١٧ نشر روايته "الولي" ثم في صيف نفس العام طرح كتاب ساخر بعنوان "أرض البامبرز" وبسبب نجاحه تم تحويله لعرض مسرحي، وأتبعه بنشر كتابه الساخر "هكذا تكلم حموءة" في معرض كتاب ٢٠١٨ مع دار الرواق، وعاد في معرض كتاب ٢٠٢٠ بكتابه الساخر "القتل يسبب الوفاة" مع دار تشكيل أتبعه بكتابه "زيزي بيه"، وكان آخر أعماله هو كتابه الساخر" لا والنبي يا عبده"، كما كتب راضي سكتشات ساخرة لعدد من المنصات والبرامج الكوميدية.