حوار: رانيا سالم
عدسة: آيات حافظ
النائب محمود بدر.. موقعه فى حركة “تمرد” التى خرجت لتواجه حكم الجماعة الإرهابية، أتاح له أن يكون قريبا من خطوط الخطر، غير أن الرياح الثورية التى هبت على مصر، جعلته واحدا من الذين شاركوا فى واحد من أهم مشاهد ثورة ٣٠ يونيو، ليستمر دوره بعد ذلك، فى العمل السياسى، حيث أصبح نائبا برلمانيا فى أول مجلس بعد ٣٠ يونيو.
“المصور” التقت “بدر” الذى تحدث عن تقييمه لـ ٣٠ يونيو فى ذكراها الرابعة، حيث ألقى الضوء على جزء من إنجازاتها، وفى الوقت ذاته لم يخف أن لها إخفاقات تحسب عليها وليس لها.
ومن نقطة “تقييم الثورة”، انطلق الحوار إلى منطقة “الشباب” والأداء البرلمانى، وموقفه من الخطوات الحكومية، وأمور أخرى فى الحوار التالى:
تزامنا مع الذكرى الرابعة لها.. كيف تقيم ثورة ٣٠ يونيو ؟
أفتخر أننى شاركت فى ثورة ٣٠ يونيو، وسأخبر ابنى إسماعيل أننى شاركت ولو بجزء بسيط فيها، فثورة ٣٠ يونيو أعادت الريادة المصرية فى المنطقة العربية والإسلامية، بل إن القيادة السياسية المصرية نجحت فى فرض الأجندة المصرية على الأمة العربية بأكملها، وهو ما لمسه الجميع خلال الفترة الماضية، عندما عادت مصر بقوة لتتصدر المشهد فى الأمة العربية والإسلامية، وهو أمر أرى أنه من أبرز إنجازات ٣٠ يونيو.
التصدى للفقر والفساد والإرهاب يعتبر الإنجاز الثانى الأكبر للدولة المصرية التى نجحت خلال وقت قياسى فى بناء عدد من المشروعات الصناعية والزراعية وسعت لإصلاح اقتصادى، وخاضت حربا شرسة ولا تزال تخوضها ضد الفساد والإرهاب.
ما الذى يمكن وضعه فى سجل إخفاقات الثورة؟
يبقى ارتفاع أسعار وغلاء فى ظل غياب للرقابة وأداء حكومى ضعيف، أبرز الإخفاقات إن حُملت على مسئولية ٣٠ يونيو.
وأين شباب ٣٠ يونيو الآن؟
شباب ٣٠ يونيو نجح فى فهم وإدراك التحول من الثورة الدائمة إلى ثورة بناء الدولة، ولهذا فرموز ٣٠ يونيو من الشباب تقلدوا مواقعهم كل فى مكانه سواء عاملا فى مصنع، مزارعا ، طبيبا ، مهندسا ، نائبا فى البرلمان الجميع يعمل لإعادة بناء الدولة المصرية، وهو ما ظهر للجميع عبر اللقاءات الدورية فى مؤتمر الشباب الذى تحدث فيه الشباب بشكل مباشر مع الرئيس عبد الفتاح السيسى والمسئولين وقيادات الدولة عن قضاياهم ومشكلاتهم والمعوقات التى تقابلهم، لكن على هؤلاء الشباب المزيد من الوعى والثقافة بأهمية الدولة وبنائها والتقريب بين أطيافها وانتماءاتهم والدفاع عن هوية الدولة المصرية.
حديثك السابق كان بشكل عام.. لنكن أكثر تحديدا أين الشباب من العمل السياسى؟
لا يمكن أن نحمل الشباب كل شىء، صحيح أن عليه مسئولية المشاركة والعمل، لكن على الأحزاب أن تطور نفسها، وأن تلتحم بالشباب ليس فى العاصمة فقط بل فى كافة المحافظات المصرية، وأن تسعى القيادات الحزبية للاندماج والالتحام مع المواطنين فى كافة هذه المحافظات، وأن تدعم شبابها فى مجالس المحليات فور الانتهاء من إعداد قانون الانتخابات المحلية.
وقد نجحت مبادرة الدولة فى تأهيل الشباب عبر تدريب ٥٠٠ شاب فى البرنامج الرئاسى، لكن على الأحزاب أن تقدم تجربة مماثلة حتى يتم استيعاب الشباب المصرى الذى يمثل ٦٠٪ من المجتمع المصرى، وأن تطرح هذه الأحزاب برامج لتوعية الشباب على المستوى السياسى والتنموى والاقتصادى، فلا يوجد حزب قدم هذه التجربة.
وفى ذات السياق أرى كما على الدولة الانتهاء من تشكيل المجالس المحلية فهى المحك العملى الأساسى لتعليم الشباب وإكسابهم مزيدا من الخبرة عن الواقع والإمكانيات على مستوى المحافظات.
هناك تجربة أحزاب شبابية كحزب مستقبل وطن نجح فى ضم عدد كبير من الشباب على مستوى كافة المحافظات.. كيف تقيم هذه التجربة؟
حزب مستقبل وطن ليس حزبا شبابيا، فتمكين الشباب لا يعنى أن أضع شابا على رأس الحزب، كما أنه ليس هناك حزب على مستوى العالم مقتصر على الشباب فقط، لأن الحزب هو تمثيل للمجتمع بأكمله يجب أن يضم كافة الأعمار والأطياف ومنها الشباب، ولهذا فالتجربة الحزبية لم تنضج بعد، وهنا على الدولة والقيادات الحزبية أن تدعم تمكين الشباب فى أحزابهم وأن تتيح كافة أشكال العمل الحزبى أمامهم لنستطيع أن نكون جيلا من الساسة الشباب يمتلكون الخبرة بالعمل الحزبى.
ذكرت أن المجالس المحلية تعتبر الخطوة الأهم فى إكساب الشباب مزيدا من الخبرة فى العمل السياسى .. هل لديك تفسير لتأخير إقرار قانونها؟
يمكن أن نرجع ذلك التأخير إلى أن التقسيم الإدارى للدولة قد يحتاج مزيدا من الوقت، ولن نتحدث كثيرا فى أسباب تأخيره، فكافة المؤشرات ترمى إلى أن الانتخابات المحلية ستعقب الانتخابات الرئاسية المقبلة ٢٠١٨، لكن دعونى أتحدث هنا عن أهمية الانتهاء من المجالس المحلية وتشكيلها فوفق الدستور سيكون ربع المقاعد فى المجالس المحلية من الشباب وهو ما يعنى وجود ١٣ ألف شاب فى هذه المجالس، ستتاح لهم ممارسة العمل السياسى على أرض الواقع من إمكانيات ومعوقات بما يكسبهم مزيدا من الخبرة فى ابتكار حلول من أرض الواقع، ليخرج لنا مشروع نائب وسياسى ناجح اصطدم بالواقع ونجح فى فك طلاسمه.
البعض يردد أن الشباب أصابه الإحباط وأنه سيعزف عن المشاركة فى الانتخابات.. إلى أى مدى تتفق مع هذا الرأى؟
نقطة نظام.. من يتحدث عن عزوف الشباب عن المشاركة السياسية من أين تأكد هل لديه إحصاءات أو دليل، أم أنه كلام مرسل، لا يمكن أن ألخص الشباب المصرى في من يدون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك وتويتر” لهم منا كل الاحترام_ لكن شريحة الشباب فى المجتمع المصرى ٦٠٪، منهم المزارع والعامل وشباب الجامعات، وجميعنا رأيناهم فى مؤتمرات الشباب التى عقدت فى الغردقة وأسوان، هناك من يقاطع ولكن هناك قطاعا كبير ا يشارك ويندمج ويعمل ويناقش.
بصفتك النيابية.. كيف ترى تجربة شباب ٣٠ يونيو فى البرلمان؟
إيجابية رغم كل الصعوبات والمعوقات، وهى ضعف إمكانيات وتباطؤ الحكومة، فمثلا قمت بإنهاء موازنة إدخال الغاز الطبيعى لأبناء دائرتى منذ سنة ونصف السنة وحتى الآن لم يبدأ العمل فيها، وهذا الأمر مثال على التباطؤ الحكومى.
أما داخل البرلمان فالشباب نجح فى اقتناص فرصته وهناك شباب أمناء سر فى اللجان، ونجحوا فى فرض أنفسهم داخل قاعات اللجان والجلسة العامة، والتجربة البرلمانية الحالية ضمت ١٤١ شابا أعمارهم أقل من ٤٠ سنة، و ٦١ شابا أعمارهم أقل من ٣٥ سنة نجحت فى التكامل بين الأجيال من ذوى الخبرة والشباب، بما يكسب الجميع تراكما فى الخبرات.
من وجهة نظرك.. كيف تفسر تزايد استخدام اتهامات “التخوين” فى خلال الفترة الحالية؟
للأسف التخوين تحول إلى أزمة حقيقية، فقد تحولنا من دائرة التكفير إلى دائرة التخوين، ويمكن القول إن هذه الدائرة واحدة من الإفرازات السيئة لهذه الفترة، فكما تفرز الثورات أفضل ما فى الشعوب على الجانب المقابل قد تفرز أسوأ ما فيها، ودخول عدد كبير من الشباب المعترك السياسى دون خبرة أو وعى قد يكون السبب ، لكن مع مرور الوقت بالتأكيد ستنتهى هذه الآفة.