الجمعة 28 يونيو 2024

عفاف عبد المعطي: شعب مصر صبور.. لكن ثورته لا يقدر عليها أحد

29-6-2017 | 13:40

كتب : أحمد فيصل

أكّدت الناقدة والمترجمة الدكتورة عفاف عبد المعطى، أن ثورة 30 يونيو كانت بمثابة موجة جديدة من موجات ثورة 25 يناير.

وقالت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن تاريخ الإخوان المسلمين تاريخ دموي أضر بالأمة المصرية ضررا بالغا، فمنذ نشأة جماعة الإخوان على يد المرشد حسن البنا وهى جماعة ذات طموح سياسي أكثر منها ذات طابع ديني، فالدين بالنسبة لهذه الجماعة ما هو إلا ذريعة لتقلد زمام الحكم بحجة التذرّع بالآية الكريمة "إن الحكم إلّا لله"، لذلك اعتقدوا أنفسهم حكام الله في الأرض، وقد أوّلوا الآيات القرآنية تأويلا تعسفيا وتبريريا لتسويغ جرائمهم التي قاموا بها أيام الملك مثل اغتيال النقراشي والخازندار، ثم أتت مرحلة التحدي للدولة المصرية بعد 52، ومحاولة اغتيال عبد الناصر في المنشية في الإسكندرية عام 54، وظهر دوي إمامهم الجديد السيد قطب الذى كانت رسالته تحض على تكفير المجتمع وإرهابه، وبالتالي ظهرت جماعة القطبيين الساعية إلى ترهيب المجتمع.

وكان من بين الشباب المنتمين إلي تلك الجماعة آنذاك الدكتور محمد بديع، ومنهم من هرب إيعاذا بإقامة مجتمعا دوليا للإخوان مثل سعيد رمضان زوج ابنة حسن البنا. وبناءً عليه انصب اهتمام الإخوان على التستر وراء تأويل الدين سعيا للحكم إلى أن أتتهم الفرصة بعد وهن الدولة المصرية بعد فترة من الحكم الطويل لمبارك الذى أهمل مصر في فترة ممتدة من حكمه، فلم يبق للناس سوى الجهل والفقر والمرض.

وبعد 25 يناير ركب الإخوان الموجة، وانتهزوا فرصة ضعف المجتمع، وبشكل أو بآخر تقلدوا حكم مصر، ولم يكن محمد مرسى سوى ترسا في جماعة الإخوان يريدون به السيطرة على مصر وجعلها إمارة إسلامية، وقد كان للنخبة المصرية، وإثارة الوعى الشعبي، فضلا عن أعمال الإخوان الإرهابية مثل أحداث الاتحادية المؤسفة، دافعا كبيرا لخروج الناس عليه والتحامهم بالجيش، الذى يعلم الشعب أنه وطني وأنه صمام أمان مصر ولن يبيع أو يخون شعبه أيضا، وبالتالي خرج الناس بالملايين لرفض حكم الإخوان ووسيطهم محمد مرسى.

فالوطن للمواطن وليس للجماعة، وولاء الحاكم للوطن وليس لجماعة بعينها، ويخطئ من يظن أن وعى الشعب المصري وفطنته ليست كافيه، فالشعب المصري صبور ومتحمل مثل الجمل، لكن ثورته لا يقدر عليها أي حاكم مهما اغتر بنفسه أو جماعته.