السبت 18 مايو 2024

مصر وبناء السد العالي


محمد محمود عبد الرحيم

مقالات15-1-2022 | 20:21

محمد محمود عبد الرحيم

محافظة أسوان يوم 15 ينايرعام 1971، تم الاحتفال بافتتاح السد العالي في عهد الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، بعد أن تم الانتهاء من السد، يوليو 1970 في عصر الرئيس جمال عبد الناصر، ووصلت تكلفة بناء السد إلى نحو 450 مليون جنيه تقريبًا، وهو مبلغ كبير للغاية بمقايس العصر وقتها. 

يوم وطني تاريخي بكل المقاييس، وحتى على المستوى الشخصي لحصول جدي العزيز عبد الرحيم عبد السلام في مثل هذا اليوم، على نوط الامتياز من الطبقة الثانية من الرئيس السادات 
تقديرًا لجهوده في بناء السد وبمناسبة افتتاح السد العالي، بالإضافة لحصوله على ميدالية السد العالي من الرئيس جمال عبد الناصر 1964، فكل التحية والفخر والتقدير لكل من ساهم في بناء السد العالي.

يعتبر السد العالي من أعظم وأكبر مشروعات القرن العشرين من الناحية المعمارية والهندسية كما أنه له أهمية بالغة وتأثير مباشر على شكل الحياة في مصر، وساهم بشكل كبير في حماية مصر من الفيضانات العالية التي كانت تغرق مساحات واسعة وتضيع المياه هدرًا في البحر المتوسط دون اي استفادة، بالإضافة إلى إنتاج طاقة كهربائية تصل إلى 10 مليارات كيلو وات ساعة سنويًا، وساهمت هذه الطاقة في بناء العديد من المصانع الوطنية، بالإضافة إلى إيصال الكهرباء للمحرومين من الكهرباء في مصر، بخلاف أنه مشروع يرمز لانتصار الإرادة الوطنية بلا شك ونموذج لكسر الاستعمار في التاريخ الحديث بعدما رفض الغرب تمويل بناء السد ولكن في النهاية تم بناء المشروع. 

السؤال المطروح هل استفادت مصر من السد العالي؟ 

الإجابة وبعد عشرات السنين عند تقيم مشروع السد العالي لا نجد أن هناك حقيقة واحدة أنه من أعظم مشروعات مصر في تاريخها المعاصر، فكرة السد العالي كانت مطروحة للدراسة والتنفيذ منذ عهد الدولة الفاطمية في عهد الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله، وحاول العالم العربي الحسن بن الهيثم وقتها المولود في عام 965، ورحل في 6 مارس 1040 بالقاهرة، وعاش فترة كبيرة من حياته في مصر وكان لدية دراسات حول إمكان تنظيم مياه الفيضان وإنشاء سد، ولكنه تراجع وأكد أن المشروع لن يتم ولكن ربما الأجيال المقبلة تصنع مشروع يمكنه تنظيم مياه الفيضانات في مصر، ومن هنا فهناك أجيال تسلم أجيال منذ الدولة الفاطمية، وحتى اليوم هناك دائمًا وأبدًا تفكير مستمر في التنمية والتطور ولكن يبقى الأهم هو التنفيذ والاستفادة. 

في العصر الحديث، تقدم المهندس المصري اليوناني أدريان دانينوس إلى قيادة ثورة 1952، بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه. 

حاليًا وعلى جانب آخر تم افتتاح مشروع محطة بنبان للطاقة الشمسية في أسوان، وتعد أحد أكبر محطات توليد الطاقة الشمسية في العالم، بالتالي هو مشروع مكمل وليس منافس للسد العالي بعد نصف قرن تقريبًا، كان لا بد للمصريين أن يصنعوا معجزة أخرى. 

في النهاية يبقى التحدي الأكبر لنا هو الحفاظ على مياه النيل من أي مؤمرات لاستكمال الحق في التنمية.

الاكثر قراءة