السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

تحصين المناعة الوطنية

  • 16-1-2022 | 15:45
طباعة

منذ أن تولي المسئولية يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على تحصين الوعي من شوارد  أهل الشر وتلاعبه وذلك إدراكا من الرئيس لأساليب التحريض التي عادة ما تبني خيالات قائمة على اقتصاص العبارات واجتزاء المفاهيم والأحداث لتكوين وعي مغلوط ليس له نهاية إلا الانفجار والتشظي وهذا بالضبط ما يحرص علي مواجهته الرئيس السيسي في كل ظهور إعلامي له وفي كل محفل وآخرها منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة بشرم الشيخ.

حيث تعد جلسات الرئيس ونقاشه بمثابة لقاح يعزز المناعة الوطنية ضد فيروسات معسكر الخراب بتنوع عضويته وتعدد طفراته في الداخل والخارج حيث يقدم الرئيس وببراعة ملخصا لكافة القضايا والشكوك والمخاوف داخل المواطن بلغة يفهمها لتمثل مثل هذه اللقاءات موسما لتأمين العقل الجمعي للمصريين والتي تمنحه جرعة تعزيزية لصيانة مناعته الوطنية.

تحدث الرئيس في جلسة شديدة الأهمية جمعته بالصحفيين الأجانب حيث قدم لهم وللمصريين من قبلهم وجبة شديدة الوضوح عن قضايا يحلو لأهل الشر ممارسة هوايتهم في التلبيس حيث تحدث عن خطورة ممارسة نوع من التسلط على عقائد الناس وكيف من الممكن أن يتحول ذلك إلى احتراب نحن في غني عنه لنتعلم كما تعلم غيرنا ثقافة التعايش وان الاختلاف في العقيدة أو فهم الأديان ليس مدعاة للعداء والخصومة.

وحذر الرئيس أيضا من تعميم منطق المقارنة بين دول تنهض للوفاء بمسئولياتها ودول ترسخت فيها تلك الحقوق بعد سنوات طويلة من العمل وامتلاك الأسباب وهي منطقة كان يحلو لأهل الشر الذين كانوا يعقدون مقارنة منقوصة مغرضة بين تفاوت الخدمات بين دول العالم الأول ودول العالم الناهض منبها الجميع أن موارد مصر لا تكفي سوى بنسبة 10% من الأموال المطلوبة لإدارة الدولة وهذه حقيقة يجب أن تكون حاضرة في حديث كل ناقد إن سلمت نواياه.

وبكل صدق وأمانة أعلن الرئيس أنه لا يتمسك بسلطة أو بقاء في الحكم وإلا ما اختار الطريق الأصعب وهو الإصلاح وأنه إن كان في المستطاع إجراء انتخابات كل عام لفعل منعا للدمار والخراب محذرا من تكرار الخروج الفوضوي الذي يخسر فيه الجميع والتجارب الدولية حولنا خير شاهد .

وشارك الرئيس السيسي استغراب شرفاء هذا الوطن من استجلاب شحنات حب من الخارج للوطن عبر منظمات دولية تتبني رؤية فصائل معينة في الداخل متصورة أنها تعبر عن غالبية المصريين وتعجب الرئيس من هذ المحبة المدعاة من قبل تلك المنظمات والتي تجاوزت محبة أهل البلد أنفسهم وكيف أن تلك المنظمات لم تحترم تجربة المصريين الذاتية حول أمور ظنوا أنها قابلة للتطبيق في أي زمان أو مكان أو مجتمع ومن هنا تظهر هذه الأصوات التي تصور المصريين وكأنهم أسرى في معسكر اعتقال كبير ليذكر الرئيس الجميع أن مصر تدير ملفاتها الصعبة والمعقدة بتوازن وبتحرك راسخ يقوم على مبادئ لا يختلف عليها احد ولا يناهضها إلا كل مغرض.

ولأن الرئيس يدرك أن الشباب هم المستهدفون من دعايات الخراب خاطبهم بكل وضوح مؤكدا أن التحديات كبيرة فإن تحدثنا عن توفير فرص عمل فيجب أن يدرك المجتمع أن توفير مليون فرصة عمل على سبيل المثال يتكلف 900 مليار جنيه ولك أن تقيس مدى تضخم هذا الرقم مع تزايد أعداد الخريجين سنويا وهذا بالطبع يتطلب منا أن نضاعف الجهود في العمل وليس جلسات اللطم والندب الإلكتروني على مواقع التواصل وبالمناسبة فإن مصر تكاد تكون الدولة الوحيدة في محيطها المتصدع التي تتيح مواقع التواصل والتعامل معها دون قيد أو شرط في وقت تغلق دول كبرى تلك المواقع وتستبدلها بمواقع تخصها وتملك عليها رقابة وسلطانا وعلى الرغم من ذلك لا تطالها دعايات التضييق على حرية الراي والتعبير كما تلاحق مصر.

أن استباق الرئيس السيسي التحدث في ما يهم الناس أو ما يظنونه لا يناقش إلا بصوت خفيض وفي جلسات خاصة يقطع الطريق على كل انتهازي أو مغرض الذي تتقطع به السبل أمام جرأة الرئيس في طرح تلك القضايا بدلا من أن تترك العقول نهبا لكل راتع.

أن تحمل المصريين الصعاب ومشاركتهم بصبر ويقين البناء خلف قيادة لم تحظ بتلك الثقة عبر تاريخ مصر لا شك يزعج أهل الشر الكامنين في الجحور وأبصارهم محدقة بنا في انتظار لحظة الانقضاض وتصفير العدادات والعودة بعقارب الساعة إلى الوراء مرة أخرى ولهؤلاء أقول إن انتظاركم سيطول وعزلتكم ستتواصل فالمصري لا يلدغ من جحر مرتين.

الاكثر قراءة